
أثارت عملية اعتقال الدولي الجزائري، يوسف عطال من طرف شرطة مدينة نيس الفرنسية، يوم الخميس الماضي، وكل الإجراءات القانونية التي تبعتها، من الإفراج عنه بكفالة، ووضعه تحت الرقابة القضائية ومنعه من مغادرة التراب الفرنسي، ردود أفعال كثيرة من طرف عديد المتتبعين، داخل وخارج الوطن، الذين تعجبوا واستنكروا، في نفس الوقت، الطريقة التي تم بها التعامل مع لاعب دولي محترف بسبب مجرد منشور تضامني.
عاش مدافع المنتخب الوطني، يوسف عطال، من ليلة الخميس إلى مساء يوم الجمعة، ما يقارب الـ48 ساعة من الجحيم، ستظل ذكرى مريرة يتذكرها طوال حياته، بعد ما تم اعتقاله، بطريقة غير لائقة، من طرف شرطة مدينة نيس، بعد الشكوى التي رفعها ضده عمدة المدينة، كريستيان استروزي، المعروف بتطرفه وكراهيته للإسلام والمسلمين.
وبعد قضائه ليلة ويوما كاملا في الحجز، تم الإفراج في نهاية يوم الجمعة عن اللاعب الدولي الجزائري، بكفالة قدرت بـ80 ألف يورو، وهذا بعد التحقيق معه والاستماع إلى أقواله من طرف المدعي العام، الذي قرر وضعه تحت الرقابة القضائية إلى غاية محاكمته يوم 18 ديسمبر الجاري، بتهمة التحريض على الكراهية.
وبالإضافة إلى وضعه تحت الرقابة القضائية، سيكون عطال ممنوعا من مغادرة التراب الفرنسي مؤقتا، باستثناء تنقلاته في إطار أنشطته كلاعب كرة قدم، ما يعني أنه سيكون بإمكانه الالتحاق بالمنتخب الوطني والمشاركة في كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار مطلع العام القادم.
وبخصوص المحاكمة التي تنتظره في الـ18 ديسمبر الجاري، فلا خوف على يوسف عطال، المتابع بتهمة التحريض على الكراهية فقط، بعد ما أسقطت عنه جميع التهم الخطيرة منها تهمة دعم والإشادة بالإرهاب.
في ذات السياق، تنص القوانين الفرنسية على معاقبة بشدة كل تحريض على الكراهية أو على التمييز العنصري تجاه شخص أو مجموعة بسبب أصلها أو انتمائها إلى عرق أو ديانة محددة. وعندما يكون هذا التحريض في إطار غير علني، يعاقب عليه القانون بغرامة تصل إلى 1500 يورو، أما إذا عبر عنه علنا، مثل ما هو الحال بالنسبة ليوسف عطال الذي قام بنشر فيديو على الأنترنت، فإن الغرامة تصل إلى 45000 يورو. وهذه هي أقصى عقوبة، من المفروض، سيتحصل عليها عطال، طبعا، في حالة أدين بهذه التهمة.
وبعد نهاية هذا الكابوس، ومهما كان الحكم القضائي الذي سيصدر في حقه في الـ18 ديسمبر القادم، فإنه لا مجال ليوسف عطال للبقاء في نيس أو في فرنسا عموما، ومن دون شك أنه لن يرتدي قميص نيس مرة أخرى، وكل المؤشرات تؤكد أنه سيغادر هذه اليلاد نحو بطولة وبلاد أخرى تكون أكثر أمانا له، اعتبارا أن بلد الجن والملائكة لم تعد مكانا أمنا بالنسبة للمسلمين ولا موطنا للأحرار.
تضامن كبير مع يوسف عطال بعد قرار المحكمة الفرنسية
أبدى العديد من اللاعبين الدوليين تضامنهم مع اللاعب الدولي والمحترف في نيس الفرنسي يوسف عطال على خلفية العقوبة التي سلطتها عليه محكمة نيس الفرنسية بسبب تضامنه مع فلسطين.
وكان نجم الخضر والأهلي السعودي رياض محرز، قد نشر صورة عطال عبر خاصية “ستوري” على حساب إنستغرام و كتب “كن شجاعا يوسف”، كما استغل قديورة نهاية مواجهة فريقه شباب بلوزداد أمام يونغ أفريكانز برسم الجولة الأولى من دور مجموعات رابطة الأبطال، والتي نتهت بفوز ممثل الكرة الجزائرية بثلاثية نظيفة، حيث قام قديورة عند نهاية المواجهة وأثناء الاحتفال مع الأنصار، بحركة “V” بيده، والتي ترمز للانتصار وقال: “يوسف عطال”.
كما نشر فريق مولودية الجزائر صورة عطال عبر كل صفحاته على مواقع التواصل الإجتماعي، وكتب “العميد متضامن مع عطال”، وهو الأمر الذي يؤكد وقوف الشعب الجزائري مع المحنة التي يمر بها نجم الخضر، ضد الصورة العنصرية السوداء التي تكتنف فرنسا، والعداء الذي تكنه لكل ماهو عربي إسلامي.
يذكر أن يوسف عطال لن يكون باستطاعته مغادرة التراب الفرنسي، إلى غاية 14 ديسمبر، بقرار من المحكمة الفرنسية، الذي أفرج عليه بكفالة قدرت بـ80 ألف يورو، أي ما يعادل مليار و600 بالعملة الجزائرية.
ق.ر