
أسدل الصالون الدولي للصيد البحري وتربية المائيات”سيبا 2025″ الستار على فعاليات الطبيعة العاشرة بإحصاء ما يفوق 20 ألف زائر على مدار 4 أيام، سمحت بتوفير كل المعلومات الخاصة لقطاع الصيد البحري وتربية المائيات الباحثين عنها، سواء باحثين، مهنيين، مستثمرين وزوار عاديين.
حيث شهد صالون “سيبا 2025” الذي احتضنه المركز الدولي للاتفاقيات “أحمد بن احمد” بولاية وهران، خلال الفترة الممتدة بين 6و9 نوفمبر الجاري، حركية كثيفة الباحثين عن فرص الاستثمار، والراغبين في إبرام اتفاقيات تعاون وشراكة وطنية ودولية، وكسب عملاء جدد وتوفير منافذ لتسويق المنتجات المعنية بالقطاع، في ظل توفر عدد المشاركين الذين ناهز 178 مشاركا من 17 دولة، منها إسبانيا، إيطاليا، تركيا، تونس، سلطنة عُمان، إضافة إلى بنغلادش التي تشارك لأول مرة، إلى جانب 10 شركات من سلطنة عمان التي كانت ضيف شرف هذه الطبعة. وكان الصالون فرصة لعقد عديد الاتفاقيات على غرار الغرفة الوطنية للصيد البحري وتربية المائيات التي أمضت 8 اتفاقيات مع كل من المؤسسات ومراكز متخصصة ومؤسسات ناشئة، وهو ما سيعطي دفعة مهمة لقطاع الصيد البحري، ويفتح المجال لتوسيع تطلعات المشاركين والمستثمرين. كما كان فضاء لتنظيم 18 لقاءا بين المتعاملين الاقتصاديين وأصحاب المشاريع المبتكرة و المؤسسات المشاركة في الصالون، وهي المساحة التي مكنت من تشريح واقع الصيد البحري وتربية المائيات وتناول المشاكل التي يتخبط فيها القطاع ومنتسبيه، إضافة إلى اقتراح الحلول والسبل الممكنة لتخطي العراقيل والمضي نحو دعم الاستثمار والتوسع في نشاطاته.
إصرار على الإندماج في الرقمنة ودعم الإبتكار
خلصت فعاليات الطبعة العاشرة للصالون الدولي للصيد البحري وتربية المائيات “سيبا2025″، التي استمرت بين الفترة 6و9 نوفمبر الجاري على مستوى المركز الدولي للصيد البحري وتربية المائيات “أحمد بن احمد” بولاية وهران، إلى عدة توصيات سيتم رفعها إلى الجهات الوصية للتكفل بدراستها وبحث سبب تطبيقها ميدانيا.
وفي هذا الإطار، تمت دعوة الجزائر إلى المشاركة مضيف شرف في المعرض الدولي للصيد البحري، الذي تحضر سلطنة عمان لتنظيمه ببلدها خلال نهاية السنة الجارية، بين 1و3 ديسمبر المقبل، حتى تكون فرصة للطرف الجزائري بحث فرص التعاون والشراكة مع الدول الحاضرة، وتعزيز علاقات التعاون مع الجانب العماني سواء بمؤسسات خاصة أو حكومية. تحفيز المستثمرين على الالتحاق بمؤسسات التأمين، مع البحث عن المؤسسات التي توفر لهم مزايا مهمة، وذلك من أجل ضمان استمرارية عقد التأمين لفترة أطول، مرافقة شركات التأمين لمربيي المائيات من خلال توفير الوقاية، الحماية والإرشاد، توسيع ونشري ثقافة الرقمنة بين المستثمرين خاصة للتماشي مع منهجية القطاع وضمان مسايرة رؤيته الاستشرافية، وضع معايير وتقنيات موحدة للأنظمة الرقمية لضمان التكامل وتبادل المعلومات، تشجيع الإبتكار من خلال دعم البحث العلمي والحاضنات لدعم المشاريع الرقمية واستكمال السلسلة المعلوماتية اللازمة ضمانا لحسن سير هذه التقنيات، وتسهيل إيجاد الحلول لمشاكل القطاع ومنتسبيه، تعزيز المقاولاتية و المؤسسات الناشئة والمشاريع المبتكرة، إضافة إلى مرافقة المعنيين.
يذكر أن الصالون الدولي للصيد البحري وتربية المائيات ينظم كل سنتين، ويعمل على مشاركة كل مهنيي القطاع، كما أنه يوفر كل الظروف للمشاركين من أجل تشريح واقع الاقتصاد الأزرق وكيفية دعمه والارتقاء به، من خلال الخروج بتوصيات ترفع إلى المعنيين ليبحثوا عن الحلول اللازمة.
مشاركة وطنية هامة ودولية متميزة
عرفت الطبعة العاشرة للصالون الدولي للصيد البحري وتربية المائيات “سيبا2025” بولاية وهران حضورا دوليا متميزا بمشاركة 17 دولة، بأكثر من 178 عارض في مختلف المجالات المتعلقة بقطاع الاقتصاد الأزرق.
حيث سمحت مشاركة مختلف المؤسسات تبادل الرؤى والمعطيات حول ما يجري في عالم الصيد البحري من تطورات وآخر ما توصلت إليه الأبحاث في عالم المائيات وتكنولوجيات الصيد، بما يفتح المجال لرفع القدرة على الصيد خاصة في قاع البحار وتنوع استعمالات الإنتاج البحري إضافة إلى اعتماده كغذاء، كما كانت فرصة ثمينة تمكنت الكثير من الشركات الحاضرة من عرض خدماتها وتقديم إمكانياتها التي تدعم نشاط المؤسسات الناشطة في المجال، على غرار شركة “المكارم” الجزائرية، التي تخص في صناعة الأحبال التي تستعمل في العمليات البحرية وأصبح الطلب عليها مهما، لأنه تخضع لمعايير دولية، وتتلاءم والطبيعة البحرية في مختلف مجالاتها، كشباك الصيد، الأحواض، القوارب والسفن مختلفة الأحجام،كما هو بالنسبة لشركة “غولدن للتغليف”، الجزائرية هي أيضا والمتخصصة في صنع الصناديق البلاستيكية المستعملة في المجال الفلاحي والصيد البحري إلى جانب أغطية القارورات وحوامل العبوات والقارورات والأنابيب البلاستيكية التي تستجيب لرغبات الزبون من المؤسسات والشركات، وقد سمحت لها المشاركة في صالون “سيبا2025” بالتعريف بمنتوجاتها لدى عديد المؤسسات والشركات المشاركة، بما يفتح باب التوسع أمامها مستقبلا، حسبما أكده ممثلها “أمزال سعد-سليمان” لجريدة “البديل”.
شركة تسيير موانئ الصيد المرافق الدائم لمهنيي القطاع
…وبالحديث عن أهم المزايا والآليات التي تعمل الدولة الجزائرية على توفيرها للرفع من مستوى الاقتصاد الأزرق، ودعمه ليصبح أساسيا في تحقيق مداخيل الخزينة العمومية ودعم التنمية المحلية، استحدثت في 2019 شركة تسيير موانئ الصيد البحري.
حيث أوضحت “وردة بن دريس” مسؤولة الإعلام والاتصال على مستوى شركة تسيير موانئ الصيد البحري، التابعة لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والنقل، في حديثها إلى جريدة “البديل”، أن الهدف من إنشائها هو تطوير وترقية موانئ الصيد البحري والنزهة، بإشرافها على تسيير 46 ميناء للصيد البحري والنزهة، وتسخر 1000 عامل للسهر على توفير الخدمات اللازمة، إضافة إلى قيامها بتجهيز 9200 متر طولي من الأرصفة العائمة، في إطار توسيع القدرة الاستيعابية للموانئ بعد الاكتظاظ الذي عرفتها موانئ الصيد البحري، بسبب تطور وكبر الأسطول البحري، كما قامت بإنجاز 3 موانئ الأرصفة العائمة، بينما وفرت 1479 مهجعا خاصا بعتاد الصيد البحري، بزيادة 100 مهجع و63 مخططا للرسو، كما أنشأت 200 محلا تجاريا و29 محطة وقود لتزويد السفن، إضافة إلى إنشاء 35 مصنعا للثلج، وهوما رفع الغبن على الصيادين الذين كانوا يفتقدون إلى هذه المادة الضرورية للحفاظ على منتجاتهم البحرية خاصة الاسماك، كما تم توفير 27 مخزن تبريد، ناهيك عن 10 ورشات لبناء السفن وكذا 7 رافعات بمختلف الأحجام من 150 إلى 250 طن.
يذكر أن هذه الشركة الحكومية وفرت الكثير من المزايا لمهنيي القطاع، وقت على الكثير من المشاكل التي كانت تواجههم يوميا.
تونس تبحث عن توسيع تواجدها بالجزائر
عرف صالون “سيبا2025” في طبعته العاشرة بوهران مشاركة دولية قياسية، منها دول دأبت على المشاركة في مختلف الطبعات، وتعمل على التواجد الدائم، بسبب الفرص التي تقتنصها من خلال لقاءات ممثليها من الشركات مع شركات دولية أخرى، ما يخلق لها فرصا لعقد اتفاقيات تعاون وشراكة.
وفي هذا الإطار، فقد كانت تونس حاضرة بعدد من الشركات منها عمومية وخاصة، وهناك شركات جديدة لأول مرة تحضر، بينما جاءت شركات أخرى لأكثر من مرة، للقاء زبائنها الجزائريين الذين تربطها بهم عقود تعاون وعمل سابقا، ولتبحث عن فرص توسيع تواجدها بالسوق الجزائرية، على غرار شركة “إفريقيا للصناعات البحرية” التي أوضحت ممثلتها لجريدة “البديل” أن صالون “سيبا2025” كان فرصة للقاء حرفائها الأوفياء، خاصة الشركات الجزائرية الناشطة بالشرق الجزائري، والتي تقوم غالبا بإخضاع سفنها للصيانة بالشبكة التونسية الواقع مقرها ببنزرت، إضافة إلى أنها توفر لهم خدمات يستجيب طاقمها التقني للزبون ويتنقل من تونس إلى الجزائر في حال تطلب الأمر ذلك، وهو ما جعلها تكسب ثقة الشريك الجزائري، ومنحها فرصة للتواجد بالصالون، للبحث عن زبائن جدد سواء بباقي التراب الجزائري أو التعرف على الشركات الأجنبية المشاركة.
مورتانيا تبحث عن توسيع سوق صادراتها
تعرف موريتانيا بأنها تستغل قطاع الاقتصاد الأزرق كمورد مهم في مداخيل خزينتها العمومية، وامام سوقا خارجيا واسعة ومهمة، تشمل كل القارات لاسيما افريقيا، أوروبا، أمريكا وآسيا، لكنها تعمل كل ما في وسعها لتعزيز تواجدها بمختلف الدول، لاسيما المجاورة منها، لتحقيق أرباح بتكاليف أقل.
حيث كانت حاضرة في صالون “سيبا2025” بعدة شركات حكومية وخاصة، ومستثمرين يبحثون عن فرص توسيع نشاطاتها خارج الحدود الموريتانية، على غرار “أعل الشيخ الهلال”، صاحب شركة “المحيط للصيد والاستيراد والتصدير”، الذي كشف لجريدة “البديل” أن هذه المرة الأولى التي يحضر فيها إلى الصالون الدولي للصيد البحري وتربية المائيات “سيبا”، وهي فرصة البحث عن إمكانيات التعاون وبحث سبل الشراكة مع شركات جزائرية وأجنبية في كل ما يتعلق بمجالات الصيد البحري والتصدير والاستيراد، كما أنها فرصة ليكتشف آخر ما توصل إليه الاقتصاد الأزرق من حيث التجهيزات والتطورات التكنولوجية. كما كانت الشركة الموريتانية لتسويق الأسماك المختلطة (العمومية 70% والخواص30%) حاضرة بعروضها ونسب تواجدها في الأسواق الدولية بمختلف القارات، حيث عرضت كل نشاطاتها واستعرضت مع المشاركين في الصالون إمكانية الشراكة والتعاون وتعزيز التبادلات في القطاع.
يشار إلى أن سيبا 2025، سجل نشاطات مكثفة سمحت بتدوين توصيات مهمة، سيكون لتنفيذها أثر مهم في تطوير الاقتصاد الأزرق بالجزائر.
ميمي قلان



