الثـقــافــة

في إطار التظاهرة الثقافية “منتدى الكتاب” في عددها الواحد والثلاثون

"المبايعة الأولى ومعالم تأسيس الدولة الجزائرية الحديثة " ندوة تاريخية

في إطار التظاهرة الثقافية “منتدى الكتاب” في عددها الـ31، نظمت المكتبة الرئيسية للمطالعة بمعسكر ندوة تاريخية بعنوان المبايعة الأولى ومعالم تأسيس الدولة الجزائرية الحديثة، بالتنسيق مع مخبر البحث التاريخي مصادر وتراجم جامعة “أحمد بن بلة وهران 01″، بحضور كتاب وأدباء وشعراء من ولاية معسكر وكذا الطلبة ودكاترة من جامعة وهران، البروفيسور “بن جبور محمد”، البروفيسور “سفيان شايدة” والطالب الدكتور “زكريا خلف الله” من جامعة الجزائر، الدكتور “عمروش الياس”، البروفيسور “بونقاب مختار” من جامعة معسكر، والباحثان الدكتور “اليان صبور لحسن” من جامعة معسكر و”عابد حمياني” من جامعة وهران، من تنشيط الدكتور “تقي الدين بوكعبر”، جامعة المدية بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية معسكر.

عدة مداخلات كانت ضمن هذا المنتدى الذي عالج عدة مواضيع تدخل في إطار الاحتفال بالذكرى 192 لمبايعة الأمير عبد القادر منها قراءات في تصوف “الأمير عبد القادر” وبيعة “الأمير عبد القادر بين الرمزية ومشروعية بناء الدولة” قراءات حول “الأمير عبد القادر” السيرة والمسيرة المنفى والاغتراب في شعر “الأمير عبد القادر” قصيدة “فراقك نار” نموذجا و”الأمير عبد القادر” والتفكير العسكري، وأخيرا مشروع “الأمير عبد القادر في بناء دولة حديثة بين التحديات الخارجية والعوائق الداخلية”. كما ألقى الشيخ “بلعيد برواين” قصيدة شعرية حول “الأمير عبد القادر” وفي الأخير تم عرض شريط وثائقي حول معركة “سيدي إبراهيم”.

 

المداخلة الأولى للدكتور “عمروش إلياس”

إن المبايعة الأولى للأمير عبد القادر التي جرت يوم 27 نوفمبر 1832 تحت شجرة الدردارة بسهل غريس تعد حدث تاريخي هام ساهم في تأسيس الدولة الجزائرية الحديثة وكذا الإعلان عن الجهاد ضد قوات الاحتلال الفرنسي. ما يبرر توجهنا نحو اللحظة الصوفية في تجربة الأمير عبد القادر هو ارتباط هذه التجربة الصوفية بظروف فكرية وسياسية حادة عرفها العالم الإسلامي، ونقصد بها القرن التاسع عشر ميلادي الذي عاش فيه الأمير.

حيث جسّد لحظته في قلب الحدث، أي الاستعمار الفرنسي للجزائر فإذا كان الأمير عبد القادر، في كتاب “المواقف”، أي في الفترة التي بلغ فيها تصوفه مرحلة متقدمة جدا، قد شكل عزلة على غرار العزلة المعروفة عند المتصوفة، فهل عزلته هذه جعلته خارج التاريخ وبالتالي خارج الزمان والمكان؟ وهل للمتصوف، انطلاقا من تجربته الصوفية، مكان وزمان خاصين يشكل من خلالهما صيرورته وماهيته؟ من بين الدراسات السابقة التي اهتمت بالموضوع، إضافة للدراسات التاريخية التي تركز على الأمير المقاوم أو المؤسس للدولة أو الأمير المحاور والإنساني، استوقفتنا دراسة برونو إيتيان لأنها تحاول أن تؤول مسار الأمير ومواقفه، خاصة بعد توقف المقاومة ثم استقراره بدمشق، بكونه متصوفا وبالتالي كل المفارقات أو ما يبدو أنها مفارقة في حياته يجب أن ينظر إليه انطلاقا من الرؤية الصوفية؛ إلى جانب أطروحة منير بهادي حول التجربة الوجودية في الخطاب الصوفي حيث ركز في عرضه على خطاب “الأمير عبد القادر”.

المداخلة الثانية للبروفيسور “بن جبور محمد” جامعة وهران

“بيعة الأمير عبد القادر بين الرمزية ومشروعية بناء الدولة”، تعد المبايعة الأولى للأمير عبد القادر التي جرت يوم 27 نوفمبر 1832 حدثا تاريخيا ساهم في توحيد الجزائريين لمقاومة الاستعمار الفرنسي، حسبما أبرزه لوأج مختصون في تاريخ الجزائر من جامعتي معسكر والمدية. وأوضح البروفيسور “بن جبور محمد” أن المبايعة الأولى للأمير عبد القادر تحت شجرة “الدردارة” بمنطقة غريس (ولاية معسكر) هي بمثابة “حدث تاريخي مهم ساهم في توحيد الجزائريين لمقاومة الجيش الاستعماري الفرنسي، وذلك ما تكرس بمبايعة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة من طرف شيوخ قبائل الوطن أن البيعة الأولى للأمير عبد القادر أدت إلى تمساك الشعب الجزائري والتفافه حول مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة من أجل مقاومة جيش المستعمر الفرنسي.

وأشار إلى أن “الأمير عبد القادر قد بويع بالأساس لقيادة الدولة الجزائرية الحديثة لمقاومة قوات الجيش الاستعماري الفرنسي”، مضيفا بأن مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة كانت الشخصية المناسبة لقيادة الجهاد ضد المحتل الفرنسي، والذي امتد من 1832 إلى 1848 وذلك بالنظر “لثقافته الواسعة وشخصيته الشجاعة ومكانته الدينية لدى الجزائريين”.

 

المداخلة الثالثة البروفيسور بونقاب مختار من جامعة معسكر

قراءات حول “الأمير عبد القادر” السيرة والمسيرة “عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى”، اشتهر باسم “الأمير عبد القادر الجزائري”، يعتبر من كبار رجال الدولة الجزائريين في التاريخ المعاصر ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورائد مقاومتها ضد الاستعمار الفرنسي بين 1832 و1847 ، هو قائد سياسي وعسكري مجاهد ومقاوم وشاعر، بايعه الجزائريون سنة 1832 أميرا لمقاومة المستعمر الفرنسي، مرت حياته بـ3 مراحل أساسية، الأولى قضاها في طلب العلم والتعرف على أوضاع البلدان العربية في طريق الحج، والثانية عاشها في الجهاد ومقاومة المستعمر، وقضى الثالثة أسيرا في فرنسا ثم مناضلا مغتربا في دمشق.

ولد الأمير عبد القادر في 6 سبتمبر 1808 بقرية القيطنة الواقعة على وادي الحمام قرب مدينة معسكر غرب الجزائر، والده محيي الدين بن مصطفى كان أحد مشايخ الطريقة القادرية الصوفية، كما كانت أمه السيدة “بنت عبد القادر بن خدة” أيضا ابنة أحد شيوخ الطريقة نفسها. وحسب بعض المؤرخين، فإن عائلته تنتسب إلى الأدارسة الذين يمتد نسبهم إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتحديدا إلى “إدريس الأكبر بن عبد الله المحصن بن حسن المثنى بن حسن السبط بن علي بن أبي طالب”، وأم إدريس فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم. والعائلة التي ينتسب لها الأمير عبد القادر ينحدر منها أيضا حكام في المغرب العربي والأندلس، وكان لهذه الأصول تأثير عميق في تكوين شخصيته وساهمت في تحديد ملامحه قائدا روحيا وعسكريا.

 

المداخلة الرابعة للدكتور “بهلول سيد أحمد” من جامعة معسكر

شعر المنفى نمط من أنماط الشعر العربي قديما وحديثا، وهو ينبع من معاناة النفس البشرية التي يقتلها ألم الفراق للأهل والأحبة والوطن الأم، وكذلك هو شعر يترجم الإحساس بالكلمات الصادقة تنبض شوقا وأسى وحزنا. فيعد الاغتراب أحد الموضوعات التي باتت تفرض نفسها، تستحوذ على اهتمام الفلاسفة وعلماء النفس وعلماء الاجتماع والأدباء، وقد عكست هذه الأعمال مدى إلحاح فكرة الاغتراب على العلاقات بين الإنسان وغيره من أفراد المجتمع والحقيقة أنّ ظاهرة الاغتراب ظاهرة مرضية ميزت هذا العصر مع اختلاف المجتمعات، فالتحدي والفشل والإدمان والمخدرات والاغتصاب. ماهي إلا مؤشرات لما يعانيه البعض من إحساس بالاغتراب.

لقد عرف الأمير عبد القادر الجزائري بأنه رجل البطولة، نظرا لتحمله أعباء الدولة والجهاد في سن مبكرة، وتمكن في فترة وجيزة من تأسيس دولة لها نظامها الإداري والعسكري، وهو رجل يعرف باغترابه ونفيه لذلك اخترناه واخترنا قصيدته زفّ الرّحيل:

زفّ الرّحيل وحان أن نتفرّقا فإلى اللقا يا صاحبّي إلى اللّقا إن تبكيا فلقد بكيت من الأسى حتى لكدت بأدمعي أن أغرقا وتسعّرت عند الوداع أضالعي نارًا خشيت بحرّها أن أحرقا ما زلت أخشى البين قبل وقوعه حتى غدوت وليس لي أن أفرقا يوم النوى، للّه ما أقسى النّوى لولا النّوى ما أبغضت نفسي البقا رحنا حيارى صامتين كأنّما للهول نحذر عنده أن ننطقا.

وفي الأخير ألقى الشيخ “بلعيد برواين” قصيدة شعرية حول “الأمير عبد القادر” وتم عرض شريط وثائقي حول “معركة سيدي إبراهيم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى