تكنولوجيا

ظهور تخصصات مستقبلية واعدة

في ظل التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي

تكمن أهمية الذكاء الاصطناعي باعتباره امتدادا للذكاء البشري، وعليه أصبح من الضرورة أن ينخرط المتخرجون الجامعيون في هذه الثورة التكنولوجية المشاركة فيها عن طريق إختراع أدوات آمنة وجديرة بالثقة ومسؤولة وعادلة، إلى جانب الحفاظ على الأدوار الأساسية للحكم والإبداع البشري. لإنّ الفرص الجديدة التي سيوفرها الذكاء الاصطناعي، سيعطي إضافات نوعية على قدرات وذكاء الأساتذة في الجامعات من شأنها تدعيم أعمالهم وأبحاثهم. لقد الذكاء الاصطناعي واقعا نعيشه يوميا ويعرف تطورا متسارعا وانتشارا واسعا، ومعه أصبح فضول الجامعيين أكثر لمعرفة المزيد عن هذه التكنولوجيا الرابعة، وبالتالي الطموح والأمل في ظهور تخصصات جديدة في المؤسسات التعليمية ستمكنهم من الولوج إلى آفاق أرحب في الفضاء التعليمي أكثر مما هو عليه حاليا. وعليه فإن “سلامة الذكاء الاصطناعي” (AI Safety) يُعتبر في حد ذاته تخصصا رئيسيا قابل للتطور مُستقبلا. لأنه عبارة عن البرنامج مُساعد بشكل كبير للطلاب وتهيئتهم على أكمل وجه من أجل مواجهة التحديات الأخلاقية والمخاطر المرتبطة بتطوير ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي، ناهيك عن إعداد الجيل القادم من العلماء بمهارات ومعرفة تواكب هذه التقنية لتعلم وتطوير تقنيات صارمة لبناء أنظمة ذكاء اصطناعي آمنة وجدير بالثقة. كما أنّ هذا البرنامج يشمل عدة مناهج، على غرار الاعتبارات الأخلاقية في تصميم ونشر الذكاء الاصطناعي وتخفيف الانحياز، وتقييم المخاطر وتخفيفها وملاءمة أهداف الذكاء الاصطناعي مع القيم الإنسانية، بل وسيتيح للطلاب فهم السياسات والمبادئ التوجيهية وأطر الحوكمة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. كما يوجد تخصص آخر يعد بالكثير مستقبلا، ويتعلّق الأمر بإدماج الذكاء الاصطناعي و”التفاعل بين الإنسان والحاسوب” (HCI). بحيث من خلال مناهجة المتعددة بإمكانه مساعدة الطلاب أيضا في تصميم وتطوير أنظمة تتفاعل مع البشر بطرق طبيعية وعفوية مع مراعاة تجربة المستخدم وتصميم واجهة رسومية له. كما هناك إختصاص آخر يتمثل في هندسة أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تندرج ضمن علوم الكمبيوتر وعلوم البيانات مع وحدات تطبيقية حيث بدورها تتفرع إلى عدة مجالات (أنظمة الذكاء الاصطناعي في الأدوية والتعليم والتمويل، الجوانب التقنية المتمثلة في التحليلات التنبؤية والتعلم الآلي والتعلم العميق ومعالجة اللغة الطبيعية وتصميم الخوارزمية) .ومن هذا المنظور يتضح لنا جليا بأنّ مستقبل الذكاء الإصطناعي يظل واعدا بما سيحدثه من مفاجآت تكنولوجية ستغير نمط حياتنا في كل المناحي رأسا على عقب، لكن يبقى الجانب الأهم هة كيفية التحكم في هذه التخصصات الجديدة حتى لا يكون هناك تحيز في الذكاء الاصطناعي، وأيضا لا بد من الحفاظ على الخصوصية والتصميم الآمن والمساءلة في الذكاء الاصطناعي، وإدارة المخاطر وسياسة وحوكمة الذكاء الاصطناعي.

بقلم: مـحـمـد الأمـيـن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى