
يعتمد الذكاء الأصطناعي باعتباره العصب الأساس للتطور الرقمي على التكنولوجيا الحديثة والرقمنة والحواسيب، وعليه فإن الجزائر أدركت الرهان الكبير لهذه التقنية التكنولوجية الرابعة ودورها الأساسي في تطوير الاقتصاد والمجتمع على كافة المستويات فسارعت إلى بناء بنية تحتية رقمية إستكمالا لبناء دعائم (الجزائر الجديدة)
تسعى الجزائر بولوجها علم الذكاء الإصطناعي إلى تقديم حلول رقمية ذكية للعديد من المشاكل والأزمات في شتى مناحي الحياة، ولعل بروز المؤسسات الناشئة في اهذا المجال يؤكد القفزة النوعية للإستخذام الأمثل والصحيح للذكاء الإصطناعي في الجزائر، ولعل شركة “إنكيديا” الناشئة أكبر نموذج للتحدي ومثال يُحنذى به، تطرح دعائم تعليمية رقمية لتلاميذ الطور المتوسط والثانوي مبنية على الذكاء الإصطناعي وذلك من خلال طرحها لموقع “معلم” في الفضاء الافتراضي لتطوير ورفع كفاءة قطاع التعليم في الجزائر.
أستاذ إفتراضي يرافق كل تلميذ
شركة “إنكيديا” الناشئة مختصة في الحلول الرقمية أنشئت سنة 2020 من طرف طاقم أساتذة وبداغوجيين وتقنيين من أجل تدعيم الطرق التعليمية في الجزائر، وتقدم الحلول الرقمية وأيضا حلولا للأساتذة والتلاميذ والأولياء، ومن بين هذه الحلول التي قدمتها الشركة هي منصة “المعلم” مبنية على الذكاء الإصطناعي اقدم من خلالها خدمات للتلاميذ والأساتذة والأولياء، حسب البرنامج المقرر من طرف وزارة التربية الوطنية، بحيث تعتبر هذه الخدمات قيمة مضافة من خلال هذه التكنولوجيا تقدمها عبر أستاذ إفتراضي يرافق كل تلميذ في الطورين المتوسط والثانوي. الملاحظ أن هناك الكثير من المواقع والمنصات الرقمية التليمية عبر الأنترنت لكن الجديد في منصة(معلم) شركة “إنكيديا” الناشئة والرهان الذي تريد النجاح فيه على غرار المنصات الأخرى، هو ان هذه الشركة الناشئة قامت بعدة دراسات حول المشاكل التي يعاني منها العديد من التلاميذ في الوقت الحالي وتبين أن المشكلة الرئيسة هي فقدان الثقة في النفس وعدم الإستقلالية وصعوبة وضع برنامج للمراجعة ولا يستطيعون تقدير النقائص التي يعانون منها ومواطن ضعفهم في الدروس، أما بالنسبة للأولياء تتمثل في الضغوطات النفسية تجاه أبنائهم بحيث كلهم يريدون حصول أولادهم على العلامات الجيدة لكتهم لا يعرفون الطريقة، خاصة نلاحظ أن دروس الدعم في الوقت الحالي أصبحت باهضة الثمن.
دفع التلميذ لوضع الثقة في نفسه
والأستاذ خلال دروس الدعم يكون القسم مكتظا ولا يستطيع متابعة كل تلميذ ومعرفة النقائص التي يعاني منها ومحاولة معالجتها، وعليه فإنّ منصة (معلم) نعطي للتلميذ برنامج حسب مستواه أو وفق النقائص التي يعاني منها ويدفع التلميذ لوضع الثقة في نفسه لأنه سيحل مجموعة من التمارين وأسئلة نموذجية بمرافقة الأستاذ الإفتراضي الذي سيلازمه خلال هذه العملية وهو مبني أساسا على الذكاء الإصطناعي وهذا هو الشيء الذي لا يمكننا إيجاده في المنصات التعليمية الأخرى، بحيث أن هذا الأستاذ الإفتراضي سيحدد النقائص للتلميذ ويمنحه برنامجا خاصا للمراجعة. للتذكير أن التلميذ في منصة (معلم) سيجد نفس الدروس المقررة في المدارس والثانويات حسب برنامج وزارة التربية الوطنية، حتى الدرس يحده مقسما إلى حصص تماما مثل ما هو المر في الأقسام العادية، وهذا بالإعتماد على أساتذة موجودين في المنصة (الطورين: المتوسط والثانوي)، بحيق أنّ المنصة لا تقدم فقط الأسئلة التقنية التشخيصية أو التمارين الموجودة في الكتب المدرسية بل سيكون هناك حصص البث المباشر حيث سيكون هناك أستاذ حقيقي يرافق التلاميذ وبوجههم ويعلاج معهم النقائص بالإضافة إلى الفيديوهات التي فيها أهم نقاط الدروس التي اجتهد عليها الأساتذة.
الإشتراك في متناول التلاميذ
لكن كيف يدخل التلاميذ وأوليائهن إلى هذا التطبيق بعيذا عن المنظور النظري. خاصة وأن الكثير لا يفهمون شيئا عن المنصات الرقمية وكيفية الدخول إليها ومتابعتها والتفاعل معها على غرار وسائط التواصل الاجتماعي الأخرى؟ العملية سهلة بحيث يمكنهم الدخول عير رابط المنصة الذي سيأخذهم مباشرة إلى ذاخل المنصة وسيجدون فيها (خدمات المعلم – نبذة مختصرة عن المعلم – وأيضا الإشتراكات)، حيث أن هذه الأخيرة (الأشتراكات) يتم الدفع عبر مقر شركة “إنكيديا” الناشئة بالقبة الجزائر العاصمة أو الولايات الأخرى أو عبر مراكز البريد، حيث يقوم ببعث وصل دفع الإشتراك حيث يتم وضع تسجيل التلميذ وإرسال لع رقمه الخاص. كما أن مبلغ الإشتراك 300 دينار شهريا وهو في متناول الجميع مقارنة بالمنصات التعليمية الأخرى. كما يمكن أن يكون الإشتراك فصلي أو سنوي، بحيث أن محتوى المنصة يضم تسع مواد: الأساسية (العفوم والفيزياء) والثانوية وحتى اللغات (العربية، الفرنسية والإنجليزية) المنصة تقدم أيضا خدمات للأولياء الطين معظمهم ليس لهم الوقت لمتابعة أولادهم خلال الموسم الدراسي من حيث المرتقبة والمراجعة وعليه فإنّ المنصة وصعت لوحة بيانات التي نقدم لكل الأولياء جميع النقائص وحتى النقاط ومستوى أولادهم. كما للمنصة عدة عروض، يتمثل العرض الأول في تقييم التمرّن أي أن التلميذ سيقيم نفسه وبرى نقائصه لإن الأستاذ الإفتراضي سيساعده على تجاوز نقائصه. كما هناك عرض يامثل في تحضير الامتحانات سواء كانت نهائية (شهادة التعليم المتوسط أو الباكالوريا) أو إمتحانات المستويات الأخرى مثل حل الإختبارات التجريبية حيث يقوم الأساتذة بتصحيحها، كما سيكون هناك أيضا حصص البث المباشر بتواصل من خلالها الأساتذة مع التلاميذ من خلالها يشرحون لهم أهم نقاط الدروس وبقومون معهم بتصحيح الإمتحانات ومساعدتهم على التخلص من النقائص كما يجيبون على أسئلة التلاميذ ويقدمون لهم التوجيهات والنصائح والإرشادات. بالإضافة إلى ذلك ستقدم المنصة مستقبلا عروضا جديدة تمس حتى مدراء المدارس بحكم التعامل المباشر معها.
بقلم: رامــي الــحــاج