لك سيدتي

“سهام مرباح”… المدرسة على اليابسة والباحثة في قاع البحر

صاحبة شركة "يمّ أكوا"

التقتها جريدة “البديل” بجناح شركة “يمّ أكوا” بالصالون الدولي للصيد البحري وتربية المائيات، الذي احتضنته وهران خلال الفترة الممتدة بين 6 و9 نوفمبر الجاري بالمركز الدولي للاتفاقيات “أحمد بن احمد”، فاقتربت منها للاطلاع على مهام الشركة والهدف من مشاركتها في الحدث الدولي، لتكتشف أنها تحادث امرأة لا تتقن التواجد على اليابسة فقط، وإنما تغوص في أعماق البحر باحثة عن أسرار كائناته.

 

إنها الباحثة العلمية والمدرسة الجامعية وصاحبة شركة “يمّ أكوا” للدراسات، وإنجاز مشاريع تربية الأحياء المائية، السيدة “سهام مرباح”، التي أظهرت من خلال المعلومات التي قدمتها حول مهام شركتها ودورها كمسؤولة وعضو في نشاطها عن القدرة على تحمل المسؤولية التي تتحلى بها المرأة الجزائرية، والفائدة والإضافة القيمة التي يمكنها أن تقدمها خدمة للقطاع الذي تنتمي إليه، ومساهمتها في تطوير الجزائر، ناهيك عن الدور الأسري الذي تقوم به بشكل روتيني وعادي، ومدى تفوقها في الموازنة بين المسؤولية الأسرية والواجب المهني خارج بيتها.

 

من باحثة في المجال العلمي إلى إنشاء مؤسسة “يمّ أكوا” في المجال البحري

وهي تدرس بالجامعة وتخصص أبحاثها العلمية في مجال علم البحار والمائيات، لم تقتنع بالجانب النظري فقط، بل فضلت التوجه إلى عالم الاستثمار، من أجل تنفيذ أفكارها وتجريب أبحاثها وفتح باب الأفكار الموسعة، لتجيب عن مختلف الأسئلة التي تراودها في مجال عشقته وسكنها فأصبحت تتنفسه.

اختارت في 2013، أن تنشئ مؤسسة شخصية تسمح لها بالقيام بكل ما يدور في خلقها حول عالم البحار والمائيات، علّها تستجيب لمتطلباتها البحثية، وأطلقت على المؤسسة اسم “يمّ أكوا”، قبل أن تتحول إلى شركة، وهي شركة عائلية، أهدافها تتماشى وأهداف الدولة الاستراتيجية، خاصة في تربية المائيات، من خلال دراسات الجدوى للراغبين في الاستثمار البحري وتربية المائيات، تقديم ومراجعة المشاريع السمكية، تطوير المشاريع، إنجاز المشاريع الجاهزة، الدعم التقني، هندسة الزراعة السمكية، استزراع وإعادة استزراع الأحواض والمسطحات المائية، بيع يرقات وصغار الأسماك، تغذية وأعلاف الأسماك، تجهيزات ومعدات تربية المائيات على غرار الأقفاص العائمة، خلال تربية المحار، أحواض تربية الجمبري، معدات مشاريع المياه العذبة وتقديم دورات تقنية متخصصة.

حيث أصبحت تقضي أوقاتا طويلة في عرض البحر من أجل تنفيذ دراستها والقيام بأبحاثها، لتوفير أجوبة دقيقة وصحيحة، لما يتم طرحه في المخبر بمعهد البحث أو ما يتناوله المستثمر في جلسات التكوين والتأطير والمرافقة الميدانية لمشاريعه. وهي الفرصة التي سمحت لها بتنفيذ مساراتها البحثية بكل احترافية.

 

أكثر من 50 بالمائة من شركات المزارع البحرية مرّت على شركة “يمّ أكوا”

ولأنها متخصصة ومتمكنة، فقد استطاعت شركة “يمّ أكوا” أن تنال ثقة المستثمرين في الجزائر، وتمنحهم الفرصة للالتحاق بها، من أجل تنفيذ دراسة جدوى لمشاريعهم الاستثمارية وتلقي النصائح والإرشادات، والتكوين إلى جانب المرافقة والتأطير من البداية إلى غاية تنفيذ المشروع على أرض الواقع، من خلال تعاملهم مع أكثر من 50بالمائة من الشركات المتواجدة بالتراب الوطني.

وتعد تربية “سمك البلطي”، من أهم المنتجات البحرية التي تراهن عليها الدولة الجزائرية، وبالتالي تقدم دعما مهما للمستثمرين فيه، وهو التركيز الذي توليه شركة “يمّ أكوا” في برنامج نشاطاتها من خلال طاقمها المتخصص، فصاحبة الشركة “سهام مرباح”، مهندس دولة في تربية المائيات، وحاصلة على شهادة ماجستير في علم البحار البيولوجي والبيئة البحرية، وهي مقبلة على مناقشة أطروحة الدكتوراه قريبا.

إضافة إلى شقيقتها المتخصصة أيضا في مجال البحار، وكذا زوجها المصري الجنسية الذي يملك خبرة 25 سنة في مجال عالم البحار، وسبق أن اشتغل بعدة دول في مؤسسات بحرية كبرى، على غرار مصر، المملكة العربية السعودية، ليبيا، التشاد والسودان… وهو ما جعل صدى شركة “يمّ أكوا” يتوسع وينتشر اليوم، لتصبح سمعتها تتداول عبر كل القطر الوطني، لاسيما وأنها تتعامل على الأقل مع مزرعة مائية في كل ولاية، على غرار عين تموشنت، الشلف، الجزائر العاصمة، تلمسان وتقرت،ناهيك عن تعاقدها مع أكبر الشركات في تربية المائيات، كشركة “مكروطار” بتنس المنشأة في 2016، بسواحل ولاية الشلف، والتي تنتج أكبر حصة سمكية في الجزائر في سمك “البلطي” بـ 3000 طن سنويا، من ضمن إنتاج وطني يقدر بـ 5000 طن، بينما تراهن شركة “يم أكوا” على تحقيق 60 ألف طن بحلول عام 2030.

 

بطاقة “المقاول الذاتي” قضت على الكثير من المشاكل وسهلت نشاط الشركات

وفيما يتعلق بالتسهيلات التي وضعتها الدولة الجزائرية في إطار تخفيف الإجراءات القانونية والإدارية على الراغبين في الاستثمار وتوسيع النشاطات، نوهت صاحبة “شركة “يم أكوا” ببطاقة المقاول الذاتي التي ساهمت بشكل كبير في تسهيل نشاطها.

وفي هذا المجال، فقد ذكرت المهندسة “سهام مرباح”، أن شركة “يمّ أكوا” تضم 5 أفراد دائمين ضمن فريقها العائلي، بينما تتعامل مع البقية حسب الحاجة التي تتطلبها الشركة، موضحة أن بطاقة “المقاول الذاتي” سمحت لها بتنفيذ برنامجها وتسيير نشاطها بسهولة، من خلال تعاملها مع مختلف المختصين حسب الحاجة الآنية وفق عقود محددة سواء شهرية أو موسمية أو سنوية، وهو ما يجعلها ذات جدوى، تستدعي المختص المعني عندما تحتاجه وحسب مدة العقد المتفق عليها. إضافة إلى المنصات الرقمية المتوفرة من خلال مختلف مديريات الوزارة المعنية، والفضاءات الرقمية التي تسمح بالتواصل، والاطلاع على آخر ما يتم اتخاذه من قرارات، ونشره كنشاطات واستعراض التظاهرات، وهو ما يسهل المشاركة للتعرف على آخر المستجدات، والاطلاع على المستثمرين الجدد ومتطلبات السوق والعملاء،كما أن طاقم شركة “يمّ أكوا” يتنقل عبر ربوع الوطن استجابة لطلب المتعاملين والمستثمرين لتقديم خدماته.

 

السعي لإنشاء مصنع متخصص في أعلاف المفارخ 

حلم المهندسة “سهام مرباح” لم يتوقف عند تقديم الخدمات لمن يحتاجها من متعاملين في المجال البحري وتربية المائيات، بل تعداها إلى البحث عن طرق لتوفير الأعلاف والأغذية للأسماك والمفارخ، وكذا إنشاء مزرعة لاستزراع المفارخ السمكية.

وفي هذا الشأن، فإن شركة “يمّ أكوا” تسعى لإنجاز مصنع متخصص في صناعة الأعلاف والأغذية للأسماك والمفارخ، وهو ما سيساعد على توفير هذه المادة المفقودة في الجزائر، والتي تستورد من الخارج، حيث تعمل على إجراء أبحاث وتجارب تسمح بتوفير أغذية المفارخ من خلال إعادة تدوير مخلفات المصانع على غرار المصانع المتخصصة في الصناعة التحويلية للأسماك (تصبير السردين والتونة)، إضافة إلى لواحق أخرى يتم استيرادها وهو ما يكلف الخزينة العمومية أموالا باهظة. وفي هذا الإطار، فقد دعت المهندسة “مرباح” إلى مرافقة بنكية مجدية، تسمح بتنفيذ المشروع الذي سيساهم في تخفيض فاتورة الاستيراد. مذكرة أن شركتها اليوم تشتري مسحوق الأسماك من مؤسستين جزائريتين متواجدتين بكل من بوتليليس ووادي تليلات بولاية وهران.

 

البحث لتطوير تربية “المحار” وأسماك المياه العذبة

ولأنها مولعة بعالم البحار والمائيات، فقد اختارت المهندسة “سهام مرباح” أن تتناول في أطروحة الدكتوراه موضوع الفرق بين نمو “المحار” طبيعيا والمربى.

حيث تتطرق في بحثها إلى الظروف والعوامل التي تتوفر في كل منطقة، من أجل معرفة ما يساعدني على النمو بشكل عادي وبحجم جيد، وأسباب تراجعا نموه، وذلك من أجل التوصل إلى نتيجة تسمح لتطوير تربية هذا النوع المائي في الجزائر، خاصة وأن الجزائر تتوفر على ظروف تسمح بأن يتحول السمك إلى عنصر نوفر للبروتين الحيواني للفرد بشكل عادي جدا على طول السنة، خاصة في ظل المزايا والدعم الذي توفره للراغبين في الاستثمار في القطاع، مذكرة أن مصر توفر 1,5 مليون طن من الأسماك المزروعة سنويا، بينما الجزائر مازالت لم تتجاوز 5000 طن سنويا وهو ما يعتبر قليلا جدا، حسبها.

 

“يمّ أكوا” شركة بحرية برؤية رقمية

واختتمت مالكة شركة “يمّ أكوا”، المهندسة “سهام مرباح” لقاءها بجريدة “البديل”، بتأكيدها على أن هذه الشركة الحديثة النشأة تسعى لتوظيف آخر ما جادت به التكنولوجيا في عالم الرقميات، من أجل استخدامها في نشاطاتها الميدانية والبحثية، من أجل توسيع رؤيتها لتكون رائدة في مجال تربية المائيات يحتذى بها في الأداء وإنجاز العمل المتقن بأقل التكاليف وأسرع وقت.

أعدته: ميمي قلان 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى