
أشرف والي ولاية المنيعة، السيد “مختار بن مالك”، صباح أول أمس، بمقر المجلس الشعبي الولائي، على افتتاح فعاليات الصالون الولائي للتشغيل في طبعته الأولى، وقد حضر مراسم الافتتاح رئيس المجلس الشعبي الولائي، ونائب بالمجلس الشعبي الوطني، والمدير الولائي للتشغيل، إلى جانب العديد من العارضين الذين يمثلون هيئات ومؤسسات عمومية ومتعاملين اقتصاديين ينشطون في مختلف القطاعات.
وقد أكد السيد الوالي في كلمته الافتتاحية على الأهمية البالغة لهذا الصالون، معتبرا إياه “فرصة هامة للتعريف بالدور المحوري، الذي تلعبه الهيئات والمؤسسات العمومية في مجال التشغيل، وكذا أجهزة دعم إنشاء المؤسسات المصغرة والبرامج القطاعية ذات الصلة بسوق العمل”.
وخلال جولته التفقدية لأجنحة المعرض، شدد السيد “بن مالك” على “ضرورة تقديم كافة التسهيلات وتذليل جميع الصعوبات أمام الكفاءات والطاقات المحلية التي تتناسب مع خصوصية الولاية”، وأشار إلى أن الهدف من هذه الجهود هو “خلق بيئة حاضنة للمبادرات والاستثمار تتطلع لفتح آفاق جديدة أمام الشباب الطموح في تجسيد المشاريع المبتكرة وخلق الثروة”.
كما كانت هناك كلمات لكل من مدير التشغيل، ومفتش التشغيل “برينيس دلال”، بالإضافة إلى كلمة لـ “عبد الحق حامد”، عضو المجلس الشعبي الولائي ومنشط الحدث، والذين أشادوا بدورهم بأهمية هذا الصالون في تعزيز فرص التشغيل بالولاية.
الصالون الولائي للتشغيل بالمنيعة، هو منصة فريدة لاكتشاف المواهب ودعم الإدماج، حيث تكتسي مبادرة تنظيم الصالون الولائي للتشغيل في ولاية المنيعة أهمية خاصة وفريدة من نوعها، نظرا للدور الحيوي الذي يلعبه في تعزيز فرص العمل واكتشاف الطاقات المحلية، وقد شكل هذا الحدث منصة قيمة للكشف عن العديد من المواهب المحلية التي تستحق الاهتمام والرعاية.
وما أضفى على هذه التظاهرة طابعا مميزا، هو عرض منتوجات إبداعية من صنع نزلاء المؤسسة العقابية بالمنيعة، وقد تجسدت هذه الأعمال الفنية الرائعة كنتيجة للاهتمام الكبير الذي توليه إدارة المؤسسة لتقريب النزلاء من عالم الشغل وتمكينهم من الاستفادة من الدورات التكوينية التي يتلقونها، هذه المبادرة تعكس الجهود المبذولة لإعادة إدماج هذه الفئة في المجتمع ومنحهم فرصة جديدة للمساهمة في التنمية المحلية.
نافذة على الإبداع المحلي وفرص التكوين
إلى جانب دوره في تعزيز التشغيل واكتشاف المواهب، كان الصالون الولائي بالمنيعة فرصة لعرض ثراء المنتوجات المحلية التي تزخر بها الولاية، فقد تم تخصيص أجنحة لعرض إبداعات الحرفيين في مجال النسيج وصناعة الزرابي التقليدية التي تعكس أصالة المنطقة وتراثها العريق.
كما كان لقطاع التكوين المهني حضور لافت من خلال مشاركة مركز التكوين المهني والتمهين “الشهيد شبير طيب” ومركز التكوين المهني والتمهين “الشهيد بريك”، وقد استعرض المركزان مختلف التخصصات والبرامج التكوينية التي يقدمانها للشباب، مما يتيح لهم اكتساب المهارات اللازمة لدخول سوق العمل والمساهمة في التنمية الاقتصادية للولاية، هذه المشاركة تؤكد على الدور الهام الذي يلعبه التكوين المهني في تأهيل الكفاءات المحلية، وتلبية احتياجات سوق العمل المتزايدة في مختلف القطاعات.
تنوع المنتجات المحلية يثري فعاليات الصالون الولائي للتشغيل
شهد الصالون الولائي للتشغيل بالمنيعة مشاركة واسعة ومتنوعة من المنتجين المحليين، مما أضفى حيوية وثراء على فعالياته، فقد كان حضور السيد “بن عبد الرحمان عبد الرحمان”، صاحب المزرعة النموذجية، بارزا بعرض منتوجات مزرعته التي تجسد جودة الإنتاج المحلي في القطاع الفلاحي.
كما استقطب جناح السيدة “بن عبد الرحمان حورية” اهتمام الزوار بعرض تشكيلة شهية من العجائن والمملحات المصنوعة محليا، والتي تعكس مهارة وإبداع الأيدي المحلية في مجال الصناعات الغذائية التقليدية.
بدوره، عرض السيد “مصباح موسى” مجموعة متنوعة من المنتوجات الفلاحية الطازجة، مما يعكس إمكانيات الولاية في هذا القطاع الحيوي ومساهمته في تحقيق الأمن الغذائي المحلي. هذه المشاركة الواسعة للمنتجين المحليين، تؤكد على أهمية دعم الإنتاج المحلي وتشجيعه كرافد أساسي للتنمية الاقتصادية المستدامة في ولاية المنيعة.
مشاركة فاعلة للهيئات الاقتصادية والاجتماعية
علاوة على العارضين من قطاعات التشغيل والتكوين والمنتجين المحليين، سجل الصالون الولائي حضوراً فاعلاً لعدد من الهيئات الاقتصادية والاجتماعية الهامة في ولاية المنيعة، وقد شارك في هذا الحدث كل من مدير السجل التجاري السيد “لحول عبد القادر”، الذي قدم شروحات حول أهمية السجل التجاري ودوره في تنظيم النشاط الاقتصادي وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين.
مدير الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي الذي “استعرض دور الصندوق في دعم وتنمية القطاع الفلاحي وتقديم التمويل اللازم للمزارعين والمستثمرين في هذا المجال”، مدير الصندوق الوطني للتعاقد الذي “قدم معلومات حول آليات التعاقد في سوق العمل ودور الصندوق في تنظيم علاقات العمل وحماية حقوق العمال وأصحاب العمل”، مدير الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء (CNAS)، الذي قام بتوعية الحضور بأهمية التأمين الاجتماعي وخدمات الصندوق في توفير الحماية الاجتماعية للعمال وأسرهم.
هذه المشاركة الواسعة والمتنوعة للهيئات والمؤسسات، تؤكد على الأهمية الشاملة التي يكتسيها الصالون الولائي للتشغيل كملتقى هام، يجمع مختلف الفاعلين في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالولاية.
حضور بارز لقطاع الاستثمار والتجارة والصناعة التقليدية
تأكيدا على شمولية الصالون الولائي للتشغيل وأهميته كمنصة للتنمية الشاملة، شهد المعرض مشاركة فاعلة لممثلي قطاع الاستثمار والتجارة والصناعة التقليدية في ولاية المنيعة، وحسب ما أفاد به مديرة الشباك الوحيد اللامركزي لولاية المنيعة، “بن يحيى صليحة” التي أشارت حول دور الشباك في تسهيل وتبسيط إجراءات الاستثمار وتقديم الدعم اللازم للمستثمرين الراغبين في إقامة مشاريع بالولاية.
من جهته، رئيس غرفة التجارة والصناعة “ادريس قدري”، أكد على أهمية تعزيز الحركة التجارية وتطوير الصناعات المختلفة في الولاية، ودور الغرفة في دعم التجار والصناعيين المحليين”، أما مدير وكالة التشغيل استعرض جهود الوكالة في توفير فرص العمل للشباب الباحث عن شغل وتوجيههم نحو القطاعات الواعدة في سوق العمل المحلي، فيما سلط مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف، الضوء على أهمية الحفاظ على الحرف التقليدية وتنميتها كجزء من الهوية الثقافية والاقتصادية للولاية، ودور الغرفة في دعم الحرفيين وتسويق منتجاتهم.
هذه المشاركة الواسعة والمتنوعة، تعكس الرغبة المشتركة لمختلف القطاعات في المساهمة الفعالة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في ولاية المنيعة، وجعل الصالون الولائي للتشغيل محطة هامة لتحقيق هذه الأهداف.
مشاركة فعالة لجهاز القرض المصغر في دعم التشغيل وريادة الأعمال بالمنيعة
اكتمل المشهد التنموي الشامل في الصالون الولائي للتشغيل بالمنيعة بحضور ومشاركة جهاز هام وفاعل في دعم استحداث المؤسسات الصغيرة وتوفير فرص العمل، وهو جهاز القرض المصغر.
وقد قام ممثلو جهاز القرض المصغر بتقديم شروحات وافية للشباب الطموح حول آليات الحصول على التمويل اللازم لإطلاق مشاريعهم الخاصة، والشروط والإجراءات الميسرة التي يعتمدها الجهاز في سبيل دعم ريادة الأعمال المحلية. كما تم تسليط الضوء على الدور الهام الذي يلعبه القرض المصغر في امتصاص البطالة، وتشجيع المبادرات الفردية والمساهمة في خلق الثروة على المستوى المحلي.
إن مشاركة جهاز القرض المصغر في هذا الصالون، تؤكد على الأهمية التي توليها السلطات المحلية لدعم الشباب وتمكينهم اقتصاديا، وتوفير الأدوات اللازمة لتحويل أفكارهم ومشاريعهم إلى واقع ملموس يساهم في تنمية ولاية المنيعة.
الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي شريك أساسي في دعم التنمية
استمرارا لحضور المؤسسات الداعمة للتنمية المحلية، سجل الصالون الولائي للتشغيل بالمنيعة مشاركة فاعلة ومهمة من الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي.
وقد قام ممثلو الصندوق بتقديم معلومات مفصلة حول الخدمات والتسهيلات التي يقدمها لدعم الفلاحين والمستثمرين في القطاع الزراعي على مستوى ولاية المنيعة والجهات المجاورة، وشملت هذه الشروحات آليات التمويل المتاحة لتطوير الأنشطة الزراعية، وتحسين الإنتاج، واقتناء المعدات الحديثة، بالإضافة إلى برامج الدعم والإرشاد الفني التي يقدمها الصندوق للمستفيدين.
تؤكد مشاركة الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي في هذا الحدث على الأهمية القصوى التي يوليها القائمون على الشأن المحلي لقطاع الفلاحة، باعتباره ركيزة أساسية للاقتصاد المحلي ومصدراً هاماً لفرص العمل، فضلاً عن دوره في تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي على مستوى الولاية.
لحسن الهوصاوي