تكنولوجيا

شركة صينية تنافس الكبار بنظارة ذكية جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي

تستعد شركة “إكسريل” الناشئة في الصين لإطلاق نظارتها الذكية الجديدة مطلع العام القادم في خطوة تعد تحديًا مباشرًا لهيمنة شركات مثل “آبل” و”ميتا” على سوق تقنيات الواقع المعزز، الذي يشهد تسارعًا كبيرًا وتنافسًا محمومًا بين اللاعبين الكبار.

 

النظارة الجديدة التي أُطلق عليها اسم “مشروع أورا”، تم الكشف عنها لأول مرة خلال فعالية تقنية شهيرة في مايو الماضي وتعمل بالتعاون مع شركة “غوغل” التي تسعى إلى تكرار نموذجها الناجح في سوق الهواتف الذكية، من خلال تقديم نظام التشغيل وترك مهمة التصنيع للشركاء المحليين مما يمنح مرونة كبيرة وسرعة في الوصول إلى الأسواق العالمية.

تُمثل هذه الخطوة جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى خلق بديل تقني قوي ومتكامل بعيدا عن سيطرة الشركات الغربية، وخاصة في ظل التوترات الاقتصادية المتصاعدة التي تدفع الشركات الصينية إلى تسريع الابتكار المحلي.

 

قدرات متقدمة وسعر تنافسي

تتميز النظارة الذكية الجديدة بزاوية عرض واسعة تصل إلى 70 درجة، وتضم شريحة معالجة قوية من إنتاج شركة متخصصة بالتقنيات الحديثة، إلى جانب شريحة أخرى أكثر تطورًا طُورت داخليًا من قبل “إكسريل”، وهي التي تمنح الجهاز أداء عاليا مع استهلاك منخفض للطاقة.

وأكد “وو كيجيان” أحد مؤسسي الشركة أن تميز “أورا”، لا يقتصر على الأداء فقط بل يشمل أيضًا التصميم، حيث تم تطوير عدسات أنحف وأكثر راحة في الاستخدام اليومي، بالإضافة إلى تعزيز مجال الرؤية لتوفير تجربة واقعية ومندمجة مع البيئة المحيطة.

ويبدو أن الشركة عازمة على تسويق المنتج بسعر معقول مقارنة بمنافسين كبار، حيث أشارت التقارير إلى أن السعر سيكون أقل من الجهاز المعروف الذي تنتجه شركة “آبل” والذي يتجاوز الثلاثة آلاف دولار مما يفتح المجال أمام فئة أوسع من المستخدمين لخوض تجربة الواقع المعزز دون تكلفة باهظة.

من المزايا التي ستُدمج في النظارة أيضًا، دعم واسع لتطبيقات معروفة مثل الخرائط والمقاطع المصورة وخدمات البحث، إلى جانب دعم تقنيات الذكاء الاصطناعي للتفاعل عبر النظر أو حركة اليد أو حتى الأوامر الصوتية ما يجعل استخدامها سلسا ومتكاملًا مع الحياة اليومية.

 

نمو سريع وتوسعات عالمية

تأسست شركة “إكسريل” عام 2017 تحت اسم آخر على يد مجموعة من خريجي الجامعات الصينية، وسرعان ما بدأت تشق طريقها في سوق التقنيات القابلة للارتداء، واستطاعت حتى الآن شحن أكثر من نصف مليون وحدة حول العالم وتسعى خلال السنوات القادمة إلى تجاوز حاجز المليون وحدة سنويًا.

تزامن هذا النمو مع ارتفاع حاد في الطلب العالمي على النظارات الذكية، حيث شهد الربع الأول من العام الحالي نموًا بنسبة تتجاوز 80 بالمائة مقارنة بالعام السابق في حين ارتفعت المبيعات في الصين وحدها بنسبة تفوق 100 بالمائة، مما يعكس التوجه العالمي نحو تبني هذه التقنية الجديدة.

وفي ظل هذا النجاح، بدأت الشركة دراسة جدية لإدراج أسهمها في الأسواق المالية من خلال اكتتاب عام لتوفير التمويل اللازم للتوسع في أسواق جديدة، مثل الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، مستفيدة من تصاعد الاهتمام بالتقنيات القابلة للارتداء في هذه المناطق.

يشير مؤسسو الشركة إلى أن عام 2027 قد يكون هو العام الذي يشهد الانطلاقة الحقيقية لهذا النوع من الأجهزة، حيث ستتلاقى فيه قوة الذكاء الاصطناعي مع تطور الشاشات وتقنيات العرض ليكون المستخدم أمام تجربة رقمية تفاعلية غير مسبوقة.

 

صناعة تتحول وجغرافيا جديدة للتقنية

على خلفية التوترات العالمية، بدأت “إكسريل” مثل غيرها من الشركات التقنية الصينية التركيز على توطين الإنتاج وتقوية سلاسل الإمداد محليًا لتقليل الاعتماد على الأسواق الخارجية، وخاصة في المكونات الأساسية مما يمنحها استقلالية أكبر في مواجهة التحديات الدولية.

وفي الوقت ذاته، لا تُخفي الشركة رغبتها في تطوير أنظمة تشغيل مستقلة خاصة بها خلال السنوات القادمة لتكون بديلاً للأنظمة الحالية التي تُدار من شركات خارجية، وهو ما يعزز الطموح الصيني في بناء منظومة تقنية متكاملة ومستقلة.

وفي مشهد تكنولوجي يشهد دخول العديد من المنافسين الجدد من داخل الصين مثل “هواوي” و”شاومي” و”بايدو”، أصبح من الواضح أن المستقبل سيتحول بسرعة نحو الأجهزة الذكية القابلة للارتداء والتي تمزج بين العالم الواقعي والافتراضي بطريقة سلسة وعملية والشركة الناشئة “إكسريل” تسعى جاهدة لتكون في مقدمة هذا التحول العالمي.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى