تكنولوجيا

شريحة دماغية تحول الأفكار إلى كلمات: أمل جديد لمرضى فقدان النطق

أعلن فريق بحثي من جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا . عن ابتكار طبي وتقني غير مسبوق يتمثل في تطوير شريحة دماغية تحول الأفكار إلى كلمات منطوقة. بشكل مباشر مما يمنح الأمل لملايين الأشخاص حول العالم ممن فقدوا القدرة على الكلام نتيجة إصابات أو أمراض عصبية حادة.


 

ويأتي هذا الإنجاز “شريحة دماغية تحول الأفكار إلى كلمات ” ليشكل قفزة في مجال واجهات الدماغ الحاسوبية . عبر تجاوز القيود التقليدية التي كانت تعتمد على محاولات النطق الجسدي حتى في حالات العجز الكامل عن الكلام

 

شريحة دماغية تحول الأفكار إلى كلمات .. تجاوز حدود التواصل التقليدي

كانت الأبحاث السابقة في واجهات الدماغ الحاسوبية تعتمد على التقاط الإشارات من القشرة الحركية للدماغ أثناء محاولة المريض تحريك الفم أو اللسان أو الأحبال الصوتية. لكن هذه الطريقة تتطلب جهدًا عضليًا قد لا يكون ممكنًا للمصابين بالشلل التام. أما هذه المرة فقد نجح فريق جامعة ستانفورد. في الاعتماد على ما يصفونه بـ “الحديث الداخلي” .أي مجرد التفكير بالكلمات دون أي حركة جسدية .وهو ما يفتح الباب أمام فئة واسعة من المرضى الذين يواجهون عزلة تامة بسبب فقدان القدرة على النطق أو التحكم الحركي 

 

شريحة دماغية تحول الأفكار إلى كلمات ..تطبيق عملي مع مرضى الشلل الحاد

شارك في التجارب أربعة أشخاص مصابين بإعاقات حركية شديدة نتيجة أمراض مثل التصلب الجانبي الضموري أو إصابات دماغية خطيرة . وكان من بينهم شخص لا يستطيع التواصل إلا عبر تحريك عينيه للإجابة بنعم. أو لا وبعد زرع مصفوفات من الأقطاب الكهربائية المطورة ضمن مشروع براين جيت في المنطقة الدماغية المسؤولة عن النطق . طلب من المشاركين إما محاولة الكلام أو الاكتفاء بتخيل الكلمات بصمت وتمت معالجة الإشارات العصبية باستخدام نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة لتحليل الوحدات الصوتية. وبناء جمل كاملة بنسبة دقة وصلت إلى أربعة وسبعين بالمئة وهو ما يعتبر إنجازًا قياسًا بصعوبة المهمة وضعف الإشارات الناتجة عن التفكير الداخلي

 

 حماية الخصوصية بتقنية “كلمة المرور”

أظهرت التجارب أن الشريحة قادرة أحيانًا على التقاط كلمات. أو أرقام لم يطلب من المشارك تخيلها مما أثار تساؤلات حول إمكانية تسرب أفكار شخصية دون رغبة المستخدم وللتعامل مع هذا التحدي. صمم الباحثون الية أمان تعتمد على “كلمة مرور” ذهنية حيث لا تبدأ الشريحة بفك شيفرة الكلام الداخلي . إلا بعد أن يتخيل المشارك عبارة محددة وأظهرت النتائج أن استخدام عبارة غير مألوفة مثل “تشتي تشتي بانج بانج”. منع فك الشيفرة غير المرغوب فيها بنسبة وصلت إلى ثمانية وتسعين بالمئة ما يجعل النظام أكثر أمانًا ويحافظ على خصوصية المستخدمين.

ويرى الخبراء أن هذا التطور يمثل بداية عهد جديد في مجال التكنولوجيا العصبية .حيث يمكن للأشخاص الذين فقدوا القدرة على النطق استعادة وسيلة تواصل طبيعية وسريعة دون الحاجة إلى أجهزة ضخمة أو تدخلات معقدة. كما يتوقع أن يؤدي تحسين مكونات الشريحة والبرمجيات. المصاحبة لها إلى زيادة سرعة ودقة تحويل الأفكار إلى كلام حتى تصل إلى مستوى المحادثات اليومية الاعتيادية وهو ما يمنح المرضى شعورًا بالاندماج الاجتماعي بعد سنوات من العزلة.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى