
أعلن المدير العام للهياكل الصحية بوزارة الصحة، وعضو لجنة متابعة فيروس كورونا البروفيسور إلياس رحال، يوم أمس، عن أحصاء 3600 مصاب بكورونا كوفيد 19 حاليا بالمستشفيات.
وأوضح البروفيسور رحال، أن المستشفيات استقبلت في الفترة الاخيرة العديد من المرضى المصابين بكورونا، ويوجد حاليا بها 3600 مصاب، منهم 600 مريض بالجزائر العاصمة، في حين بلغ عدد المرضى المتواجدين بالعناية المركزة 38 مريضا.
وحذر عضو اللجنة العلمية لمتابعة تطورات انتشار الفيروس بالجزائر، من تأزم الوضعية الوبائية في المستقبل، أمام تسجيل 4 حالات من المتحور الجديد “أوميكرون” بعد اثبات تسجيل حالتين جديدتين الأحد الفارط وفق بيان لمعهد باستور، مشيرا الى أن هذا المتحور معروف عليه سرعة الانتشار، وفي رده حول التلقيح أكد رحال أن الجزائر أحصت تلقيح 13 مليون ملقح ضد كورونا، وهو رقم ضعيف مقارنة بالهدف المسطر المتمثل بتلقيح 70 بالمائة من المواطنين لكسب المناعة الجماعية.
وأنتقد البروفيسور رحال في هذا السياق، ما أسماه العزوف عن التلقيح رغم تواصل ارتفاع أعداد الإصابة بمتحور كورونا، يضاف لها دخول متحور “أوميكرون” للجزائر وما يعرف عنه من سرعة انتشار كبيرة.
وبخصوص مدة صلاحية الجرعات غير المستعملة من اللقاح، أوضح البروفيسور رحال أنه لم يتم التخلص من أي جرعة بسبب انتهاء صلاحيتها، إلا أنه في حالة تواصل العزوف من الممكن أن يتسبب في إتلاف جرعات لقاح كورونا بحلول شهر مارس بسبب انتهاء صلاحياتها.
وتشهد الوضعية الوبائية بالجزائر، منحنى تصاعدي في عدد الاصابات في الفترة الأخيرة، بالإضافة الى تسجيل أربعة حالات من المتحور الجديد “أوميكرون” بالجزائر، وهو ما يزيد المخاوف من سرعة انتشاره خلال الأيام المقبلة.
وجدد وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد، دعوته للمواطنين لضرورة التوجه للتلقيح، من أجل تفادي المضاعفات التي قد تنجم من الاصابة بفيروس كورونا ومتحوراته.
ويتخوف الجزائريون من تأزم الوضعية الوبائية في القريب، أمام الارتفاع المقلق في عدد الإصابات بالفيروس كورونا في الفترة الاخيرة، واحتمال تشبع المستشفيات وتكرار سيناريو أزمة نقص الأوكسجين بها، على غرار ما شهدته الصائفة الماضية بمختلف ولايات الجمهورية، كما جددت وزارة الصحة التأكيد، أن الوضعية الحالية للوباء تستدعي من طرف كل المواطنين، اليقظة، احترام قواعد النظافة والمسافة الجسدية، الارتداء الإلزامي للقناع، ويبقى التلقيح الوسيلة الانجع لمجابهة فيروس كوفيد-19.
للعلم، أن السنة الجارية لم تختلف عن سابقتها كثيرا في الأحداث التي شهدتها الجزائر، حيث لا تزال الوضعية الوبائية مقلقة ومخيفة أمام المتحورات الجديدة للفيروس آخرها “أوميكرون”.
عملية التلقيح في تواصل
مع بداية السنة الجارية 2021، باشرت الدولة في اقتناء الملايين من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا من عدة دول أوروبية، منها روسيا، والصين وغيرها، ووفرت مخزونا لا يستهان به من اللقاحات في إطار استراتيجية الدولة في مكافحة فيروس كورونا كوفيد 19، وأعطت الحكومة الضوء الأخضر رسميا في 30 جانفي 2021 لبداية حملة تلقيح المواطنين باللقاح المضاد لكورونا كوفيد 19، حيث تلقت طبيبة الأسنان إيمان سلاطنية، أول جزائرية، لقاح سبوتنيك5 بولاية البليدة، وجرت حملة التلقيح في العيادة المتعددة الخدمات بالعفرون بالبليدة، الولاية التي تضررت بشكل كبير من تفشي الجائحة فيها.
وكانت الحملة التي سطرت، آنذاك، تهدف إلى تطعيم عمال القطاع الصحي والأشخاص المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة على أن يتم توسيع نطاقها لتشمل عناصر الأمن والحماية المدنية وقطاع التعليم والأئمة والسياسيين والصحافيين، حيث جرت آنذاك تعبئة ثمانية ألاف مركز صحي في أرجاء البلاد.
وأكد وزير الصحة، البروفيسور، عبد الرحمان بن بوزيد، أن عملية التلقيح ستتم بصفة تدريجية وستشمل كل الولايات بدون استثناء، مشيرا إلى أن الجزائر تسعى إلى تلقيح 44 مليون نسمة لكسب المناعة الجماعية.
استحداث جواز صحي للتلقيح للولوج إلى بعض الفضاءات العامة
قرر الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، اتخاذ جملة من التدابير المتعلقة بتسيير الأزمة الصحية المرتبطة بجائحة فيروس كورونا كوفيد-19، من بينها تمديد إجراءات النظام الحالي للحماية والوقاية لمدة عشرة 10 أيام.
عملا بتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، القائد الأعلى للقوات الـمسلحة ووزير الدفاع الوطني، وعقب المشاورات مع اللجنة العلمية لمتابعة تطور جائحة فيروس كورونا كوفيد-19 والسلطة الصحية، قرر الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، اتخاذ جملة من التدابير التي يتعين تنفيذها بعنوان جهاز تسيير الأزمة الصحية المرتبطة بجائحة فيروس كورونا.
وتندرج دوما في إطار الحفاظ على صحة المواطنين وحمايتهم من أي خطر لانتشار فيروس كورونا، فإن هذه التدابير ترمي، بالنظر إلى الوضع الوبائي، إلى تكييف الجهاز الحالي للحماية والوقاية، إن الوضع الوبائي في بلادنا شهد، خلال الأيام الأخيرة، تصاعدا لحالات الإصابة، حيث سيعرف لا محالة، تسارعا في وتيرة انتشارها وانعكاساتها على قدرات تحمل هياكلنا الصحية، بالنظر إلى التراخي الكبير الملاحظ لدى مواطنينا في التقيد بتدابير الوقاية ومختلف البروتوكولات الصحية من جهة، وضعف نسبة التلقيح لدى الساكنة، من جهة أخرى.
وفي الوقت الذي ازداد فيه تفاقما بسبب ظهور المتغير الجديد “أوميكرون” الذي يشهد انتشارا واسعا في العديد من بلدان العالم، فإن الوضع الوبائي بات يقتضي التزام كافة المواطنين بتدعيم الجهود الوطنية الرامية إلى مكافحة هذا الوباء العالمي، من خلال الاستمرار في التقيد بتدابير الوقاية، وخصوصا الارتداء
الإجباري للقناع الواقي والالتزام بقواعد النظافة والتباعد الجسدي، بل وكذلك من خلال التلقيح الذي يظل أفضل وسيلة وقائية من شأنها حماية المواطنين من الآثار الخطيرة لهذه الجائحة.
وبهذا الصدد، لا تزال اللجنة العلمية والسلطة الصحية توصيان المواطنين بضرورة الامتثال للتدابير المانعة ومختلف البروتوكولات الصحية المخصصة لمختلف الأنشطة الاقتصادية والتجارية والاجتماعية، وتحثان المواطنين، بإلحاح، على الإقبال بشكل مكثف على حملات التلقيح التي لم تحقق بعد النتائج المرجوة. وأمام هذا الوضع، وحرصا منها على وجوب حماية مواطنينا، فقد اعتمدت الحكومة مسعى جديدا، من خلال استحداث جواز صحي للتلقيح سبق وأن تم تفعيله للولوج إلى الملاعب وقاعات الحفلات، كشرط للدخول والخروج من التراب الوطني، والولوج إلى بعض الفضاءات والأماكن والمباني ذات الاستعمال الجماعي أو التي تستقبل الجمهور، حيث تجري المراسم والحفلات والتظاهرات ذات الطابع الثقافي أو الرياضي أو الاحتفالي.
ويتعلق الأمر، في مرحلة أولى، بالملاعب وأماكن إجراء التظاهرات والمنافسات الرياضية، قاعات الرياضة والمنشآت الرياضية والمسابح، الفضاءات والأماكن التي تحتضن لقاءات ومؤتمرات وندوات، قاعات السينما والمسارح والمتاحف وفضاءات وأماكن العروض، فضاءات وأماكن إجراء الاحتفالات والتظاهرات ذات الطابع الوطني والمحلي، القاعات والصالونات والمعارض، وكذا قاعات الحفلات والحمامات.
كما ستوضع ترتيبات لتكثيف عمليات تلقيح الموظفين وبعض أسلاك الإدارات والهيئات العمومية وكذا مهن أخرى في قطاعات الخدمات والتجارة التي من المفروض أن تكون في الطليعة للإقبال على عمليات التلقيح، والتي هي أكثر عرضة أو قد تكون من أكثر الناقلين للعدوى.
الجزائر تتسلم دفعة جديدة من لقاحات كورونا
استلمت الجزائر، يومي 19 و 24 ديسمبر الجاري، الدفعة الحادية عشرة والثانية عشرة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا من لقاحات جونسون & جونسون، وتتمثل في 1.728.000 و 1.900.800 جرعة.
وتمثل هذه الدفعات، 3.628.800 جرعة مرسلة هذا الأسبوع إلى الجزائر من قبل جمهورية ألمانيا الاتحادية.
كما تقدم كل من مكتب اليونيسف و مكتب منظمة الصحة العالمية في الجزائر بالشكر لجميع الدول والمؤسسات التي ساهمت في إنشاء هذه الألية، ومن بين المتبرعين الدوليين الرئيسيين نذكر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا العظمى واليابان.
ق.ح