صيفيات

سجينات فقر…يحررهن المال

فتيات في عمر الزهور يتزوجن بالشيوخ

مخلفات العصر عديدة سلبيات لا حصر لها وقيم اندثرت مع التحولات الاجتماعية بضغوطها وتعقيداتها ناهيك عن سوء التفكير والاختيار جعل العالم مثل غابة كبيرة يحكمها الأقوى، من تتجرد لديه الأحاسيس خلال فترة ماضيه كان الكل يتحدث عن أسس صحيحة ومتينة لبناء المجتمع، أما الآن فالجديد تحول إلى أرقام لتصبح مجرد وسائل مستقرة. فتيات اخترن الزواج لمن هم أكبر سنا منهن، هن في عمر الزهور لكن فضلن شيوخا في عمر الخريف، لا لشيء إلا لوجود المال الذي تحول المعادلة الصعبة في هذا الزواد، الشيء الذي طغى على الكل لتتحوّل هذه الرابطة المقدسة إلى بزنسة على المزاد علانية يقبلها الشيخ الثري لن يخسر شيئا وتقبلها الفتاة لأنها ستنال كل ما تريده ولو إلى بعد حين، إنها تحبه لما له ويحبها لشبابها وتؤكد مقولة أنها إذا ملكته تتحول إلى مفاتيح كنوزه. صورة أصبحت تتكرر والبحث مستمر والسباق بين من تنال الأغنى، ولكن لماذا هذا التحول في اختيار الرجل أو النصف الآخر؟ من الشاب الوسيم إلى الشيخ الهرم؟ من الحب كقيمة شعورية إلى المال كقيمة مادية؟ هل هي التحولات الاجتماعية أم التربية التي نشأت عليها الفتاة؟ هل لعنصر فقر عائلة الفتاة أو لتغير الذهنيات والعقليات؟ هل هي مغامرة الشيوخ الأثرياء ورحلة البحث عن الشباب الضائع في علاقة مع فتاة إما في سن ابنته أو بالأحرى حفيدته أم أن واقع اليوم اختلت فيه كل القيم والموازين؟
تزوجت لأنقذ نفسي وعائلتي من الفقر
فتيات في عمر الزنابق يقعن في أحضان الشيوخ أرصدتهم في البنوك أسالت لعابهن قبل أن يدق قلوبهن دون البحث عن خلفيات من هؤلاء الشيوخ ودون مجرد التفكير فيما قد يحصل لهن بعد ذلك أو ما سيسببنه في تحطيم عائلات بأكملها، تقول نسيمة في سن العشرين أنها تزوجت بشيخ تجاوز السبعين لأنه يملك من المال والعقارات ما سيجعلها أميرة في قصر مليء بالخدم والحشم واستطردت قائلة:” سيموت يوما ما حتما ولكني سأرث ما ضحيت من أجله شبابي وجمالي وبعدها سأتزوج بمن أريد ومتى أشاء، أما عن أولاده فلهم حقهم من الميراث ولن أخسر شيئا لأنني سأكون محط أنظار كل الرجال ولأني ذات جمال ومال”..لكن ما الذي أوصلها إلى هذا الحال؟، تضيف قائلة:” أنا من عائلة فقيرة بسيطة جدا وبعد تفكير طويل قررت الزواج بشيخ غني حتى أنفذ نفسي وعائلتي من الفقر، والحمد لله، تزوجت منذ عامين ولازلت أخدم زوجي لكنني لا أحبه أقوم بواجبي نحوه كزوجة فقط”.
إخترته لماله ولا أحبه ولم لون أخونه أبدا
نسرين، اختارت إراديا زوجا قاب قوسين من العقد الثامن وهي في الثلاثين، فضلت المال والسيارات الفاخرة والفيلا الكبيرة والسفر إلى الخارج عن الحب والتوافق في العمر، اختار لها والدها هذا الزوج لاعتبارات مادية فوافقت دون قيد أو شرط وقالت:” إنني أرى السعادة في عيون أخواتها ووالديها نتيجة هذا الزواج الذي عاد بالفائدة عليهم خاصة تحسن أوضاعهم من أسوأ إلى أحسن. وأكدت قائلة: رغم أنني لا أحبه ولا يمنحني كل الحقوق كزوجة بل كامرأة بكل ما أملكه من أنوثة متفتحة إلا أنني أمام الله لم ولن أخونه مثل الكثير من النساء اللواتي يخن أزواجهم لأتفه الأسباب”.
حالات أخرى تعددت أسبابها لكن غايتها واحدة، تجرأن بقرارهن وتزوجن وتحدين كل ما سيقوله المجتمع في حقهن، المهم أن يعشن أسعد نساء في الكون نكاية في الفقر ونظرة الناس واستصغارهم لهن ونكاية في الحب الذي لم يأت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى