
أضحت العـديد من المحلّات المهنية التي أنجزت في إطار برنامج رئيس الجمهورية، بمعـدل 100 محل لكل بلدية الذي كان يرمي إلى ترقـية العمل الحرفي، عرضة للتخريب، بل إنّ معظمها مغـلق فرغم أنّ نسبة الإنجاز بها انتهت في أغلبها وتفاءل الشباب بها خيرا، إلا أنها سرعان ما تحولت إلى أوكار للدعارة والفساد وممارسة مختلف الآفات، وذلك بسبب إهمال المسؤولين ولامبالاتهم حيالها، والدليل على ذلك عزوفهم عن توزيعها على مستحقيها من الشباب، الأمر الذي دفع إلى طرح تساؤلات عديدة حول مصيرها من جهة، ومصير الأموال المخصصة لها.
فعلى سبيل المثال لا الحصر ببلدية مغنية يبدو أن الأمر انقلب على عكس ما كان مسطرا له، إذ تحوّلت المحلات المتواجدة بحي بلال والمحاذية للمسبح شبه أولمبي والمقدرة بحوالي 11 محلا تجاريا، إلى وكر وملجأ للشباب المنحرف الذي يقوم بعمليات إجرامية، وتناول المشروبات الكحولية وتعاطي المخدرات، كما تم تكسير البعض منها أبوابها إلى جانب تحويلها إلى أماكن لرمي الفضلات والأوساخ، وكذا ملاذ للمتشردين والكلاب الضالة، وعقب استفسارنا حول عدم استغلالها من طرف المستفيدين أكدوا أن ثمن كرائها شهريا يقدر بحوالي 3000 دينار، لكن بعض رفض المستفيدين دفع هذا المبلغ تم تخفيضه إلى 1000 دينار شهريا، وبالرغم من ذلك تبقى المحلات على وضعيتها، في الوقت الذي برّر الآخرون أن المكان الذي تتموقع فيه هذه المحلات بعيدة عن الأحياء والتجمعات السكنية التي من المفروض أن تعطي حركة تجارية واستقطاب الزبائن.
محلاّت أخرى لا تقل خطورة توجد أمام محطة نقل المسافرين وهي محلاّت محاذية للأروقة حي الشهداء، هي الآن مخربة ومنزوعة الأبواب والنوافذ ودون حراسة، حيث أكد العديد من السكان أنها تحولت إلى بؤرة للفساد وملاذا لمختلف العصابات وجماعات الأشرار ومقرا لممارسة الرذيلة والمتاجرة بالمخدرات واستهلاك الخمور بعد إهمالها وامتناع المستفيدين منها عن استغلالها منذ انجازها فضلا عن تحويل العديد منها إلى مراحيض عمومية في ظل صمت المعنيين والسلطات المحلية والمسؤولين الذين تلقوا، حسب السكان، شكاوى عديدة وتظلمات لعشرات المرات بما في ذلك مصالح الأمن التي تحملت عبئا كبيرا في تدخلاتها اليومية لمطاردة مستهلكي المخدرات ومروجي الخمور، وهو الأمر الذي بات يؤرق سكان حي بلال خاصة عندما يسدل الليل ستاره ويثير مخاوفهم، مما دفع بهم إلى مناشدة السلطات المحلية في ضرورة التفكير في حلّ عاجل قصد استغلال هذه المحلات ومنحها للشباب العطل.
من جهة أخرى تبقى المحلات المنجزة والتي انتهت بها الأشغال بحي عـمر المختار عملية تسليمها وتوزيعها تعـرف تأخرا كبيرا مما عرض هذه المحلات إلى الإهمال لتتحول هي الأخرى إلى أوكار للمنحرفـين والمتشردين، إذ البعض منها أضحى عرضة للتخريب بعد أن تحولت وكرا لممارسة الرذائل أمام استياء السكان، إذ يتم استغلالها إلا في المناسبات التجارية كافتتاح أسواق الرحمة في شهر رمضان المبارك.
ويتساءل أحد المستفيدين ببلدية مغنية عن هذا الإهمال الذي تعاني منه هذه المحلات في بلديتهم كونها صرفت عليها مبالغ مالية باهظة دون أن تستغل من طرف الشباب العاطل عن العمل، وكذا حصر المشاكل والعوائق التي اعترضت طريقه لممارسة نشاطاته الحرفية، كما طالب مستفيد آخر الجهات الوصّية بالتدخل العاجل بإجراء تحقيقات معمّقة في وضعية محلات رئيس الجمهورية التي تحولت إلى هياكل دون روح، مشيرا إلى أنّ ما شهده المشروع يدخل في خانة تبديد أموال عمومية.
ع. أمـيـر