
اقتحم عشرات المستوطنين، المسجد الأقصى المبارك بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلية، وأشارت الوكالة الفلسطينية الرسمية إلى أن المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات من جهة باب المغاربة، وأدّوا طقوسا تلمودية استفزازية في باحاته.
وجاء ذلك، في وقت سمحت فيه محكمة الصلح الإسرائيلية للمستوطنين بأداء طقوس تلمودية خلال اقتحامات المسجد الأقصى، وسط تحذيرات فلسطينية من تداعيات القرار، إضافة إلى إقامة ما يسمى بـ”مسيرة الأعلام” في 29 ماي الجاري.
إدانات لقرار محكمة الصلح
ويتعرّض المسجد الأقصى بشكل يومي لاقتحامات المستوطنين ما عدا الجمعة والسبت، في خطوة يراها الفلسطينيون أنها تهدف إلى فرض التقسيم الزماني والمكاني للأقصى.
من جانبها، أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأن 96 متطرفًا اقتحموا باحات المسجد الأقصى، حيث من المتوقع قيام المزيد من المستوطنين بتنفيذ عمليات اقتحام لباحات الأقصى في فترة ما بعد الظهر.
وحاول بعض المستوطنين أداء طقوس دينية خلال اقتحاماتهم فيما قال شهود عيان لوكالة “الأناضول”، إن شرطة الاحتلال منعت مستوطنين من أداء طقوس دينية يهودية.
ونقلت الوكالة عن جماعات تابعة للمستوطنين قولها، إن الشرطة الإسرائيلية أخرجت 3 مستوطنين، من ساحات المسجد بعد “محاولتهم أداء صلوات”، وكانت جماعات المستوطنين قد دعت لاقتحام المسجد وأداء صلوات بعد قرار محكمة الصلح الإسرائيلية بالقدس، أمس الأحد، والذي جاء فيه أن أداء الطقوس الدينية اليهودية، في ساحات المسجد لا يشكل مساسًا بالأمن العام.
واعتبر القرار، الذي أثار موجة تنديد واسعة في الأراضي المحتلة، أن الصلاة بصوت عال -يصيحون باللغة العبرية “شيماع يسرائيل” وتعني: اسمع يا إسرائيل- والانحناء على الأرض داخل المسجد، أمر لا يمكن تجريمه أو اعتباره مُخلًا بالسلم المدني.
وأدانت السلطة والفصائل الفلسطينية والأردن القرار الإسرائيلي وحذّرت من تبعاته.، فقد اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية القرار بإعلان للحرب الدينية وانقلاب على الوضع القائم، واعتبرت الأردن أنه باطل ومنعدم الأثر القانوني، فيما قالت حركة “حماس”، إنه لعب بالنار، وتجاوز لكل الخطوط الحمر.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها ستستأنف ضد قرار محكمة الصلح، وخلال الأسابيع الماضية، ساد توتر شديد في مدينة القدس إثر اقتحامات إسرائيلية للمسجد الأقصى، واندلاع مواجهات بسببها، ما خلف إصابات واعتقالات بين الفلسطينيين.
مصعد في الحرم الإبراهيمي
إلى ذلك، نقلت وكالة شهاب للأنباء عن مصادر محلية، أن قوات الاحتلال تقوم بـ”قص” الدرج الأبيض التاريخي في المسجد الإبراهيمي بالخليل، استكمالًا لتركيب مصعد كهربائي تسهيلًا للمستوطنين.
وكان مدير الحرم غسان الرجبي قد صرح، إن الاعتداءات وأعمال الحفر والبناء بذريعة إنشاء المصعد ما هي إلا بداية لعمليات حفر واسعة ستطال مساحات كبيرة من الحرم، وتدمير معالمه التاريخية وإحكام سلطات الاحتلال قبضتها عليه، وسلخه عن محيطه الجغرافي وسياقه التاريخي سعيًا لتهويده والاستيلاء عليه.
من ناحية أخرى، أشارت المصادر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أصابت شابًا فلسطينيًا بالرصاص قرب مستوطنة “بنيامين” غربي رام الله، ولفتت إلى أن القناة 12 العبرية، ادّعت أن جنود الاحتلال أطلقوا النار باتجاه الشاب بزعم إلقائه حجارة نحو مركبات المستوطنين قرب المستوطنة، وقالت إن الوضع الصحي للشاب لم يُعرف بعد.
إسرائيل تزعم اعتقال خلية تابعة لحماس في القدس
أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء اعتقال خلية تابعة لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في مدينة القدس المحتلة، حيث زعمت أنها خططت لتنفيذ عمليات بينها إطلاق النار على النائب الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير.
وزعمت شرطة الاحتلال في بيان بأنها وبالتعاون مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، اعتقلت 5 فلسطينيين بشبهة الانتماء إلى هذه الخلية في 22 أفريل الماضي.
التخطيط لاستهداف بن غفير
وقالت الشرطة، من بين أمور أخرى، خطط المشتبه بهم لتنفيذ عمليات إطلاق نار على أهداف وشخصيات عامة إسرائيلية بما في ذلك نية إيذاء عضو الكنيست إيتمار بن غفير.
ويشتهر بن غفير وهو عضو كنيست، عن حزب “الصهيونية الدينية”، بمواقفه المتطرفة، حيث يطالب بتهجير العرب من أراضي عام 1948، وكان سابقًا عضوًا بحزب “كاخ” المصنف ضمن قائمة “الإرهاب” بحسب القانون الإسرائيلي.
كما زعم بيان شرطة الاحتلال بأنّ أحد أفراد الخلية “اشترى مُسيّرة -طائرة صغيرة بدون طيار- وخطط لتنفيذ هجوم على القطار الخفيف في القدس”، مشيرًا إلى أن أحد المعتقلين من سكان البلدة القديمة في القدس، والثاني من سكان بلدة الثوري في المدينة، وقالت الشرطة، كشف التحقيق أن أعضاء الخلية خططوا للاختباء في مدينتي الخليل أو جنين، بعد تنفيذ الاعتداءات التي خططوا لها.
وبحسب المصادر، زعمت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الخلية يقودها رشيد الرشق، الناشط البارز في حماس بالبلدة القديمة في القدس، وادعى “الشاباك” أن الرشق كوّن مجموعة من النشطاء في القدس لتنفيذ اضطرابات في أحياء شرقي المدينة وفي الحرم القدسي خلال شهر رمضان.
كما أضاف، إن الناشطين نقلوا ألعابًا نارية وأعلام حماس ومقاطع فيديو، خاصة بها إلى الأحياء الشرقية بالمدينة والمسجد الأقصى خلال شهر رمضان الماضي. وتحدثت الصحيفة عن تقديم مكتب مدعي عام الاحتلال في القدس لوائح اتهام ضد المعتقلين.
وكانت القدس المحتلة قد شهدت في الأشهر الأخيرة مواجهات بين الفلسطينيين وشرطة الاحتلال، على خلفيات استمرار مستوطنين باقتحام المسجد الأقصى، وقرارات إسرائيلية بهدم منازل في أحياء عربية.
محاصرة منزل ومواجهات في جنين
في سياق آخر أصيب مواطن يوم أمس، برصاص قوات الاحتلال عقب اقتحام مخيم جنين تخلله اعتقال آخر.
وأفادت الوكالة الرسمية بأن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم، وحاصرت منزلاً في منطقة الهدف، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة مواطن بالرصاص الحي في القدم، وتم نقله إلى إحدى المستشفيات، لتلقي العلاج.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال عبثت بمحتويات منزل الطوباسي، واعتقلت الأسـير السابق محمد حسام الطوباسي، وهو شقيق الأسـير سعيد الطوباسي المحـكوم بالسّجن المؤبد 31 مرة و50 عامًا، وهو معتقل منذ عام 2002، وهو كذلك شقيق الشهيدين أحمد وإسـلام الطوباسي.
وتأتي الاعتداءات الإسرائيلية على جنين ضمن سياق تهديدات تطلقها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية منذ فترة ضد المدينة ومخيمها، وقد استشهد قبل أيام معدودة شاب فلسطيني وأصيب العشرات خلال عملية اقتحام للمدينة.
هدم مسجد قيد الإنشاء
كذلك، أقدم الجيش الإسرائيلي، على هدم مسجد قيد الإنشاء، شمالي الضفة الغربية.
وفي بيان، كشفت وزارة الأوقاف الفلسطينية أن السلطات الإسرائيلية هدمت مسجد “الصمود” في تجمع الرماضين، قرب مدينة قلقيلية –شمال-، بدعوى البناء دون ترخيص، فيما ندد وزير الأوقاف الفلسطيني بالقرار، مطالبًا المؤسسات الإسلامية والدولية بالعمل على وقف هذه الاعتداءات.
ويقع تجمع “الرماضين” خلف جدار الفصل الإسرائيلي، بمحافظة قلقيلية، ويسكنه نحو 400 فلسطيني.