يشهد سوق العملات الرقمية تحولا ملحوظا هذه الأيام، حيث تتصدر العملات الصغيرة المشهد بتحقيقها مكاسب كبيرة تتجاوز أداء العملة الرائدة بيتكوين. هذا التحول يأتي في ظل موجة صعودية قوية تزامنت مع تراجع الطلب على الأصول الآمنة، مما يعكس تغيراً واضحاً في شهية المستثمرين للمخاطرة.
العملات البديلة
سجلت عملات مثل سولانا ودوج كوين وأفالانش ارتفاعات كبيرة بلغت 11 بالمائة و8 بالمائة و8 بالمائة على التوالي، بينما اقتصر صعود بيتكوين على 4.3 بالمائة فقط. هذا النمط من الأداء ليس غريباً على سوق العملات الرقمية، حيث تميل العملات البديلة عادةً إلى تحقيق مكاسب أكبر من بيتكوين في فترات تحسن معنويات السوق، لكنها تظل أيضاً أكثر عرضة للانخفاضات الحادة عند تغير الاتجاه.
وراء هذه الموجة الصعودية عدة عوامل رئيسية، أبرزها تراجع الطلب على الأصول الآمنة بعد مؤشرات على تغير السياسات الجمركية الأمريكية، بالإضافة إلى عودة التدفقات الاستثمارية إلى صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة بعد أسابيع من السحب.
كما ساهم تحسن معنويات المستثمرين تجاه الأصول عالية المخاطر في دعم هذا الاتجاه الصاعد.
السوق الرقمي
لكن بعض المحللين يحذرون من أن هذا الانتعاش قد يكون مؤقتاً. يرى “كيريل كريتوف”، خبير التداول الآلي في (كوين بانل)، أن الحركة الحالية تشبه تصحيحاً مؤقتاً أكثر من كونها بداية لاتجاه صاعد قوي.
هذا التشكك يتزامن مع حقيقة أن (بيتكوين) ما زالت بعيدة بنحو 20 بالمائة عن ذروتها التاريخية التي حققتها مطلع العام.
في الجانب الآخر من السوق، تواجه عملة (إيثر) ضغوطاً بيعية متواصلة، حيث سجلت صناديقها المتداولة في البورصة الأمريكية 13 يوماً متتالياً من التدفقات الخارجة بإجمالي خسائر تقدر بـ415 مليون دولار.
يعكس هذا الأداء الضعيف حالة عدم اليقين المحيطة بمستقبل شبكة إيثريوم واستراتيجياتها التطويرية، خاصة بعد أن خسرت العملة نحو 40 بالمائة من قيمتها خلال العام الماضي.
يبدو أن السوق الرقمي يقف عند مفترق طرق، حيث تبرز العملات الصغيرة كخيار جذاب للمستثمرين الباحثين عن عوائد سريعة، لكن مع مخاطر أعلى.
بينما تظل البيتكوين الخيار الأكثر استقراراً، وإن كان بأداء أقل حيوية. في هذه الأجواء المتقلبة، ينصح الخبراء المستثمرين بالحذر ومراقبة المؤشرات الاقتصادية الكلية التي قد تحدد اتجاهات السوق في الفترة المقبلة.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله
