تكنولوجيا

“سورا” يحقق مليون تحميل خلال 5 أيام ويتصدر متاجر التطبيقات

أعلنت شركة “أوبن أيه أي” المطورة لتطبيق “سورا” أن تطبيقها الجديد الخاص بإنشاء مقاطع الفيديو عبر الذكاء الاصطناعي قد تخطى حاجز مليون عملية تحميل في أقل من أسبوع منذ بداية إتاحته. وقد أوضح رئيس الشركة أن هذه الأرقام تجاوزت بكثير وتيرة تحميلات تطبيق المحادثة الشهير التابع للشركة ذاتها عند إطلاقه الأولي. ويأتي هذا الإنجاز الملحوظ رغم أن الوصول إلى التطبيق الجديد لا يزال مقيداً بنظام الدعوات الشخصية ولم يتم إطلاقه بشكل مفتوح للجميع في جميع الأسواق.

 

وكانت الشركة قد أطلقت تطبيقها الجديد في نهاية شهر سبتمبر الماضي حصرياً لمستخدمي نظام التشغيل الخاص بالأجهزة المحمولة. ويمنح التطبيق المستخدمين القدرة على استعراض مجموعة واسعة من مقاطع الفيديو التي تم إنشاؤها بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما يتيح لهم إنتاج مقاطع فيديو شخصية باستخدام النموذج التقني الجديد الذي طورته الشركة خصيصاً لهذا الغرض. وقد أشارت تقارير تقنية متخصصة إلى أن التطبيق يتضمن ميزة فريدة تسمح للمستخدمين بإدراج صورهم الشخصية أو صور أصدقائهم ضمن مقاطع الفيديو المنتجة عبر المنصة.

 

ردود فعل متباينة وانتقادات حقوقية

أثار الانتشار السريع للتطبيق موجة من الانتقادات والردود السلبية بعد أن بدأ المستخدمون في إنشاء محتوى يتضمن شخصيات وعلامات تجارية محمية بقوانين الملكية الفكرية دون مراعاة للسياقات التجارية أو الحقوق القانونية. وقد دفعت هذه التطورات الشركة المطورة إلى منح أصحاب الحقوق الفكرية درجة أكبر من السيطرة على المحتوى المنتشر عبر المنصة. كما بدأت الشركة في تمكين المستخدمين العاديين من تحديد الكيفية التي يمكن استخدام صورهم الشخصية من خلالها داخل التطبيق مما يعكس محاولة جادة لمعالجة الثغرات الحقوقية التي برزت مع الانتشار الواسع للتطبيق.

وقد علق رئيس الشركة على هذه التحديات بالإشارة إلى أن الفريق التقني يعمل بشكل مكثف لمواكبة وتيرة النمو المتسارعة التي يشهدها التطبيق. وأكد أن المزيد من الميزات التقنية الجديدة والحلول البرمجية التي تستهدف معالجة مشكلة الرقابة المفرطة على المحتوى ستكون متاحة للمستخدمين قريباً. وتأتي هذه التصريحات في إطار مساعي الشركة لتحقيق التوازن بين حرية الإبداع والابتكار من ناحية وحماية الحقوق الفكرية والملكية من ناحية أخرى.

 

تقييد جغرافي وتصدر للمنصات

يظل التطبيق حتى اللحظة متاحا بشكل حصري لمستخدمي دولتي الولايات المتحدة وكندا، دون سواهما من الأسواق العالمية الأخرى. ورغم هذا التقييد الجغرافي فقد استطاع التطبيق أن يحتل مركز الصدارة في قائمة أكثر التطبيقات تحميلاً ضمن المتجر الرسمي للتطبيقات التابع لشركة التقنية العالمية العملاقة. ويعكس هذا التصنيف المتقدم الإقبال الكبير من قبل المستخدمين على تجربة هذا النوع من التطبيقات التقنية المتطورة التي تدمج بين تقنيات الذكاء الاصطناعي والإبداع البصري.

ويواصل التطبيق جذب الأنظار عالمياً كواحد من أبرز التطبيقات المبتكرة في مجال إنشاء المحتوى المرئي باستخدام الذكاء الاصطناعي. وتمثل سرعة انتشاره مؤشراً واضحاً على تزايد شعبية هذه الفئة من التطبيقات التي تمنح المستخدمين العاديين أدوات إبداعية كانت حتى وقت قريب، حكراً على المحترفين في استوديوهات الإنتاج المرئي. كما تبرز هذه الظاهرة التغيرات الجذرية في طبيعة المحتوى الرقمي وطريقة إنتاجه واستهلاكه في العصر الرقمي الحالي.

 

 

 

مستقبل التطبيق وتحديات الانتشار

يظل المستقبل التطوري للتطبيق مرهوناً بقدرة الشركة المطورة على معالجة الإشكاليات الحقوقية والقانونية التي برزت مع انتشاره الواسع. كما أن التحدي الأكبر الذي يواجه التطبيق يتمثل في كيفية الحفاظ على وتيرة النمو هذه عند توسعة نطاق الانتشار جغرافياً ليشمل أسواقاً جديدة حول العالم. وتعمل الشركة حالياً على تطوير آليات تقنية أكثر تطوراً لضمان التوافق مع القوانين المحلية والدولية الخاصة بحقوق النشر والملكية الفكرية.

ومن المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة إطلاق مجموعة من الميزات الجديدة التي تستهدف تعزيز تجربة المستخدم وتمكينه من إنتاج محتوى أكثر احترافية وإبداعاً. كما أن الشركة تواصل حواراتها مع أصحاب الحقوق الفكرية والمؤسسات الإعلامية لتطوير أطر تعاون مشتركة تضمن حماية المصالح، مع الاستفادة من الإمكانات الإبداعية الهائلة التي يوفرها التطبيق. وستلعب هذه العوامل مجتمعة دوراً محورياً في تحديد المسار المستقبلي للتطبيق وقدرته على الحفاظ على موقعه الريادي في سوق التطبيقات التقنية المتنامي.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى