تكنولوجيا

بخصوص صلاة التراويح

تحذيرات دينية من تحويلها إلى محتوى رقمي في الجزائر

أثار انتشار مقاطع فيديو لصلاة التراويح على منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر جدلاً واسعاً، حيث حذر أئمة ودعاة من تحول المساجد إلى “منصات بث مباشر” واستغلال العبادة لتحقيق الشهرة الرقمية.

بين الروحانية والاستعراض الرقمي

مع حلول شهر رمضان، انتشرت مقاطع مصورة لصلوات التراويح تُنشر على (تيك توك) و(فيسبوك) و(إنستغرام)، تظهر تفاعل المصلين أو تبرز أصوات الأئمة والمقرئين.

ورغم أن بعض هذه المقاطع يهدف إلى نشر الأجواء الروحانية، إلا أن الكثيرين يحولونها إلى “ترند موسمي” لجذب المتابعين وزيادة التفاعلات.

وأكد الإمام (جمال غول) في تصريح أن:” المساجد بيوت للعبادة وليس للتصوير أو التسويق الشخصي”، مشيراً إلى أن انشغال المصلين بتصوير أنفسهم أو متابعة التعليقات أثناء الصلاة “يفقدهم الخشوع وقد يبطل صلاتهم”.

مخالفة شرعية وتشويش على المصلين

من جانبه، أوضح الإمام (جلول قسول) أن:” الصلاة تقوم على الخشوع والانصراف التام للعبادة”، مستشهداً بقوله تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا}، محذراً من أن التصوير داخل المساجد “ينتهك حرمة المكان ويحول العبادة إلى عرض رقمي”.

كما أشار إلى أن بعض الشباب صاروا “يتنافسون على تسجيل أطول الأدعية أو أكثر اللحظات تأثيراً”، بدلاً من التركيز على الصلاة، مما يفقدها روحها الحقيقية.

نداء لتنظيم التصوير وحماية حرمة المساجد

طالب رئيس نقابة الأئمة (جلول حجيمي)، بضرورة “احترام خصوصية المصلين”، مؤكداً أن نشر مقاطع التراويح “قد يكون مفيداً لإبراز جمال الصلاة، لكنه دعا إلى “التصوير بضوابط، مثل استئذان الإمام والمصلين، وتجنب التشويش”.

كما اقترح بعض الأئمة أن تتولى إدارات المساجد نفسها تسجيل الخطب والتلاوات ونشرها بطريقة منظمة، بدلاً من ترك الأمر للمصلين الذين قد لا يراعون الضوابط الشرعية.

توجيه رسمي متوقع

في ظل غياب نصوص قانونية صريحة تمنع التصوير داخل المساجد، يتوقع مراقبون تدخل الجهات الدينية الرسمية لوضع ضوابط تحول دون تحويل المساجد إلى (استوديوهات بث) خلال رمضان، حفاظاً على قدسية العبادة واحتراماً للمصلين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى