شكّل مشكل تدعـيم الموالين ومربو الأبقار بالأعلاف مخاوف الكثير منهم بعدد من بلديات الولاية، خاصة منها الحدودية الغربية والجنوبية الأكثر المناطق اهتماما بشعبة تربية المواشي والأبقار، فأمام الارتفاع المذهل لأسعار المواد الأولية التي تدخل بشكل مباشر وغير مباشر في عمليات إنتاج الحليب، ومنها أسعار الأعلاف المخصصة للأبقار التي ارتفعت بشكل رهيب وكبير جدا خلال الفترة الأخيرة، إلى جانب غلاء مادة الحليب الخام التي تستقبله يوما من موزعي الحليب بولاية تلمسان، ومشكل الدعم للفلاحين، الذي أثار استياء عديد من المؤسسات والشركات الإنتاجية التابعة للقطاع العام والخاص التي تنشط بإقليم ولاية تلمسان. ويناشد الموالون مديرية المصالح الفلاحية لولاية تلمسان دعمهم مباشرة بالأعلاف لقطع الطريق أمام السماسرة والمضاربين، الذين أكدوا لـ “البديل” أن الكثير من الموالين بالولاية يعانون من مشكل العلف، مما استدعى بعض منهم شرائها من خارج التعاونية بأثمان باهظة بسبب المضاربة من طرف السماسرة، أين طالبوا من الجهات الوصية بضرورة منح الموال حقه من التعاونية بعيدا عن المضاربين والمضاربة، كما طرح المربون مشكل عدم استقرار في أسعار الأبقار، إذ ـ حسبهم ـ ارتفع سعر البقرة الواحدة من 30 مليون سنتيم إلى 60 مليون سنتيم، مما تعذر الأمر على بعض مربي الأبقار تجديد الأبقار التي ـ حسبهم ـ تتم على مدار كل 04 سنوات لتفادي الأمراض، حيث البعض منهم باعوها بـ 28 إلى 30 مليون سنتيم، ولكن تفاجأوا عند عملية الشراء بارتفاع أسعارها إلى 60 مليون سنتيم، باعتبار أن الموال الذي كان يقتني 150 بقرة أصبح حاليا يقتني فقط 56 بقرة بسبب الغلاء.
هذا المشكل حسب بعض منتجي الحليب بولاية تلمسان أثّر كثيرا على سعر الحليب كمادة أولية وبالتالي تسبب في ارتفاع اللتر الواحد من الحليب المنتج إلى عدة أضعاف عما كان عليه سابقا، حيث تنتظر المؤسسات والملبنات التي تنشط في مجال الحليب، إجراءات تحفـيزية للدعم وتخفيض أسعار الأعلاف، ومن ثم تعود بالأثر النفعي والإيجابي على المستهلك، على الرغم من أن هذه المؤسسات تغطي مساحة جغرافية كبيرة عـبر إقليم ولاية تلمسان.
من جهته، مدير مديرية المصالح الفلاحية لولاية تلمسان وفي ردّه على هذه الانشغالات، أكد أنه تم أخذ كل هذه الانشغالات بعين الاعتبار، مضيفا أن المديرية سطرت خطّة عمل استيباقية بالتنسيق مع المصلحة المعنية قصد تقليص من مدة تعويض الدعم الخاص بمادة الحليب من 06 إلى 08 أشهر، وبخصوص تدعيم مادة الأعلاف أضاف أن هناك بيان من قبل وزارة الفلاحة تخص عملية دعم مادة الشعير تلبية كل طلبات المربين سواء الأغنام أو الأبقار بشرط أن يكون المعني المستفيد متواجد على مستوى التطبيقية، حيث تمنح له شهادة من طرف مديرية الفلاحة تثبت أنه محصي، إذ تمكن هذه الوثيقة الفلاح أو المربي من أن يستفيد من مادة الشعير من التعاونية للحبوب التي ستكون متوفرة وبأثمان تتراوح ما بين 3200 دج و3300 دج.
ع. أمير