
” كتاب الحكايات.. غوغل “في خطوة تعكس اهتمام الشركات التقنية الكبرى بالمحتوى الموجه للمستخدم العربي أعلنت شركة “غوغل” عن إضافة جديدة لمساعدها الذكي تحمل اسم “كتاب الحكايات” وتتيح هذه الأداة تحويل الرسوم والصور الشخصية إلى قصص مصورة متكاملة باللغة العربية، إذ يمكن للمستخدم إدخال مواد بصرية بسيطة ليقوم النظام بإنشاء قصة تفاعلية مكونة من عشر صفحات مع نص مكتوب وأداء صوتي.
الميزة التي تتوفر حاليا عبر الموقع المخصص للحواسيب ستصل قريباً إلى تطبيقات الهواتف مما يفتح المجال أمام فئات أوسع من المستخدمين للاستفادة منها، وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية “غوغل” لتقديم أدوات ذكاء اصطناعي تدعم لغات متعددة وتسمح بتخصيص المحتوى بما يتناسب مع ثقافة كل مجتمع.
تجربة سردية شخصية ومتكاملة
تقوم آلية عمل “كتاب الحكايات” على تحليل الصور التي يختارها المستخدم سواء كانت رسوماً يدوية أو لوحات رقمية، ثم توليد نص قصصي مستوحى من هذه المواد البصرية، ويُدمج النص مع رسومات مولدة آلياً ليشكل تجربة بصرية وسردية متكاملة يمكن للأطفال أو الكبار التفاعل معها، كما يمكن اختيار أسماء الشخصيات وتعديل النصوص لتتلاءم مع البيئة المحلية أو الأهداف التعليمية.
وتتيح الميزة إضافة السرد الصوتي باللغة العربية مما يضفي طابعاً حيوياً على القصة ويجعلها مناسبة لجلسات القراءة الجماعية أو للاستخدام في المدارس، كما يمكن حفظ العمل النهائي بصيغة قابلة للطباعة أو مشاركته رقمياً مع الأصدقاء والعائلة، مما يحافظ على إمكانية إعادة قراءته في أي وقت.
أنماط فنية متنوعة تناسب جميع الأذواق
تقدم “كتاب الحكايات” خيارات بصرية متعددة تتيح للمستخدم اختيار الطابع الفني المفضل لديه مثل أسلوب القصص المصورة أو الرسوم الكلاسيكية أو فن البكسل، وهو ما يمنح حرية كبيرة في تصميم الشكل النهائي للقصة، وتدعم الميزة أكثر من 45 لغة مما يتيح الاستفادة منها على نطاق عالمي مع مراعاة الفروق الثقافية واللغوية.
وتعتبر هذه الإمكانيات إضافة مهمة للمحتوى العربي الرقمي، إذ تسمح بإنتاج مواد تعليمية أو ترفيهية بطريقة إبداعية وسهلة، كما تفتح الباب أمام الأهل والمعلمين لابتكار قصص مخصصة للأطفال تحمل قيماً تربوية وتناسب بيئاتهم الاجتماعية.
كتاب الحكايات.. غوغل .. خطوة ضمن مسار التطوير المتسارع
إطلاق “كتاب الحكايات” يأتي ضمن سلسلة من التحديثات التي تعمل عليها جوجل لتعزيز قدرات منصتها الذكية، حيث شهدت الأشهر الماضية طرح نماذج متطورة قادرة على معالجة البيانات بسرعة كبيرة وتقديم حلول عملية في مجالات متنوعة مثل تحليل الصور الفضائية أو تسريع العمليات الحسابية المعقدة، وتؤكد الشركة أن هدفها هو تحقيق التوازن بين السرعة والدقة مع توفير أدوات تناسب احتياجات المستخدمين اليومية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في مجال إنتاج المحتوى الرقمي العربي باستخدام الذكاء الاصطناعي، إذ تجمع بين الإبداع البصري والسردي وتمنح المستخدم دور المؤلف والمصمم في آن واحد، وهو ما قد يشجع على ظهور جيل جديد من المبدعين الذين يوظفون التقنية في التعبير عن أفكارهم وقصصهم، كما يمكن أن تسهم هذه الميزة في دعم مبادرات التعليم الرقمي ونشر الثقافة القرائية بين الصغار والكبار على حد سواء.