
تتضاعف معاناة سكان بعض بلديات ولايات الشرق الجزائري مع تزايد ضحايا استعمال البارود في الأعراس بشكل عشوائي وخطير جدا، خاصة في القرى النائية التي لازالت متمسكة ببعض التقاليد فيما يخص الاحتفالات بالأعراس وبعض المناسبات العائلية.
الأطفال هم أول ضحايا هذه الظاهرة، فالمشكل يطرح نفسه بشدة بسبب ازدياد حالات الإصابة خلال هذه الاحتفالات العائلية، التي ذهب ضحيتها أشخاص أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم كانوا مدعوين إلى هذا العرس أو أنهم تواجدوا بالصدفة أمام سيارة العروس فكان موعدهم مع الهلاك.
والملاحظ في الأمر أن الكثير من الحالات وقعت لأقرباء أهل العرسان، فتحول العرس بصفة سريعة وخاطفة إلى مأتم. حتى وإن نجت الضحية المصابة إلا أن المصبية كانت كافية بتخريب كل شيء كان بين العائلتين وتحويل العرس عن مساره الطبيعي، وتتهم العروس بأنها فأل شر على العائلة، وبالتالي تخلق المزيد من المشاكل الاجتماعية التي ربما لن تنتهي أبدا وسترافق العروس طيلة حياتها مع عائلة زوجها، لذا يجب منع استخدام البارود في الأعراس بصفة كاملة مع تشديد الرقابة والعقوبة على المواطنين الذين يستقدمون هذه الفرق التي تدعي هي الأخرى عدم وجود باب رزق آخر تلجأ إليه، فهذه المهنة موروثة جيلا عن جيل ولا يمكن التفريط فيها، إلا أن أرواح الأفراد تبقى أمانة في يد قوات الأمن والدرك الذين من واجبهم فرض الأمن وتطبيق القانون الذي يمنع بصفة مشددة استعمال أو تخزين المتفجرات والبارود الذي كان سببا في هلاك الكثير من الضحايا الأبرياء خلال السنة الماضية إضافة إلى الذعر الذي يخلد العرس.
مـحـمـد الأمـيـن