
الأستاذ عبد القادر مسكي، كاتب وشاعر جزائري جوال، من مواليد 1984 بوهران ويقطن في مدينة أرزيو، تحصل على شهادة البكالوريا سنة 2004 في الآداب والعلوم الإنسانية وشهادة الليسانس لغة وأدب عربي سنة 2008، وشهادة الماستر سنة 2021 تخصص أدب جزائري. وهو حاليا طالب دكتوراه بجامعة الوادي تخصص أدب جزائري قديم. (في مجال أدب الرحلة) اشتغل أستاذ مدرسة ابتدائية مادة اللغة العربية ثم تحول إلى رتبة نائب مدير مدرسة ابتدائية للآن.
عبد القادر مسكي، بدأ الكتابة في منتصف سنوات التسعينات وكتب في عدة مجالات أدبية منها الشعر بشتى أنواعه، والقصة والمسرحية والمناظرة وحتى أدب الرحلة الذي تفرغ له منذ سنة 2019 له ديوان شعري غير مطبوع. ومجموعة قصص كذلك. من إصداراته:” رحلة الواحة الحمراء ورحلة تندوف في زمن الكورونا”، ومؤلفات قيد التأليف منها:” موسم الرحلة نحو الجنوب – رحلة الصدف – طائر في سماء كراكالا – تحت شموس توات – رحلة الخدمة الوطنية (نشرت في الجرائد)”. كما شارك الكاتب في العديد من الملتقيات الوطنية والدولية منذ سنة 2000 منها: الملتقى الوطني الأول للإبداع وهران 2005 -ملتقى شموع لا تنطفئ في عدة طبعات – المهرجان الدولي الشاطئ الشعري بالقل ولاية سكيكدة – الملتقى الوطني الأول لأدب الشباب بسطيف – ملتقى الشعراء الشباب بمستغانم في عدة طبعات – أماسي وملتقيات ولاية غليزان – الملتقى الوطني الأدبي بتلمسان، وغيرها كثير. كما كانت له العديد من اللقاءات الصحفية المكتوبة والسمعية والبصرية عبر مختلف الفضاءات الإعلامية داخل وخارج الوطن. نشر مئات الأعمال الأدبية عبر عدة صحف وطنية ودولية، منذ سنة 2004 إلى يومنا ولا زال ينشر. تحصل على المرتبة الثانية في الشعر الشعبي في الملتقى الوطني الأول لأدب الشباب بسطيف 2015 – المرتبة الأولى في الشعر العمودي بجامعة غليزان2015 والمرتبة الثالثة عربيا في المسابقة الدولية لأدب الرحلة. قام بتحكيم ورئاسة عدة مسابقات أدبية منذ 2006. كما شارك بعدة مداخلات أكاديمية دولية ووطنية منها:” الملتقى الدولي للأدب السياحي بجامعة الوادي والمؤتمر الوطني للفلسفة بالمركز الجامعي لإليزي. زار التراب الوطني كاملا ويسعى إلى تجسيد ذلك في جملة من النصوص الأدبية الرحلية فيما يعرف بالأدب السياحي الجزائري. جريدة “البديل” حاوته في بعض القضايا الأدبية والثقافية بشكل عام، فكانت أجوبته عفوية نابعة من تجربته واحتكاكه بالمثقفين والمبدعين.
أين انت من المشهد الفني.؟
صرنا في المشهد الثقافي كمن يحمل الماء ولا يجد من يسقه به، ليبقى يطوف به يبحث عمن يرد منه. المشهد الثقافي في الجزائر واقع مؤسف تأخذ به التكتلات التعسفية والمحاباة المصلحية لنوضع في خانة النسيان والإقصاء. وإن كان ثمة نشاطات فكل وصحبته فيها. ومع ذلك هذا لم يمنعنا من الكتابة والخوض في غمار حروفها، فنحن لا نكتب لجلينا بل لأجيال تأتي بعدنا، ونحن لا نكتب لمصلحة شخصية، فالكتابة نبض وحب، والكتابة قرائح إبداعية تجود بها تجارب الحياة.
لماذا هناك تقريبا في وهران ركودا ثقافيا رغم الزخم الكبير للجمعيات ياستثناء بعض الجمعيات النشيطة ولم يتم إنصافها بعد.؟
لم تعد لي علاقة بالنشاطات الثقافية بوهران، وما تعتبر جمعيات ثقافية نشطة هي في حد ذاتها لم تنصف نفسها، والعمل الثقافي عمل تطوعي هو الآخر، وكل عمل تطوعي يحتاج الدعم ومع ذلك أقولها بصراحة أن تلك الجمعيات لم تنصف أدباء وهران ولم تستفد من تجاربهم من خلال مساراتهم الأدبية. الأدب نبض إبداعي وجوهر فني راقي يحتاج النهوض به دون انتظار المقابل، ونرجو أن يرد اعتبارنا في المشهد الثقافي بوهران حتى نقدم الأفضل كما كنا على سابق عهدنا.
كل جمعية تريد السيطرة على المشهد الثقافي في وهران، برأيكم لماذا لا يكون تكتل للجمعيات تحت مظلة برنامج واحد.؟
حين يرتبط المشهد الثقافي بالمصالح الشخصية والرغبة في السيطرة والنفوذ فإنني أجزم قطعا أنه لن يكون هناك أي تنسيق أو تعاون، ووهران العظيمة ثقافية دنت منزلتها إثر ذلك فصارت فالثكلى تبكي مصيرها الذي ظلمته سيطرة من هم ليسوا من ذوي الثقافة والأدب إلا ما رحم الله. نرجو أن تستفيق الضمائر وتفك عقد الصراع الداخلي ويفتح البيت الثقافي على أبنائه من أجل لم الشمل بعيدا عن كل الصراعات والخلافات.
أنا بعيد عن كل جمعية وليس لي أي انتماء عدا أكاديمية الوهراني للتفاعل العلمي والثقافي الذي تترأسه أ.د سعاد بسناسي وقد ظهر للساحة بقوة وينشط باستمرار دون توقف ويحاول لم الشمل واستعادة المشهد الثقافي بوهران ليكون في أروع صوره. وللعلم أن أكاديمية الوهراني حققت وتحقق نجاحات مبهرة فعالة على كل الأصعدة ولاسيما الدولية منها إذ انضم إليها دكاترة وباحثون من عدة دول في العالم وينشطون معها باستمرار، وتم عقد اتفاقيات مع عدة مخابر علمية وطنية ودولية. من جهة أخرى سيتم تنصيب مكتب بيت الشعر الجزائري قريبا إن شاء الله تحت إشراف البروفيسور سعاد بسناسي.
المثقف إشكالية لازالت تطرح نفسها، ما هي الأسباب برأيكم؟
المثقف لازمة معقدة لن تحل في ظل واقع المشهد الثقافي، فالثقافة أخلاق قبل أن تكون فكرا وعلما. وعلى من يرى نفسه مثقفا أن يسعى للنهوض بما لديه من مواهب وقدرات ويتفاعل بها مع غيره بغية المصلحة العامة.
هناك غياب رهيب للنقد في إبداعات الشباب، لماذا برأيكم.؟
غياب النقد هو غياب الوعي بالأدب، فالأديب الحقيقي يرى في النقد حياة لنصه، والفرار من النقد صار كالفرار من الموت، وهذا تفكير خاطئ، لأن زينة النص الأدبي في نقده، من جهة أخرى فإن غياب معايير النقد تجعل من النقد في حد ذاته جسدا بلا روح، إذ كيف يتم النقد مالم تتوفر وسائله، ومن جهة أخرى صار الخوف من النقد والخوض فيه يسهم في ضياع أكبر جمالية للنص في غياب الوعي بالنقد وأهدافه الحقيقية. النقد هو الحياة المثلى للنص وليس موته لو كانو يعلمون.
هل هناك فعلا تواصل بين الجيل القديم والجيل الجديد من المبدعين؟
على الرغم من بروز أسماء أدبية شبابية قوية بالجزائر إلا أن التواصل بين الجيلين قليل جدا، فهذا يرى نفسه مبدعا متحضرا تندفع العصرنة نحوه اندفاعا، وذاك يرى نفسه متشبعا بمختلف الثقافات الراقية عبر تجارب حياته المريرة. ومع ذلك أنا من جيل يتناول الطرفين، أكتسب خبرة السابقين، وأنهل من معارف اللاحقين، وأدفع بالأدب الجزائري للتقدم نحو الأفضل، كيف لا وأنا أسير تحت خطاه بين الدراسة والكتابة وقد صدق فيه قول البروفيسور عبد الملك مرتاض (كلما قرأت الأدب الجزائري ازددت حبا له)
الرداءة في الكتابة عند المبدعين الشباب، هل فعلا موجودة أم هي ظاهرة عابرة؟
الرداءة موجودة كما البراعة، وعلينا أن نميز كلا منهما مع دعمه وسقله، فحتى الفارس قد يكبو، ولهذا نقول إن وجود كاتب في زمن الروبوت والروابط الاصطناعية لهو فخر كبير وخليق بنا أن ننهض بالرديء حتى يستقيم ويتقوم ويبلغ بالأدب براعته وذروته. فلا نحقر الرديء ولا نغفل البارع.
هل من إضافات ختامية.؟
يبدو أن الساحة الثقافية بالجزائر في حاجة إلى طاقات صارمة تنهض بها على مختلف الأصعدة أدبا ونقدا، وأنه لابد من التحام الجيلين حتى يتسنى التقدم بالمسار الأدبي على أتم أوجهه، ومن جهة فإن الإعلام له دوره في دعم المشهد الثقافي وتكريس القيم المثلى وتحقيق التواصل بين الفئات الثقافية المختلفة. وحضرتكم قد شهدت المستويين الإعلامي والثقافي وقدمتم الكثير لكليهما، وبإمكانكم ربط جسور التواصل بين فئات الثقافة المتعددة، ومن جهة فإننا نقدر كل المساعي النبيلة اتجاه ذلك فالثقافة كيان وجوهر نبيل يستحق النهوض به نحو الأفضل ودعم خاصته ولو تشجيعا.
حاوره: رامـي الـحـاج