الحدث

علاقات متميزة وحرص على تعميق سنة التشاور

زيارة الرئيس تبون إلى تونس

وصلت الطائرة الرئاسية إلى المطار الدولي تونس قرطاج، على متنها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، للشروع في زيارة دولة استجابة لدعوة من أخيه رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، في زيارة تدوم يومين.

واستقبل رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، يوم أمس، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عند مدرج الطائرة على دويّ 21 طلقة مدفعية ترحيباً به.

وأضاف المصدر، أن هذه الزيارة تندرج في إطار تمتين علاقات الأخوة المتجذرة بين الشعبين الشقيقين وتوسيع مجالات التعاون، بالإضافة كذلك إلى الإرتقاء به إلى مستوى نوعي يجسد الانسجام التام والإرادة المشتركة، لقيادتي البلدين وشعبيهما.

وقام الوزير الأول وزير المالية أيمن بن عبد الرحمن الخميس الفارط بزيارة إلى تونس لإنهاء آخر الترتيبات المتعلقة بالاتفاقيات الاقتصادية والتجارية التي سيتم التوقيع عليها، كما كانت رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن قد زارت الجزائر للغرض نفسه، وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قد إختار الجزائر لتكون أول دولة يزورها بعد تسلمه السلطة في فيفري 2020.

وبلغ حجم المبادلات التجارية بين الجزائر وتونس 1.259 مليار دولار أميركي عام 2020، موزعة على 1.032 مليار دولار صادرات جزائرية إلى تونس، مقابل واردات منها الى الجزائر قدرت بـ 228.20 مليون دولار.

تشكل زيارة الدولة التي شرع فيها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الى تونس، فرصة للبلدين من أجل تعزيز علاقات الأخوة المتجذرة وتوسيع مجالات التعاون الثنائي قصد الارتقاء بها الى مستوى العلاقات السياسية والتاريخية المتميزة التي تجمعهما.

وتندرج هذه الزيارة في إطار تثمين علاقات الأخوة المتجذرة بين الشعبين الشقيقين وتوسيع مجالات التعاون والارتقاء بها إلى مستوى نوعي يجسد الانسجام التام والإرادة المشتركة لقيادتي البلدين وشعبيهما، كما تأتي هذه الزيارة التي تدوم يومين لتترجم الديناميكية التي شهدتها علاقات البلدين منذ تولي الرئيسين عبد المجيد تون وقيس سعيد رئاسة البلدين في توقيت زمني واحد.

وتتجلى هذه الديناميكية بشكل كبير في تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، والتي كانت آخرها زيارة الوزير الاول وزير المالية أيمن بن عبد الرحمان، الى تونس، على رأس وفد وزاري هام وقبلها زيارة رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن، الى الجزائر أواخر شهر نوفمبر المنصرم.

كما تأتي زيارة الرئيس تبون الى تونس ردا على زيارة الرئيس قيس سعيد الى الجزائر في فبراير من سنة 2020 في أول خرجة له بعد انتخابه رئيسا للبلاد، تعبيرا منه عن مدى عمق العلاقات التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.

وقد تم خلال تلك الزيارة رسم الخطوط العريضة للتعاون المستقبلي بين الجزائر وتونس، حيث تم التأكيد على التطابق التام والمطلق في وجهات النظر بين البلدين على كل المستويات من بينها القضايا الجهوية والدولية وفي مقدمتها الملف الليبي.

وجددت الجزائر يومها، على لسان الرئيس تبون، التزام الجانبين بالاستمرار في مكافحة الإرهاب مع تفعيل كل الآليات لمحاربته على الحدود، على اعتبار أن أمن واستقرار تونس من أمن واستقرار الجزائر، بالإضافة الى الاتفاق على تنمية المناطق الحدودية والعمل على تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين.

وبالرغم من تداعيات جائحة كورونا وما سببته من غلق للحدود وتعطيل في حركة التبادل على المستوى العالمي إلا أن الرئيسين عبد المجيد تبون وقيس سعيد حرصا على ضمان التواصل بين البلدين من خلال المكالمات الهاتفية التي لم تنقطع وذلك من أجل بحث مستجدات مختلف القضايا التي تعرفها المنطقة وسبل ترقية التعاون الثنائي، ناهيك عن الزيارات المتعددة المتبادلة بين مسؤولي البلدين.

وتجسيدا لعمق العلاقات التي تربط البلدين والشعبين اللذين امتزجت دماؤهما في ساقية سيدي يوسف خلال الثورة التحريرية المباركة، فإن الجزائر كانت في كل مناسبة تجدد دعمها لاستقرار تونس وأمنه، خاصة خلال الفترة الاخيرة التي عاشها هذا البلد.

وبهذا الخصوص، أكد الرئيس تبون مرارا بأن ما يمس تونس يمس الجزائر وأن من تسول له نفسه المساس بأمن تونس سيجد الجزائر بالمرصاد، مشددا على أن الجزائر لا تقبل الضغط على تونس من قبل أطراف خارجية.

وبشان القضايا الاقليمية، أخذ الملف الليبي حيزا هاما من مشاورات وتنسيق البلدين، انطلاقا من عوامل الجوار والاخوة التي تربط البلدان الثلاثة، حيث أبدى الطرفان في كل المناسبات تمسكهما بالحل السلمي المبني على الحوار ولم الشمل، حفاظا على أمن ليبيا ووحدتها الترابية وبعيدا عن لغة السلاح التي لم يجن منها الشعب الليبي إلا الدمار والخراب على مدى سنوات.

إدخال مزيد من الديناميكية على التعاون الاقتصادي

 وعلى الصعيد الاقتصادي والتجاري، فإن الجزائر و تونس عازمتان على إدخال مزيد من الديناميكية على آليات تعاونهما، لاسيما في مجالات التنمية والاندماج الاقتصادي وتنمية المناطق الحدودية لتستجيب لتحديات ومتطلبات المرحلة بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.

كما يعمل الجانبان على استئناف انعقاد اجتماعات اللجان المشتركة لدفع التعاون والعمل على تحقيق التكامل الاقتصادي كمحرك للعمل والاندماج وتوحيد الفضاء المغاربي لصالح شعوب المنطقة، مثلما أكد عليه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، لدى استقباله من طرف الرئيس التونسي.

وضمن هذا التوجه، تم خلال الزيارة الأخيرة للوزير الاول، أيمن بن عبد الرحمان، الى تونس عقد جلسات عمل قطاعية في مجالات المالية، التجارة وترقية الصادرات، الطاقة، الصناعة والمناجم وكذا الأشغال العمومية.

للإشارة، فان الجزائر مرتبطة مع تونس منذ 2008 باتفاقية تفضيلية سمحت برفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين بشكل محسوس.

ق.ح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى