يشتكي فلاحو ولاية تلمسان من مشكل نقص اليد العاملة في قطاع الفلاحة، وحسب فلاحين من المنطقة فإن ولاية تلمسان بإمكانها أن تنتج مختلف أصناف الخضر والفواكه والأشجار المثمرة، بل يمكنها أن تُعطي القناطير المقنطرة من أجود أنواع الجزر والطماطم والبطاطا وغيرها من الخضروات، غير أن نقص اليد العاملة أحيانا وانعدامها تماما أحيانا أخرى جعل الفلاح التلمساني ينفر من قطاع الفلاحة نفورا، الأمر الذي تسبب في فساد عديد المشاريع الفلاحية التي لا تعتمد على التقنيات الحديثة.
وأكد هؤلاء الفلاحون استحالة العثور على رعاة للمواشي أو منظفين للإسطبلات الأبقار، ناهيك عن الخدمة اليدوية المتمثلة في تقليم الأشجار وإزالة الحشائش الضارة، أو جني الثمار من الخضر والفواكه…وغيرها من النشاطات الفلاحية، ويتحسر أحد المزارعين على ذلك الفلاح البسيط الذي تحول من منتج إلى مستهلك بسبب عدم وجود من يخدم الأرض فقد أصبحت الكثير من الأسر الريفية التي تمتلك الهكتارات من الأراضي وآبار مياه لا تنضب تشتري الجزر والبطاطا وحتى الثوم والبصل من السوق، وهو أمر مؤسف حسب محدثينا، إذ يجد ـ حسبه ـ الكثير من الفلاحين مشكلة في كيفية التعامل مع عمال جني الزيتون الذين أغلبهم من أطفال المتوسطات والثانويات والنساء، الذين يلجأون إلى الشغل لفترات قصيرة لكسب مصروف لاقتناء الأدوات المدرسية وحتى لمساعدة عائلاتهم الفقـيرة.
أما فيما يخص بعض أصحاب بساتين المشمش والبرتقال وغيرها، المنتشرة بكثرة بالمناطق الفلاحية بامتياز بالولاية، لاسيما في المنطقة الغربية كمنطقة مغنية، بني بوسعيد، باب العسة، عين فـتاح، فغالبا ما يلجأ أصحاب البساتين إلى كرائها وقت جني المحصول لتجنب المتاعب وقبض المال دون عناء، حيث يتكفل الشخص الذي قام بكراء البستان بجني هذه الفواكه بنفسه أو من خلال عمال يوظفهم بمبالغ كبيرة خلال بضعة أيام، مما انعكست هذه الطريقة سلبية على الأشجار لأن من يقوم بالجني عموما ليسوا فلاحين وغير عارفين بتقنيات الجني ولا يهمهم سوى إكمال العمل والحصول على الأجر، وهو ما يحدث بعض الأضرار على الأشجار، فيما يتكفل أصحاب المساحات الصغيرة بتسويق منتوجهم بأنفسهم.
ع. أمـيـر