الحدث

“عندما تفقد أمنك الغذائي، تفقد كرامتك”

في جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي حول غزة، الجزائر:

أكد “عمار جامع” الممثل الدائم للجزائر لدى منظمة الأمم المتحدة، أن صمتنا بمثابة منح رخصة لتجويع وقتل السكان الفلسطينيين، وعلى مجلس الأمن أن يطالب بوقف إطلاق النار بشكل عاجل، لأن جمودنا هو بمثابة تواطؤ في ارتكاب هذه الجريمة”.

واستشهد “عمار جامع”، بما صرح به الصحفي الفلسطيني “أنس الشريف” من غزة، الذي قال: “استيقظت على صوت أطفال يصرخون لأنهم يتضورون جوعا التهم اجسادهم (…) لقد فطرت صرخاتهم قلبي”، وهو يلقي كلمته في جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي حول موضوع: “حماية المدنيين في النزاعات المسلحة: الأمن الغذائي في قطاع غزة”، مذكرا العالم بأن الوضع في غزة يبعث على الجزع ومعاملة الاحتلال للسكان لاانسانية، مذكرا بما قاله رئيس الجمهورية، وبحكمة: “عندما تفقد أمنك الغذائي، تفقد كرامتك”. وأضاف ممثل الجزائر أنه وبينما يعتمد سكان غزة على المساعدات الانسانية، فإن الاحتلال يستخدم التجويع كأداة حرب، معتبرا استخدام التجويع عمدا وبشكل ممنهج، انتهاكا فاضحا للقانون الدولي لأنه ينوي الدفع بسكان غزة الى اليأس وفقدان الكرامة. مبديا أسفه لكون جهود العاملين في المجال الانساني والقرارات النادرة التي يتخذها المجلس، لم تحسن الوضع لأن وقف اطلاق النار لم يتم التوصل إليه. وبخصوص مناقشة معاناة الفلسطينيين بغزة والأزمة الانسانية التي يتخبطون فيها جراء العداون الصهيوني، خلال الجلسة التي تمت بطلب تقدمت به كل من الجزائر وغويانا وسويسرا وسلوفينيا، لمناقشة حالة الأمن الغذائي بغزة في ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع، جراء العدوان الصهيوني المتواصل منذ الـ7 أكتوبر الماضي، ذكّر “بن جامع” بتقديرات شهر ديسمبر  الفارط من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، التي أشارت إلى أنه وبحلول نهاية شهر فيفري 2024، فإن جميع سكان غزة وعددهم 2.2 مليون نسمة، سيواجهون مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهو ما يمثل أعلى مستوى في العالم بأسره. مشيرا إلى أن وقف برنامج الأغذية العالمي إيصال المساعدات إلى شمال غزة لأسباب أمنية، معتبرا القرارين 2712 و2720 غير فعالين في الميدان وأثرهما محدود، مؤكدا أنه في حال لم يتوقف العدوان، “فإن ضمان إيصال مساعدات إنسانية بالمستوى المطلوب يظل هدفا لن يتحقق”، مذكرا الإنسانية بأن العدوان الجاري على غزة هو “عقاب جماعي مفروض على الشعب الفلسطيني”، منبها إلى أن مؤشرات التغذية في شمال غزة تؤكد أن 15.6 في المائة من الأطفال الذين هم دون السنة الثانية، يعانون من سوء التغذية الحاد، ومن المرجح أنه في ظل بيانات شهري جانفي وفيفري، فإن الأوضاع ستتفاقم خصوصا في شمال القطاع الذي لا يمكن الوصول إليه في الوقت الراهن، في وقت يشتكي 90 بالمائة من الأطفال الذين هم دون سن الخامسة، من مرض أو أكثر في ظل حمية ضعيفة جدا، ناهيك عن الحوامل والأمهات المرضعات والمسنين يواجهون مستويات مرتفعة من خطر الوفاة بسبب شح الغذاء.

تجدر الإشارة إلى أن الجزائر أدانت مساء أول أمس الثلاثاء بنيويورك، سياسة التجويع الممنهج التي يستخدمها الاحتلال الصهيوني كأداة حرب ضد الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، داعية مجلس الأمن الدولي إلى المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار بالقطاع الذي يشهد عدوانا صهيونيا وحشيا منذ السابع أكتوبر الماضي.

سليمة. ق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى