
دعا “محمد لعقاب” وزير الإتصال، وسائل الإعلام إلى تحمل مسؤوليتها، والقيام بدورها المنوط بها، لمواجهة التغيرات التي لا ترحم، في ظل التحولات الجيوسياسية، الحاصلة بالمنطقة، عبر مواكبة هذه التحولات ومسايرة هذه الحركية بالشكل المطلوب، وأن تكون في “خط الهجوم الأول”، عبر تعزيز التفاهم والتقارب بين الشعوب للتصدي لحملات التشويش، ومحاربة التضليل والنمط المقولب، لمواجهة الإشاعة والأخبار المغلوطة، لاسيما وأنها أثرت على عديد البلدان الإفريقية، وفي نفس الوقت على العلاقات الدولية.
وخلال إشرافه، أمس على افتتاح فعاليات دورة تكوينية لفائدة 14 صحفيا ومراسلا من عدة دول إفريقية، تحت شعار “دورة تعزيز الكفاءات في ميدان الصحافة والإعلام في إفريقيا”، والتي ستتواصل على مدار 3 أيام، بتنظيم عدد من المحاضرات والمداخلات ينشطها أساتذة جزائريون وأجانب”، أكد الوزير “لعقاب”، أن الإعلام يقوم بدور هام في التعريف بالثقافات والإنجازات التي تعرفها القارة الإفريقية، مبرزا أهمية أن يكون في مستوى اليقظة الاقتصادية ليشكل قاطرة لهذا التغيير. مذكرا أن “الجزائر اختارت إفريقيا عن قناعة تامة، بحكم العوامل التاريخية والجغرافية وبحكم علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع الجزائر والقارة الإفريقية، لافتا إلى أن الجزائر احتضنت إفريقيا من خلال عديد المشاريع التي تساعد على تنمية القارة. مشيرا أن “الجزائر ظلت لسنوات قبلة لإفريقيا، وستظل كذلك ولن تدير ظهرها لإفريقيا، إذ تخرج من الجزائر منذ الاستقلال وإلى غاية يومنا هذا ما يقارب 65 ألف طالب من مختلف الدول الإفريقية”.
وفيما يتعلق بشق “تكوين الصحفيين”، أكد “محمد لعقاب” وزير الإعلام، أن مسألة التكوين “تحظى بأولوية بالغة ضمن برنامج الوزارة”، موضحا أن الجزائر قررت أن “يكون للتكوين أهمية خاصة في مجال الإعلام، وهو ما ينص عليه قانون الإعلام الجديد، ويلزم المؤسسات الإعلامية بذلك، خاصة وأن سلطة ضبط السمعي البصري لها كامل الصلاحيات، في محاسبة مسؤولي المؤسسات الإعلامية التي لا تلتزم بالتكوين. وفي هذا الإطار، شرعت مؤخرا في إعداد “برنامج مكثف للتكوين، حيث تم تكوين عدد من الصحفيين في الإعلام الرياضي ودورة تكوينية أخرى لفائدة الصحفيين المهتمين بالشأن الاقتصادي، وقضايا البورصة، والتي لا تزال متواصلة”، إضافة إلى “تكوين ما يقارب 300 صحفي من مختلف وسائل الإعلام الوطنية العمومية والخاصة، تحسبا للقمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز المقررة بالجزائر ابتداء من 29 فيفري الجاري”.
وبالموازاة، أفاد “عابد حلوز”، المدير العام للوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، أن هذه الدورة تهدف إلى “تعزيز القدرات وتبادل التجارب والخبرات بين الأشقاء الأفارقة، إدراكا للفرص والتحديات المشتركة التي تعرفها المنطقة”، داعيا إلى “تظافر الجهود لبناء استراتيجية إعلامية هادفة لدعم الإعلام الحر، وإبراز الدور المحوري الذي يلعبه الصحفي في نقل المعلومة”. فيما أوضح “محمد بغالي”، المدير العام للإذاعة الوطنية، أن “فكرة هذه الدورة جاءت لتؤكد مرة أخرى أن إفريقيا بالنسبة للجزائر ليست مصالح، وإنما هي قناعة وعقيدة، وهي فرصة للتعاون والتنسيق بين الإعلاميين في إفريقيا”، داعيا إياهم إلى “لعب الدور الهام والحساس في تعزيز أواصر الأخوة والصداقة وجمع الشتات بين مختلف أبناء القارة الإفريقية”.
وحسب بيان لوزارة الاتصال، فإن هذه الدورة التكوينية المنظمة بالبنك الوطني للإسكان، من طرف الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية بالتعاون، مع الإذاعة الجزائرية، تهدف إلى “دراسة مواضيع تتعلق بالنشاط الصحفي في ظل الظروف الراهنة، والتعريف بالجزائر إعلاميا واقتصاديا، وكذا توجهات الدولة الجزائرية، السياسية والدبلوماسية وعلاقاتها المتميزة مع البلدان الإفريقية”.
سليمة. ق