
لازالت قائمة اللاعبين المسرحين وفسخ العقود تثير الجدل في أوسط مولودية وهران وحسب بيان الصفحة الرسمية للفريق فإنه لم توجه الدعوة لعدة لاعبين من الفريق لدخول التربص ومنهم المدافع الموريتاني عبلة، صالح حميدة، طارق عقون، صنهاجي، المدافع الشاب كراوزان، المهاجم سيلا، عريبي وباكو، ما يؤكد أن كل هذه العناصر موجودة في قائمة المسرحين، لكن وجب التفاوض معها حول كيفية فسخ العقود، الأمر الذي لن يكون هينا لأن معظم هذه العناصر ستطالب بكل مستحقاتها لغاية نهاية العقد وهناك من له موسمين متبقيين من عقده ويتقاضون مبالغ ضخمة، الأمر الذي سيكون معقد وصعب تحقيقه بالنسبة للإدارة.
ومن جهتها قامت إدارة نادي وفاق سطيف بحملة تغييرات واسعة في الجهاز الفني واللاعبين، تضمنت تسريحات بالجملة وإنهاء عقود العديد من اللاعبين، مع استقدام مدرب جديد ولاعبين جدد قد يصل عددهم حدود الـ14 لاعبًا قبل انطلاق الموسم الجديد، وهو ما خلق نوعا من عدم الرضى وسط أنصار الفريق وحتى المتابعين.
وكانت العديد من أندية الدوري الجزائري أعلنت مع فتح الميركاتو الصيفي بداية الشهر الحالي عن فسخ عقود العديد من اللاعبين تحت عنوان “التراضي”، على غرار وفاق سطيف الذي يعوّل على التخلص من أكثر من 14 لاعباً، وأندية مولودية الجزائر واتحاد الجزائر وغيرها من الأندية الأخرى.
ويشهد الميركاتو الصيفي الحالي في الدوري الجزائري كالعادة العديد من المفارقات الغريبة والمواقف غير المفهومة للأندية رغم اللوائح الجديدة والتوصيات القوية لضرورة ترشيد النفقات والابتعاد عن الصفقات الفلكية كما كان عليه الحال خلال المواسم الماضية بدوري المحترفين.
ورغم التوصيات واللوائح الصارمة بخصوص ترشيد النفقات تواصل أغلب الأندية الجزائرية العمل بسياسة الفوضى وفلسفة سوق الجملة خلال الميركاتو الصيفي الحالي من خلال التغييرات الكثيرة والكبيرة جداً في صفوف اللاعبين والمدربين دون حسيب أو رقيب.
ولجأ أغلب أندية الدوري الجزائري إلى أسلوب فسخ العقود دون ضوابط عقلانية ولا مالية من أجل التخلص من اللاعبين غير المرغوب فيه، خاصة اللاعبين الأجانب منهم، والغريب أن معدل فسخ العقود يتجاوز معدل الثمانية لاعبين في كل فريق، ما يطرح أكثر من علامة استفهام بخصوص الميزانيات المالية المخصصة لإرضاء جميع اللاعبين.
ولا تتواصل الأندية الجزائرية بخصوص عملية فسخ عقود لاعبيها أو إعطاء أي تفاصيل مالية، وتعتبر ذلك حركة ضرورية وذكية لتفادي عقوبات لجنة المنازعات التابعة لرابطة كرة القدم المحترفة أو الاتحاد الدولي لكرة القدم في حال تقديم اللاعبين لأي شكوى تتعلق بفسخ عقودهم من جهة واحدة.
ويصنّف متابعون عملية فسخ عقود اللاعبين بشكل مفرط في الدوري الجزائري في خانة فوضى سوق الانتقالات وفشل مسؤولي الأندية في القيام بالخيارات المناسبة، بالإضافة إلى سقوطهم في فخ الصفقات الاستعراضية التي يلجؤون إليها في الغالب لإرضاء الجماهير أو منافسة الأندية الغريمة دون الاحتكام إلى الخيارات الفنية العقلانية.
كان الموسم الماضي عنواناً بارزا للصفقات الاستعراضية الفلكية والفاشلة بمرور الوقت، بدليل صفقات اللاعبين الأجانب أو نجوم منتخب الجزائر السابقين، حيث فشل إسلام سليماني مع شباب بلوزداد وأندي ديلور مع مولودية الجزائر ويانيس حماش مع مولودية وهران في تقديم المستويات المنتظرة منه واكتفوا بإثراء حسابهم البنكي فقط.
ولا يختلف المشهد كثيراً خلال الميركاتو الصيفي الحالي، حيث تركز الأندية الجزائرية حالياً على فسخ العقود وإنهاء ارتباطاتها مع اللاعبين غير المرغوب فيهم بطريقة ودية قبل التركيز على استقدام أسماء جديدة، رغم أن اللاعبين المعنيين بعملية فسخ العقود يجدون أنفسهم في أندية أخرى ما يؤكد حركية الدائرة المفرغة.
ولم تقم الأندية الكبيرة لحد الآن بصفقات كبيرة، حيث أعلن شباب بلوزداد عن صفقتين رسميتين فقط، واحدة أجنبية وأخرى محلية، في حين ضم مولودية الجزائر المدافع أيمن بوقرة، أمّا اتحاد الجزائر بطل مسابقة الكأس الموسم الماضي، فلم يكشف عن لاعبين جدد لحد الآن، كما يتحرك نادي شبيبة القبائل على استحياء بدوره في الميركاتو الصيفي بتفعيل بند شراء عقد اللاعب محمد رضا حميدي من نادي بارادو.
م/ش