
أعلنت الشركة الأم لموقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي عن تحديث جديد يتيح لمشرفي المجموعات تحويل مجموعاتهم الخاصة إلى عامة، دون أن يؤدي هذا التغيير إلى كشف المحتوى السابق أو بيانات الأعضاء. وجاء هذا القرار استجابة لطلبات متكررة من المشرفين الذين بدأوا مجموعاتهم كمساحات مغلقة، ثم احتاجوا فيما بعد إلى توسيع قاعدة المشاركة فيها.
وبحسب الشركة، فإن جميع المنشورات والتعليقات والتفاعلات السابقة ستبقى محفوظة ضمن نطاق المجموعة الأصلية، ولن يتمكن غير الأعضاء من الاطلاع عليها. كما أن قائمة الأعضاء ستظل محمية ومخفية عن الأنظار، ولا يصل إليها سوى المشرفين والمراقبين. ويهدف هذا التحديث إلى تحقيق توازن بين رغبة المشرفين في فتح مجموعاتهم أمام جمهور أوسع، والالتزام بالحفاظ على خصوصية الأعضاء وتفاصيل نشاطهم السابق.
آلية التحويل وضمانات المراجعة
يمكن لمشرفي المجموعات تنفيذ عملية التحويل بسهولة من خلال صفحة إعدادات المجموعة، حيث يتم إخطار جميع المشرفين بهذا القرار. وتمنح الشركة مهلة 3 أيام للمشرفين الآخرين لمراجعة القرار أو إلغائه في حال عدم الموافقة، مما يضمن اتخاذ القرار بشكل جماعي. كما يتم إشعار جميع الأعضاء بالتغيير بشكل واضح، وسيتم تذكيرهم مرة أخرى عند قيامهم بنشر أو تفاعل لأول مرة بعد أن تصبح المجموعة عامة.
وأوضحت الشركة أن المنشورات الجديدة التي يتم نشرها بعد التحويل ستصبح مرئية للجميع، بما في ذلك غير المستخدمين للمنصة، مما يسهم في زيادة ظهور المجموعات في نتائج محركات البحث. ومع ذلك، يحتفظ المشرفون بالحق في العودة إلى وضع المجموعة الخاص في أي وقت دون فقدان أي من البيانات أو الأعضاء، مما يوفر مرونة كافية لتجربة التحويل دون مخاطر دائمة.
توازن بين التوسع والخصوصية
تمثل هذه الخطوة محاولة من المنصة لإعادة تنشيط المجموعات كأحد أهم مكوناتها الاجتماعية، مع معالجة التحدي التقليدي بين الرغبة في النمو والوصول إلى جمهور أوسع، والحرص على احترام خصوصية الأعضاء وثقتهم. فالكثير من المشرفين كانوا يترددون سابقا في تحويل مجموعاتهم إلى عامة خوفا من كشف تاريخ المجموعة ونشاط أعضائها، مما كان يضطرهم إلى إنشاء مجموعات جديدة من الصفر.
الآن، مع هذه الآلية الجديدة، أصبح بالإمكان التوسع مع الحفاظ على جوهر المجموعة وتاريخها. كما أن إبقاء قائمة الأعضاء مخفية بشكل تام يعد ضمانة إضافية لخصوصية الأفراد، حيث لا يمكن لأي شخص خارجي، سواء كان مستخدما عاديا أو زائرا، معرفة من هم الأعضاء أو متى انضموا أو أي تفاصيل أخرى عنهم. وهذا يشجع على مزيد من المشاركة الحرة والآمنة داخل المجموعات.
يأتي هذا التحديث في إطار سلسلة من التغييرات التي تهدف إلى تعزيز دور المجموعات داخل المنصة، وجعلها أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع احتياجات المشرفين والأعضاء. ومن خلال الموازنة بين متطلبات النمو واعتبارات الخصوصية، تقدم الشركة حلا عمليا لتحدي قديم، مما قد يسهم في إطالة عمر المجموعات وزيادة فاعليتها كمساحات للتواصل وتبادل الخبرات.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله


