تكنولوجيا

عمر البطارية تحت التهديد: كيف تكتشف التطبيقات التي تسرق طاقة هاتفك؟

أصبح عمر البطارية من أبرز ما يؤرق مستخدمي الهواتف الذكية اليوم. ورغم التقدم التقني في تصنيع البطاريات، إلا أن الشكاوى من سرعة نفاد الطاقة لا تزال متكررة . والسبب في كثير من الأحيان لا يعود إلى ضعف البطارية نفسها. بل إلى سلوك بعض التطبيقات التي تعمل دون علم المستخدم. أو تلك التي تستمر في العمل حتى بعد إغلاق الهاتف للشاشة. فتبدو المشكلة خارج السيطرة رغم أن حلّها قد يكون في متناول يد المستخدم نفسه.

 

كيف تكتشف السارق الخفي لطاقة هاتفك؟

يعتمد الهاتف الذكي على الية دقيقة لرصد استهلاك الطاقة. ومن خلال الاستفادة من هذه الخاصية يمكن للمستخدم تحديد التطبيقات الأكثر استنزافًا للطاقة. ففي الأجهزة التي تعمل بالنظام المفتوح. يستطيع الشخص التوجه إلى قائمة الإعدادات. ثم إلى قسم خاص بالبطارية، حيث تظهر قائمة بالتطبيقات حسب مقدار استهلاكها, ويتوفر في بعض الهواتف خيار لعرض الوقت الذي قضاه كل تطبيق أثناء تشغيله في الخلفية أو أثناء الاستخدام المباشر. وهذه البيانات توضح بشكل موضوعي أي التطبيقات تستحق البقاء، وأيها يجب مراقبته أو تقليص نشاطه.

أما في الأجهزة التي تعتمد نظامًا مختلفًا، فإن الطريق إلى هذه المعلومات يمر عبر الإعدادات أيضًا. حيث تعرض رسومات بيانية تبيّن معدل استهلاك البطارية على مدار اليوم أو خلال الأيام العشرة الماضية، وترفق كل تطبيق بنسبة واضحة تظهر مقدار استهلاكه. مع تقسيم الوقت بين العمل في الخلفية والعمل أثناء الاستخدام الفعلي، وهي بيانات تساعد المستخدم في تقييم سلوك هاتفه الرقمي بشكل يومي وفعّال.

 

كيف تتعامل مع التطبيقات المستهلكة دون الإضرار بوظائف الجهاز؟

بعد التعرف على التطبيقات المستنزفة للبطارية، تأتي الخطوة التالية وهي تقليص استهلاكها أو تعطيلها إذا لزم الأمر، في بعض الأجهزة، يمكن الدخول إلى إعدادات التطبيق نفسه ثم تنفيذ خيار الإيقاف الإجباري. أو على الأقل تقييد نشاطه في الخلفية، كما يمكن للمستخدم منع التطبيق من البدء التلقائي عند تشغيل الهاتف. وهي ميزة تحمي البطارية من الضغط المتواصل دون الحاجة الفعلية إلى تلك التطبيقات طوال الوقت

أما في الأجهزة الأخرى، فإن إمكانية فرض الإيقاف الكامل محدودة، لذلك ينصح بإغلاق التطبيق من الشاشة الرئيسية مباشرة بعد الانتهاء من استخدامه. أو التوجه إلى قائمة الإعدادات العامة ثم تعطيل خاصية تحديث التطبيقات في الخلفية، بحيث تعمل التطبيقات فقط عند فتحها يدويًا، وهذا الإجراء يوفّر قدرًا كبيرًا من الطاقة. ويقلل من حالات الاستهلاك غير المرئي، خاصة في الهواتف التي تتضمن تطبيقات عديدة مفعلة بشكل تلقائي دون تدخل المستخدم.

 

خطوات وقائية تطيل عمر البطارية وتحسن تجربة الاستخدام

بالإضافة إلى مراقبة التطبيقات، هناك مجموعة من الإجراءات الوقائية التي يمكنها أن تحدث فرقا كبيرا في أداء البطارية. مثل .تقليل درجة سطوع الشاشة أو استخدام الوضع الليلي الذي يقلل من استهلاك الطاقة كما أن تفعيل وضع توفير الطاقة في الحالات الطارئة يساعد على تمديد عمر البطارية دون التأثير الكبير على وظائف الهاتف الأساسية. ويمكن أيضا الاستفادة من بعض التطبيقات المتخصصة في متابعة أداء البطارية والتي تقدم تقارير مفصّلة تساعد المستخدم على فهم طبيعة استهلاك الطاقة على مدار اليوم.

ولا يمكن إغفال أثر العادات الشخصية في هذا المجال، إذ إن كثيرًا من المستخدمين يبقون تطبيقات مفتوحة لوقت طويل. أو يستخدمون الهاتف في بيئة ذات حرارة مرتفعة، ما يؤثر سلبًا على البطارية، كما أن استخدام خلفيات متحركة، أو تفعيل الإشعارات لجميع التطبيقات. يساهم في استنزاف الطاقة دون داعٍ، لذا فإن تقليص عدد التطبيقات التي تعمل في الخلفية. وتعطيل الإشعارات غير الضرورية، يُعد خطوة مهمة نحو الاستخدام الذكي والمتوازن للهاتف.

في المحصلة، فإن السيطرة على استهلاك البطارية لا تتطلب دائمًا أجهزة متطورة أو بطاريات خارقة. بل تبدأ بفهم بسيط لطبيعة عمل الهاتف وسلوك التطبيقات. ومن خلال المتابعة اليومية وتحسين الإعدادات، يمكن للمستخدم أن يتحكم في أداء جهازه ويحافظ على طاقته. ويستفيد من كل دقيقة دون أن يظل مهووسًا بشحن الهاتف في كل مكان وزمان، لأن الذكاء في التعامل مع الهاتف، هو ما يطيل عمره الحقيقي.

 ياقوت زهرة القدس بن عبد الله 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى