
– العملة الدولار أصبحت عملة مشكوك فيها والكثير من الدول ستتخلي عنها
– الحرب السائرة حاليا هي حرب طاقوية بإمتياز
تحسبا لاجتماع مجموعة “البريكس” المقرر في 22 أوت الجاري بجنوب إفريقيا، وما هي التحديات التي تواجهها في ظل التحولات الإقليمية والجيوسياسية، وما هي حظوظ الجزائر للانضمام إلى هذا التكتل الاقتصادي الكبير، وغيرها من المسائل الهامة، حاورت “الـبـديـل“ البروفسور مراد كواشي خبير اقتصادي وأستاذ جامعي، فكان هذا الحوار
لماذا تتسابق دول منها عربية على بريكس؟
في حقيقة الأمر ليست فقط الدول العربية التي تتسابق للإنضمام مع البريكس بينما عدد كبير من الدول على المستوى العالمي تتسابق رسميا أكثر من عشرين دولة على المستوى العالمي أعلنت عن رغبتها على الانضمام على التكتل البريكس منها دول عربية مثل: مصر السعودية الإمارات وهناك دول أخرى غير عربية مثل: تركيا ودول من أمريكا اللاتينية ودول عديدة ترغب في الإنضمام إلى مجموعة البريكس. أما عن سبب عن هذه الرغبة في الإنضمام لأن العالم الآن يشهد حالة من الإستقطاب شديدة بمعنى أن العالم سينتقل من نظام أحادي القطبية تتزعمه أو نظام القطب الواحد والمتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الغربية الكبرى مجموعة السبع الكبار سينتقل من نظام القطب الواحد إلى نظام ثنائي القطبية أو متعدد الأقطاب بمعنى أنه سيكون هناك أقطاب أخرى خلال ربما بعد حوالي 6-7 السنوات حتى سنة 2030 سنشهد وجود قطب ثاني يضاهي أو يتفوق على القطب الحالي القطب الأخر بنسبة كبيرة سيكون هو مجموعة البريكس التي تفوقت والتي تضم الدول الأكثر والأسرع نموا على المستوى العالمي وهي تضم عدد كبير من سكان العالم حوالي 40 بالمائة و40 بالمائة من مساحة الأرض وتسيطر إقتصاديا على نسبة كبيرة من الإقتصاد العالمي. في أفريل الماضي مجوعة البريكس أصبحت تساهم في الإقتصاد العالمي بـ 31 بالمائة مقابل 29 بالمائة لمجموعة السبع الكبار بمعنى في أفريل الماضي تفوقت مجموعة البريكس إقتصاديا على مجموعة السبع الكبار لذلك هناك عدد كبير من دول العالم أصبحت تبحث عن تموقع أفضل لها في النظام العالمي الجديد وأصبحت تبحث عن الإنضمام لمجموعة البريكس رغبتا منها في الإستفادة من المزايا الكبيرة التي قد يمنحها لها هذا الانضمام لتحقيق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية المنشودة لأنه في النظام العالمي السابق هو نظام جائر نظام ظالم يسمح للدول المتطورة أن تزداد تطورا في حين الدول الضعيفة لن تقدم لها فرصة للتطور لذلك أصبحت دول العالم تبحث عن نظام جديد أكثر عدالة وأكثر إنصافا، النظام العالمي الراهن أو السابق خاصة بعد الحرب العالمية الثانية سيطرت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين على العالم ككل واستخدمت لذلك العديد من الأدرع سواء أدرع إقتصادية سواء أمنية وسياسية من الأذرع السياسية نذكر الأمم المتحدة ومجلس الأمن الأذرع الإقتصادية والمالية نذكر صندوق النقد الدولي من الأذرع التجارية للنظام السابق نذكر المنظمة العالمية للتجارة وهذه الاذرع بانت على فشلها في ما يتعلق في البنك العالمي وصندوق النقد الدولي كان يقد قروض بكل أريحية للدول التي تساهم سياسة واشنطن في حين أن الدول التي تواجه بعض المعارضة لواشنطن تفرض عليها شروط صارمة وتعجيزية من أجل أن تحصل على مساعدات أو قروض مالية نفس الشيء مثلا منضمة العالمية للتجارة حتى الأذرع السياسية والأمنية كالأمم المتحدة و مجلس الأمن عدد قليل من الدول يسيطر ويتحطم في مصير عدد كبير من الدول لذلك النظام العالمي السابق هو نظام أبان عن فشله ومحدوديته فهو نظام جائر ودول العالم الآن بما فيها دول عربية تبحث عن نظام أكثر عدالة وأكثر إنصاف لذلك هي ترى في مجموعة البريكس قوة ثانية وتكثل اخر يمكنها الإنضمام إليه وتحقيق أهدافها الإقتصادية والإجتماعية وعلاقات إقتصادية ذات منفعة متبادلة .
بريكس تبحث عن العملة البديلة، كيف يكون ذلك؟
البريكس تبحث عن عملة بذيلة ربما المشكلة في الدولار الأمريكي هو من المفروض عملة للإحتياطي العالمي وعملة للتجارة العالمية لكن تأثيره على المستوى العالمي أصبح يتضاءل شيئا فشيئا كونه عملة للإحتياطات العالمية ربما مند سنوات كانت الإحتياطات العالمية 75 بالمائة من الإحتياطات العالمية ممسوكة بالدولار أما الان فتراجعت إلى نسبة 59 بالمائة وهو أذني مستوى العام تقريبا منذ 20 أو 30 سنة نفس الشيء بما يتعلق بالتجارة الدولية بسبب الأحداث الإستراتيجية العالمية أصبحت الكثير من الدول خاصة تلك التي تعرضت إلى عقوبات من طرف الولايات المتحدة الأمريكية هذه الدول أصبحت تبحث عن القيام بعلاقات تجارية بعملتها المحلية مثل الإتفاق الذي حدث بين الصين التي تعتبر أكثر مستورد للنفط على المستوى العالمي وبين روسيا التي تعتبر من أكبر المصدرين للطاقة على المستوى العالمي إتفق الطرفان على أن يتم تسوية التعاملات التجارية بينهما بعملتهما المحلية وهناك أيضا إتفاق بين روسيا ودول أخرى في أسيا وحتى أمريكا اللاتينية ان تسوية التعاملات بينهما تتم بالعملات المحلية وهناك حتى بعض الدول لم تتعرض لعقوبات أمريكية ولكنها أصبحت تفضل إستخدام عملتها المحلية إذن العملة الدولار أصبحت عملة مشكوك فيها والكثير من الدول أبذت إستعداداتها للتخلي عليها خاصة ضمن الأزمات المالية التي أصبحت تشهدها البنوك الأمريكية وإنتقال هذه الأزمات إلى بنوك أخرى أروبية وهذا ما جعل مجموعة البريكس تبحث عن عملة أخرى تكون ربما عملة للبريكس هي عملة موازية للدولار وفي حالة صدورها ستشكل ضربة قاضية للدولار الأمريكي
ما هي حظوظ الجزائر للإنضمام إلى البريكس؟
أعتقد أن للجزائر حظوظ كبيرة للإنضمام إلى البريكس لكن كعضو مراقب في المرحلة الأولى لأن العلاقات متميزة والتحركات الديبلوماسية التي أجرتها الجزائر مع عديد الدول الخماسي المشكل لمجموعة البريكس رئيس الجمهورية ذهب إلى روسيا وروسيا طمأنته وأعطته تطمينات رسمية على قبول ملف الجزائر وروسيا لها علاقات تاريخية مع الجزائر وعلاقات كبيرة وهي تعتبر أكبر مورد للجزائر في ميدان الأسلحة بعد ذلك رئيس الجمهورية ذهب إلى الصين التي تعتبر أكثر قوة إقتصادية على مستوى مجموعة البريكس نتيج الوطني الخام ليقارب أو يتجاوز 18 ترليون دولار الرئيس الصيني أيضا قدم تطمينات كبيرة للرئيس الجزائري بشأن انضمام الجزائر للبريكس الصين وروسيا هم أهم عضوين في مجموعة البريكس لأنهما دولتان لهم عضوية دائمة في مجلس الأمن دولتان نوويتان وهما من أكبر الدول على المستوى العالمي سواء عسكريا أو إقتصاديا بقي أيضا جنوب إفريقيا لها علاقات تاريخية متميزة مع الجزائر ترجع إلى التورة التحريرية وهي ترحب بانضمام الجزائر لذلك فأعتقد أن انضمام الجزائر إلى مجموعة البريكس قدية وقت فقط.
ماذا تستفيد الدول في البريكس في حال انضمام الجزائر إليها؟
الجزائر أصبحت خاصة بعد الحرب الروسية الأكرانية ورقة طاقوية هامة في المنطقة تزود أوروبا بتقريبا بـ 12 بالمئة من إحتياجاتها الطاقوية الجزائر حققت مؤخرا في سنة 2022 إكتشافات طاقوية هامة جدا جعلت من الجزائر تحتل المرتبة الأولي على المستوى العالمي في مستوى ميدان مجال الاكتشافات الطاقوية المؤكدة سوناطراك الجزائرية أصبحت تحتل المرتبة 12 عالميا والحرب السائرة حاليا هي حرب طاقوية بإمتياز لذلك فإن مجموعة البريكس حاليا تسيطر على 40 بالمائة من مصادر الطاقة على المستوى العالمي لو إنضمت إليها دول مثل الجزائر والسعودية قد تصبح تسيطر على أكثر من نصف مصادر الطاقة على المستوى العالمي والحرب هي حرب طاقوية وبالتالي إن سيطرت البريكس على أكثر من نصف من مصادر الطاقة على المستوى العالمي تصبح تسيطر على الإقتصاد العالمي ككل، البريكس على رأسها الصين تبحث عن أسواق جديدة الصين وضعت إستراتيجية تسمى بإستراتيجية الطريق والحرير من خلالها تريد السيطرة تقريبا على معظم الأسواق العالمية والسوق الغفريقية هي السوق واعدة جدا فيها أكثر من مليار ومئتين ألف نسمة والأن هناك حرب شرسة بين مختلف القوى الإقتصادية العالمية سواء كانت الولايات المتحدة الأمريكية أو الإتحاد الأوروبي أوالصين على كيفية السيطرة على السوق الأفريقية والجزائر بحكم موقعها الإستراتيجي كبوابة للقارة الإفريقية تعتبر بوابة للسوق الإفريقية ككل، وبالتالي فإن انضمام الجزائر إلى البر يكس سيسهل على هذه المجموعة وعلى رأسها الصين الولوج إلى السوق الإفريقية البريكس بعد ما ضمنت جنوب إفريقيا كبوابة جنوبية تبحث عن بوابة شمالية وإحتمال كبير تكون هي الجزائر بوابة كي تتوغل داخل السوق الإفريقية، ثالثا: الإمكانيات المنجمية والمعدنية الكبيرة التي تتميز بها الجزائر سواء إن كانت حديد نحاس أوذهب أوفوصفات الصين هي من أكبر الدول المستهلكة على مستوى العالمي للمعادن وبالتالي هذه المعادن تثير لعاب القوى الإقتصادية الكبرى خاصة الصين إذن نعتقد أنه هناك عوامل تجعل تدفع بدول البريكس إلى قبول عضوية الجزائر لأنها ستستفيذ من إنظمام الجزائر إليها من خلال الورقة الطاقوية والموقع الجغرافي و الإمكانيات المعدنية والمنجمية للجزائر.
كيف تبدو أفاق البريكس على ضؤء المتغيرات الإقليمية والجيوسياسة الراهنة.
أعتقد أن البريكس بعد الأن هي القوى الإقتصادية رقم واحد عالميا تألبت وتفوقت على مجموعة السبع الكبار وربما إلى غاية 2030 ستكرس البريكس هيبتها على الإقتصاد العالمي لأن هناك قوى إقتصادية صاعدة متمثلة في الصين وهناك قوى إقتصادية صاعدة متمثلة في الصين وهناك قوة إقتصادية متراجعة متمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية أعتقد أن الظروف الجيو إستراتيجية العالمية تخدم الصين ومجموعة البريكس أكثر وأتوقع أن المستقبل سيكون في يد البريكس وسوف يكون هناك مؤسسات مالية متمثلة في البنك البريكس ستسيطر على العالم من الناحية المالية وعملات أخرى بديلة للدولار لأن عهد السيطرة والهيللة الأمريكية قد ولى وحان الان لنظام عالمي جديد يكون أكثر عدالة وانصاف لدول العالم.
حاورته: مريم بن عيادة