
- ترسيخ شرعية المؤسسات وبناء دولة الحق والقانون
- إنجاز مليوني وحدة سكنية ورفع منحة البناء الريفي
- تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل الزراعية الاستراتيجية
- إطلاق حوار وطني مع كل الطاقات الوطنية الحية
أدى رئيس الجمهورية المنتخب، السيد “عبد المجيد تبون”، اليمين الدستورية، تطبيقا لأحكام المادة 89 من الدستور، بقصر الأمم في الجزائر العاصمة، واضعا يده اليمنى على المصحف الشريف، ومكررا النص الخاص باليمين الوارد في المادة 90 من الدستور الذي تلاه الرئيس الأول للمحكمة العليا، السيد “الطاهر ماموني”، وذلك بحضور كبار المسؤولين في الدولة وممثلي الهيئات العليا في الأمة.
انطلقت مراسم أداء اليمين الدستورية بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم قبل قراءة إعلان النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 7 سبتمبر 2024 من قبل رئيس المحكمة الدستورية، السيد “عمر بلحاج”، بعدها أدى السيد “عبد المجيد تبون”، اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية لعهدة رئاسية جديدة.
ترسيخ شرعية المؤسسات
عقب أدائه لليمين الدستورية، كرئيس للجمهورية لعهدة ثانية، ألقى السيد “عبد المجيد تبون” خطابا حيا فيه الشعب الجزائري، قال أنه “حما ويحمي بوعيه الوطني مسار ترسيخ شرعية المؤسسات وبناء دولة الحق والقانون من خلال الاستحقاقات الوطنية الدستورية”. وبهذه المناسبة، أشاد رئيس الجمهورية بالمترشحين “عبد العالي حساني شريف” (حركة مجتمع السلم) و”يوسف أوشيش” (جبهة القوى الاشتراكية)، بالروح التنافسية التي ميزت بينه وبينهما أثناء الحملة الانتخابية، حيث قال في هذا الصدد: ” لقد خضنا معا حملة انتخابية نظيفة طبعها التنافس النزيه في عرض البرامج والأفكار على الناخبات والناخبين”.
وحول اختلاف البرامج والرؤى والبدائل، قال رئيس الجمهورية: “حتى وإن اختلفت أدوات وأساليب الإقناع، فقد جرت الحملة الانتخابية في كنف الاحترام المتبادل وفي إطار ضوابط الممارسة السياسية الديمقراطية وبما يمليه الضمير الأخلاقي والوفاء لبلد الشهداء وما يقتضيه الولاء للوطن”. وعليه، سجل رئيس الجمهورية بارتياح كبير واعتزاز الرئاسيات السابقة حيث قال في هذا الشأن: “النجاح الذي طبع هذا الاستحقاق الوطني الهام بالسلاسة والطمأنينة والأمن منذ بداية التحضير له غداة الإعلان عن الانتخابات الرئاسية المسبقة”. ولم يفوّت رئيس الجمهورية الفرصة دون الوقوف وقفة عرفان وإجلال أمام الجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن وكل القطاعات المعنية، حين قال بشأن توفير “الإسناد اللوجستي لضمان انتخابات شفافة، حرة ونزيهة”.
تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل الزراعية الاستراتيجية
ذكر في كلمة له بالالتزامات التي قدمها أثناء الحملة الانتخابية، والتزامه بتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل الزراعية الاستراتيجية، عبر خريطة زراعية مدروسة وفقا للمعايير العلمية ومن خلال مواصلة بناء وذلك في غضون سنتي 2025 و2026، بدون أن نستورد ولا قنطار واحد في الشعير والذرى.
وسيوسع المساحات المسقية إلى مليون هكتار مسقي جديد، حيث قال: “لقد حققنا طفرات في الإنتاج الفلاحي، خاصة في المحاصيل الاستراتيجية، شراكات دولية في قطاع الفلاحة مع دول صديقة وشقيقة رائدة في الشعب الاستراتيجية مثل الحليب والحبوب” وذلك بهدف “تقليص الاستيراد إلى أدنى مستوياته”.
وذكر رئيس الجمهورية في هذا المجال بالتزاماته التي تعهد بها خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 7 سبتمبر فيما يخص قطاع الفلاحة بما في ذلك الوصول في نهاية 2025 إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي “الكامل والتام” في القمح الصلب، كما تعهد رئيس الجمهورية بتوسيع المساحات المسقية بحوالي مليون هكتار، ملتزما في نفس الوقت باستحداث 450 ألف منصب شغل لفائدة الشباب خلال العهدة الرئاسية الثانية.
المؤسسات الناشئة والتشغيل
وبالنسبة للمؤسسات الناشئة، التزم رئيس الجمهورية بالوصول إلى 20 ألف مؤسسة لافتا إلى وجود ما يقارب 8000 مؤسسة في الوقت الحالي بعدما كان العدد لا يفوق 200 مؤسسة ناشئة خلال سنة 2020. وبالنسبة للتشغيل، التزم رئيس الجمهورية، بإنشاء 450 ألف منصب شغل للشباب والوصول إلى 20 ألف شركة ناشئة في نهاية عهدته الحالية.
إنجاز مليوني وحدة سكنية ورفع منحة البناء الريفي
كما التزم رئيس الجمهورية، بإنجاز مليوني وحدة سكنية جديدة من مختلف الصيغ، حتى نهاية عهدته الرئاسية الحالية، بحيث ذكر بإنجاز مليون و700 ألف وحدة سكنية، منذ بداية عهدته الأولى، حتى نهاية السنة الجارية. وأكد الرئيس تبون، أن السكن المنجز لصالح الوطن، كله جزائري الصنع، من إسمنت وحديد، وأبواب ونوافذ وغيرها من مواد البناء. وقال رئيس الجمهورية، أنه إلتزم في الحملة الإنتخابية، برفع منحة البناء الريفي إلى 100 مليون. مؤكدا أنه سيغلق نهائيا ملف مناطق الظل قبل نهاية السنة الأولى من عهدته الرئاسية الثانية. كما إلتزم رئيس الجمهورية، برفع العلاوات والأجور قبل نهاية العهدة الحالية، لتصل إلى نسبة 100 بالمائة. مضيفا أنه سيتم رفع منحة التقاعد، حتى يتمكن المواطنون من العيش الكريم في آخر أعمارهم.
إطلاق حوار وطني مع كل الطاقات الوطنية الحية
وفي سياق متصل، أكد رئيس الجمهورية، أنه سيعمل خلال عهدته الرئاسية الثانية، على إطلاق حوار وطني مع كل الطاقات الوطنية الحية، وذلك “تجسيدا للديمقراطية الحقة”.وسيأتي ذلك حتما في ظروف تسمح بذلك، بحيث أكد قائلا:” سنقوم باتصالات مكثفة واستشارات مع كل الطاقات الحية للوطن، السياسية منها والاقتصادية وكذا الشبانية”.وأضاف رئيس الجمهورية قائلا: “سيتم مباشرة حوار وطني مفتوح لنخطط معا للمسيرة التي ستنتهجها بلادنا فيما يخص تجسيد الديمقراطية الحقة وليس ديمقراطية الشعارات، الديمقراطية التي تعطي السيادة لمن يستحقها”.
تقديم حصيلة عهدته الأولى أمام البرلمان قبل نهاية السنة
كما أكد رئيس الجمهورية، إلتزامه بتقديم حصيلة عهدته الأولى أمام غرفتي البرلمان وذلك قبل نهاية السنة الجارية، بالإضافة إلى عرض “كافة التفاصيل” المتعلقة بالعهدة الثانية. حيث سيقوم بإلقاء “خطاب للأمة أمام غرفتي البرلمان المجتمعتين في دورة غير عادية، وذلك قبل نهاية السنة الجارية”، سيعرض خلاله “كافة التفاصيل المتعلقة بالعهدة الثانية وكذا تقديم حصيلة اقتصادية ومالية للعهدة الأولى”.
رئيس الجمهورية يباشر مهامه لعهدة ثانية
بعد أدائه اليمسن الدستورية، وصل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون, بعد ظهر أمس الثلاثاء إلى مقر رئاسة الجمهورية ليباشر مهامه رئيسا للجمهورية لعهدة ثانية. وكان قبل ذلك قد توجه على مقام الشهيد ليترحم على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري المخلد لشهداء الثورة التحريرية وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على أرواحهم الطاهرة.
أحمـد الـشـامـي