
يعاني سكان منطقة قبقاب التابعة لبلدية توسنينة بدائرة السوقر في ولاية تيارت من عزلة رقمية خانقة جعلت حياتهم اليومية أكثر تعقيدا، فضعف شبكة الهاتف المحمول وانقطاع خدمة الانترنت بشكل شبه دائم حول المنطقة إلى فضاء معزول عن العالم الخارجي، وتزداد المعاناة في محيط زاوية سيدي أحمد بن عون الله التاريخية حيث يعيش السكان وضعا أقرب إلى القطيعة التامة مع شبكات الاتصال.
يتحول هذا الغياب إلى تهديد مباشر لسلامة الأهالي، إذ يصبح طلب النجدة عند وقوع الحوادث أو السرقات أمرا مستحيلا، وهو ما أكده عدد من السكان الذين أوضحوا أن “الاتصال بسيارة الإسعاف أو الجهات الأمنية ضرب من المستحيل”، هذه الوضعية جعلت الكثيرين يشعرون بأنهم يعيشون خارج دائرة الاهتمام، دون وسائل للتواصل في اللحظات الحرجة التي قد تحدد مصير حياة إنسان.
الأضرار لا تقف عند هذا الحد، فالطلبة والتلاميذ يمثلون الفئة الأكثر تضررا. أكثر من 120 طالبا للقرآن الكريم يدرسون في زاوية سيدي أحمد بن عون الله ويعتمد أغلبهم على المراسلة لمتابعة دراستهم، لكن غياب الانترنت يحرمهم من التواصل مع أساتذتهم ومن الحصول على المواد التعليمية، كما أن المدرسة الابتدائية بالمنطقة، التي يفترض أن تعتمد على الرقمنة في تسييرها، تعجز عن الاستفادة من هذا المشروع، لتبقى الرقمنة مجرد شعار لا يترجم على أرض الواقع.
وعود المسؤولين بإنهاء هذه الأزمة لم تتجسد رغم مرور سنوات، فالوالي السابق للولاية كان قد تعهد بحل المشكلة غير أن ذلك بقي مجرد وعد لم ير النور، هذا التكرار في تقديم الوعود دون تنفيذ خلق حالة من الإحباط وفقدان الثقة لدى السكان الذين عبروا بمرارة عن خيبة أملهم بعبارة “لا حياة لمن تنادي”.
من جهته، النائب بالمجلس الشعبي الوطني ربحي أحمد تدخل في هذا الملف ووجه سؤالا كتابيا إلى وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية حول وضعية الشبكات في قيقاب وفي ردها، أكدت الوزارة أن المنطقة تتوفر على تغطية عبر خمس عشرة محطة قاعدية موزعة بين متعاملي الهاتف النقال، كما أشارت أيضا إلى أن بلدية توسنينة مدرجة ضمن البرنامج الجديد للخدمة الشاملة الذي يهدف إلى تمكين المناطق الصغيرة من خدمات الاتصالات، حيث ستستفيد منطقة عين غزال من هذا البرنامج.
لكن هذا الرد الرسمي لا يعكس بالضرورة واقع السكان الذين يؤكدون عكس ما جاء في المراسلات الرسمية، وبين ما تصرح به السلطات وما يعيشه المواطنون يوميا تبقى الفجوة قائمة، لتجعل من قيقاب مثالا صارخا على ما يسمى مناطق الظل.
إن قضية قيقابتجاوز بعدها التقني لتلامس جوهر التنمية والحقوق الأساسية، فالعزلة الرقمية تعني عزلة اجتماعية واقتصادية وتعليمية، وتطرح بإلحاح سؤالا عن جدية الجهود المبذولة لضمان استفادة كل المواطنين من التطور التكنولوجي،ويبقى الأمل قائما لدى سكان المنطقة في أن تجد أصواتهم طريقها إلى مسامع السلطات، وأن يتحول حلمهم البسيط بالاتصال إلى حقيقة تنهي عزلة فرضت عليهم لسنوات.
للإشارة انه تم إجتماع أعيان أهل توسنينة وشيخ الزاوية البوشاربية الرحمانية بتوسنينة و اعضاء المجلس الشعبي البلدي و الولائي اول امس الجمعة ، وذلك من اجل تعيين اليوم الذي سيقام فيه وعدة سيدي خالد بتوسنينة و حدد ذلك بتاريخ 18 سبتمبر الخميس و الجمعة صباحا بتوسنينة