رياضة

شباب بلوزداد يبصم على كارثية الكرة المحلية

ما اقترفه شباب بلوزداد، في حق أنصاره وفي حق تاريخ ناديه السبت الفارط، بعد فضيحة الرباعية المذلة، أمام فريق تانزاني لا يمتلك ربع الإمكانات التي يمتلكها شباب بلوزداد، ومع ذلك وفي مباراة مصيرية ظهر فيها شباب بلوزداد، وكأنه شبح غير قادر على مجاراة فريق عادي في قلب القارة السمراء.

الشباب الذي لعب بتشكيلة متخمة باللاعبين من ذوي الخبرة ومنهم من تقمص ألوان مختلف الفئات في الخضر، من قندوز وبلخيثر وبن عيادة ومزيان، بصم للمرة الألف على تواضع اللاعب المحلي، وتدهور خطير للدوري الجزائري، الذي لن يمثله أي فريق في الدور ربع نهائي من رابطة أبطال إفريقيا، ما يعني أن الملايير التي تصرف على المحليين والأندية ومنها المدعمة بشركات وطنية كبيرة، إنما مجرد أموال ترمى في البحر.

لقد أعمى التعادل الأخير أمام نادي الأهلي، الذي حصل في الخامس من جويلية، أمام فريق مصري لعب بثلاثين بالمئة من تشكيلته الأساسية، بصر بلوزداد الذي كان عليه تفادي الخسارة فقط، والفوز في اللقاء القادم، وفي أخفّ الأحوال الخسارة بأقل من ثلاثية، ليفاجئ رفقاء قندوز مناصريهم ومتابعي الكرة الجزائرية، بخسارة لا يجب ان تمرّ من دون عقاب وكأنها لم تكن، لأن فريق بلوزداد هو بطل الجزائر في أربع مناسبات متتالية، وما اقترفه أول أمس في حق الكرة الجزائرية هو فضيحة حقيقية تسيء للعبة الشعبية في الجزائر ولم يمر عن انتكاسة الخضر في كوت ديفوار إلا بضعة أسابيع.

لقد كان الحاج محمد روراوة محقا، عندما طالب بتجميد مشاركة بعض الأندية في الكؤوس الإفريقية، إلى أن تصبح المشاركة قوية ومن أجل التتويج، لأن الجزائر لم تفز في السنوات العشر الأخيرة، أي منذ تتويج وفاق سطيف برابطة أبطال إفريقيا سنة 2014، إلا بكأس وحيدة في عشرين منافسة، بأربعين فريقا وبمعدل أربعة فرق في كل موسم، وهي حصيلة بائسة إذا قارناها بآلاف الملايير التي تصرف في كل سنة على هذه اللعبة الشعبية، التي لم تحقق أمنيات جمهورها الواسع.

توفر لشباب بلوزداد، هذا الموسم، كل ظروف النجاح من ماديات على وجه الخصوص، ولعب هذا الموسم بفريق من الكهول، حيث لا نكاد نجد اسما واحدا في شباب بلوزداد دون سن الثلاثين، ومع ذلك خيّب الفريق ليس بالنتيجة فقط، وإنما بالأداء على وجه الخصوص، فغابت المقاومة والروح القتالية، ولولا بعض الرأفة من الفريق المضيف الذي ينتمي لبلاد لا تمتلك أي لقب سواء للأندية أم المنتخب الوطني ولم تمتلك في تاريخها لاعبا مرموقا قاريا ولا نقول عالميا، وقد سافر شباب بلوزداد بعد خبرته الطويلة القارية هذا الموسم، مرتين إلى قلب القارة السمراء، وخسر في السفريتين، مرة أمام فريق من غانا وفي المرة الثانية أمام فريق من تانزانيا ما يعني أنه لا تخطيط في شباب بلوزداد مثله مثل بقية الأندية الجزائرية التي مازالت تشارك من أجل المشاركة فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى