
وسط أجواء احتفالية تراثية نابعة من الهوية الثقافية، انطلقت بدائرة سيدي الجيلالي التاريخية فعاليات التظاهرة المحلية خيمة الفن التشكيلي، بحضور مدير الثقافة والفنون والسلطات المحلية،حيث عرف حفل الافتتاح مزيجا من التراث الجزائري جمع بين العادات والتقاليد والتراث، ما شكل صورة حية للهوية الوطنية التي تتوارثها الأجيال بكل فخر واعتزاز،وعكس بعمق روح الأجداد.
وعرفت التظاهرة التي استقطبت عشرات الفنانين والمواطنين من مختلف المناطق، العديد من النشاطات الثقافية والفعاليات الفكرية مع معرض موسع للفن التشكيلي بمشاركة عشرات الفنانين التشكيليين، كما ساهم في توفير مساحة للتبادل الفني والثقافي، كما كانت الفرصة مناسبة لعرض مختلف العادات والتقاليد التي تشتهر بها دائرة سيدي الجيلالي والمناطق المجاورة لها، كرقصات العلاوي والفلكلور والصف الشعبي، مما أعطى طابعا مميزا لهذه التظاهرة الثقافية المميزة التي تشكل في مفهومها العام منبع الهوية الثقافية، وخلاصة التجارب الإنسانية التي تعكس تطور المجتمع ونموه فكانت صورة حية للهوية الوطنية التي تتوارثها الأجيال بكل فخر واعتزاز.
وبأنامل فنانين مبدعين، تم افتتاح معرض الفنون التشكيلية بمكتبة سيدي الجيلالي، حيث جسدت اللوحات المعروضة الجمال والإبداع عبر لوحات أبدع فيها فنانين من مختلف المناطق ساهموا في رسم معالم ثورة نوفمبر المجيدة ومقاومة الشعب الجزائري للاستعمار الفرنسي، وغيرها من اللوحات التي عكست الموروث الثقافي الكبير الذي تزخر به الجزائر، كما عرفت الفاعلية تنظيم محاضرة بعنوان “دور الثقافة والفنون في تشكيل المجتمعات”، قدّمها الدكتور “بوشلاغم جيلالي”أستاذ بجامعة غليزان، حيث أوضح من خلالها أهمية الإبداع في بناء الوعي الجماعي والحفاظ على الهوية الثقافية لتتواصل خيمة الفن والإبداع ببرنامج ثقافي متنوع، يجمع بين المعارض الجلسات الأدبية والامسيات الشعرية والورشات الفنية والعروض التي تحتفي بالكلمة والفن والتراث
وأكد مدير الثقافة والفنون “أمين بودفلة”، أن التظاهرة الثقافية خيمة الفن التشكيلي، تشكل بيئة فنية مثالية تسهم في التقاء الفنانين من شتى الأساليب والتيارات الفنية وتبادل الخبرات والتجارب الفنية فيما بينهم، مشيرا إلى أن المهرجان يتيح فرص قيمة من التفاعل المثمر بين الطاقات المتميزة والحوار الفني الهادف بين المواهب المبدعة في عديد الفنون. وبدوره، أكد مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتلمسان “طرشاوي محمد”، أن تظاهرة خيمة الفن التشكيلي المنظمة من طرف المكتبة، بالتنسيق مع جمعيات “النور الثقافية” و”البصمة”، وكذا جمعية “الهضاب للفنون التشكيلية”،جاءت لتشكل فضاء جمع بين جماليات الفن ومتعة القراءة من خلال برنامج متنوع يضم معارض تشكيلية لأعمال فنانين عروض للتعريف بالكتب، إلى جانب جلسات شعرية وأدبية تحتفي بالكلمة والشعر والإبداع.
معتبرا أن المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ومديرية الثقافة بتلمسان رسمتا منذ أكثر منذ سنوات تصورا واضحا، بشأن تنويع وتدعيم التظاهرات الثقافية الوطنية والمحلية التي تتماشى ومتطلبات كل منطقة، وبالشكل الذي يمكن الجهة المنظمة من إبراز تقاليد وعادات وتراث المنطقة وفق ما يخدم التراث الثقافي الوطني. وكشف المتحدث، أن التظاهرة ستعرف سهرات فنية وموسيقية تُبرز التراث المحلي والأنغام الأصيلة، بالإضافة إلى ورشات فنية وتكوينية موجهة للأطفال والشباب لتنمية مهاراتهم وصقل مواهبهم في مجالات الرسم والفن، مع تخصيص فضاءات للتعريف بالعادات والتقاليد المحلية، وإبراز خصوصيات الهوية الثقافية للمنطقة بغية إثراء الحياة الثقافية والفنية وتعزيز التواصل بين الفنانين والمجتمع.
كما ستكون التظاهرة بمثابة تكريم للفنان التشكيلي المرحوم “أحمد مباركي”، الذي توفي خلال الأيام الماضية، ويشكل هذا المنتدى الفني الذي يقام في شكل ورشات فنية فضاء لإبراز مهارات المشاركين في مجال توظيف التقنيات الحديثة للفن التشكيلي في التراث والموروث الثقافي الجزائري على وجه الخصوص، كما سترافق الفعالية قافلة للكتاب تضم عشرات الكتب والعناوين إضافة إلى أنشطة ترفيهية وورشات موجه للأطفال.
ع.جرفاوي