تكنولوجيا

في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني ودعم الشركات الناشئة

شراكة استراتيجية بين اثينا وباريس وعصر جديد للدبلوماسية الرقمية

في خطوة تعكس التوجه نحو تعزيز التعاون الرقمي على مستوى عالمي، توصلت اليونان وفرنسا إلى اتفاقيات رئيسية تشمل مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وتعزيز التعاون بين منظومات الشركات الناشئة.

جاءت هذه الاتفاقيات خلال زيارة نائب وزير الحوكمة الرقمية اليوناني (كوستانتينوس كيراناكيس) إلى باريس الأسبوع الماضي حيث شارك في قمة الشراكة العالمية للذكاء الاصطناعي ( GPAI) التي تشرف عليها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وتركز على وضع معايير أخلاقية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي. تعد فرنسا من الدول الرائدة عالميا في مجال الذكاء الاصطناعي، ويرجع ذلك إلى شركاتها المبتكرة مثل (ميسترال) المتخصصة في تطوير النماذج اللغوية الضخمة( LLMs) تتميز هذه النماذج بقدرات فريدة تشمل:

(01)- الترجمة متعددة اللغات التي تتيح التواصل بين ثقافات ولغات مختلفة بدقة وسلاسة.

(02)- تحويل النصوص الصوتية إلى مكتوبة والتي تساهم بشكل كبير في تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقات السمعية.

(03)- التفاعل مع روبوتات الدردشة حيث توفر تجربة محادثة طبيعية ومخصصة مع المستخدمين.

(04)- تحليل المشاعر بتقنية تمكن الشركات من دراسة منشورات وسائل التواصل الاجتماعي ومراجعات العملاء لفهم مشاعرهم، مما يدعم استراتيجيات التسويق وتطوير المنتجات.

 

تشجيع الشراكات ونقل المعرفة

تستخدم اليونان تقنيات ذكاء اصطناعي مشابهة، ولكنها ترى في التعاون مع فرنسا فرصة ذهبية للاستفادة من خبراتها المتقدمة، يتوقع أن يساهم هذا التعاون في تطوير حلول مبتكرة تعزز من قدرة البلدين على المنافسة عالميا. ركزت النقاشات الثنائية بين الجانبين أيضا على الأمن السيبراني، حيث تعد فرنسا موطنا لـ(كومبيس سايبر) المركز البارز في باريس الذي يضم أكثر من 140 شركة متخصصة في الأمن السيبراني. الاتفاقية تشمل نقل المعرفة والخبرات الفرنسية إلى اليونان التي تسعى لتعزيز دفاعاتها ضد التهديدات السيبرانية المتزايدة.

كان التعاون بين منظومات الشركات الناشئة في البلدين محورا رئيسيا آخر في المباحثات، ناقشت (كلارا شاباز) نائبة وزير الشؤون الرقمية الفرنسي والمديرة السابقة لمبادرة (لا فرينش تيك) مع (كيراناكيس) آليات جديدة لتسريع التعاون بين الشركات الناشئة، تضمنت الأفكار إطلاق جلسات اجتماعات سريعة بين الشركات اليونانية والفرنسية، تهدف إلى تشجيع الشراكات ونقل المعرفة.

كما أعربت اليونان عن استعدادها لمشاركة خبراتها في منصة (غوفر جي أر) التي نجحت في تبسيط الإجراءات البيروقراطية وتحسين الخدمات الرقمية للمواطنين. لاقت هذه التجربة اهتماما كبيرا من الجانب الفرنسي، الذي يسعى إلى تطوير بنيته التحتية الرقمية وتحسين خدماته العامة.

 

طليعة الابتكار الرقمي

أكد (كيراناكيس) أن هذه الشراكة مع فرنسا تبرز التزام اليونان المستمر بالبحث عن أفضل الممارسات العالمية في مجال التحول الرقمي، وأضاف:” هدفنا أن نكون في طليعة الابتكار الرقمي،  كما أشار إلى أن المرحلة القادمة من الشراكة ستركز على تنفيذ مشاريع ملموسة”.

من المقرر عرض تقدمها خلال قمة الذكاء الاصطناعي التي سيستضيفها الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) في فبراير المقبل. تأتي هذه الشراكة كخطوة استراتيجية في وقت يتزايد فيه الاعتماد على التقنيات الرقمية لمواجهة تحديات العصر الحديث، ومن خلال تبادل المعرفة والخبرات يمكن لليونان وفرنسا ليس فقط تحسين أدائهما الرقمي، ولكن أيضا المساهمة في صياغة معايير جديدة للابتكار التكنولوجي على المستوى العالمي.

بهذه الاتفاقيات الطموحة، يفتح البلدان الباب أمام حقبة جديدة من التعاون الرقمي حيث يتجاوز الابتكار حدود الجغرافيا ويشكل ملامح مستقبل أكثر تطورا واتصالا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى