استطاع روبوت الدردشة “كلود”، الذي طورته شركة “أنثروبيك”، أن يلفت الأنظار في أوساط خبراء التكنولوجيا بفضل قدرته على تقديم استجابات ذكية وتعاطفية في الوقت ذاته. يُستخدم “كلود” في تقديم النصائح المهنية والصحية، وأحياناً للدعم النفسي، مما جعله خياراً مفضلاً للعديد من المستخدمين الذين يعتمدون عليه يومياً في اتخاذ قراراتهم.
رغم أنه أقل شهرة من روبوت “تشات جي بي تي”، يتميز “كلود” بقدرته على التفاعل بطريقة أقرب إلى البشر، حيث يُظهر مستوى عالياً من الإبداع والانفتاح، ما أكسبه ثقة المستخدمين، خاصة في الأوساط التكنولوجية. ويعود ذلك إلى عملية تدريب متقدمة تُعرف بـ”تدريب الشخصية”، والتي تهدف إلى تعزيز قدراته على تقديم استجابات متوازنة ومحفزة للتفكير.
ورغم نجاحه في كسب إعجاب المستخدمين، يفتقر “كلود” إلى ميزات أساسية موجودة في منافسيه، مثل إنشاء الصور أو إجراء عمليات البحث عبر الإنترنت، مما يجعله أقل جاذبية لدى بعض الفئات. ومع ذلك، يبرز “كلود” بتفاعله الواقعي الذي يركز على جودة التواصل وعمق الأفكار.
ويثير تزايد الاعتماد على “كلود” تساؤلات حول تأثير هذه الروبوتات على العلاقات الإنسانية، لا سيما بين الشباب والفئات الأكثر عرضة للمشاكل النفسية. وبينما يعتبره البعض دعماً إيجابياً، يخشى آخرون من أن يحل محل التفاعل الإنساني الطبيعي.
“كلود” يمثل خطوة جديدة ومثيرة في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث يقدم نموذجاً مختلفاً للروبوتات الذكية القادرة على دمج الابتكار بالحس الإنساني
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله