تكنولوجيا

رهانات.. تحوّلات واستثمارت في الأفق

رقمنة أنظمة الكهرباء في الجزائر

إنّ رقمنة أنظمة الكهرباء في الجزائر تدخل ضمن الإستراتيجية التي سطّرها مجمع سونلغاز وتهدف بالأساس للإسهام بصورة كبيرة في تحسين أداء الشبكة الكهربائية في الجزائر، بل وأيضا تأهيلها لمستوى طموحات المخطط الوطني الواسع للانتقال إلى الطاقة النظيفة والوصول إلى عالم الحياد الكربوني بحلول 2050، ناهيك عن دور التقنيات الرقمية في تعزيز أمن الطاقة بالأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، التي تعاني من فجوات تمويلية.

وعليه فإنّ الجزائر تراهن على إدخال التقنيات الرقمية في أنظمة الكهرباء بصورة كبيرة، وتعزيز قدرتها على دمج مصادر الطاقة النظيفة المتقلبة بنجاح، لكن في الوقت الراهن أمام نقص الاستثمار في هذه الشبكات يمكن أن يبطئ خطط تحول الطاقة ويزيد التكاليف خاصة ما تعلّق بالاقتصادات الناشئة والنامية.

 رقمنة أنظمة الكهرباء بتوفير الملايين من الدولارات

بحيث يمكنُ بعد رقمنة أنظمة الكهرباء توفير الملايين من الدولارات حتى عام 2050، من باب إطالة عمر الشبكات ومساعدتها في دمج مصادر الطاقة المتجددة وتقليل انقطاع الإمداد. تخوض الجزائر رهانا كبيرا في رقمنة أنظمة الكهرباء من أجل ترقية البنية التحتية للشبكة وإضفاء الطابع الرقمي عليها، ولكن في حال ضعف تبنّي رقمنة أنظمة الكهربائية فأنّه سيؤدّي حتما إلى انخفاض الإنتاج وخسارة المبيعات، إلى جانب زيادة النفقات المهدرة على التوليد الاحتياطي؛ ومن ثم زيادة التكاليف ووضع أهداف صافي الانبعاثات في خطر.  فالجزائر تُعتبرُ الطلب على الكهرباء الأسرع نموًا بين قطاعات الاستهلاك للطاقة، وعليه فإنّ الجزائر تدركُ مُسبقا ما مدى استمرار هذا الطلب في الارتفاع على مدار الـ 25 عامًا المقبلة والتحدّيات التي يجبُ مُواجهتها

 علاقة رقمنة أنظمة الكهرباء بمُضاعفة الإستثمارات

وحسب تقارير الخُبراء في الجزائر، فإنّ ارتفاع الطلب على الكهرباء سيتضاعف مُستقبلا بحلول 2030، أي ما يُعادل 3 أضعاف الطلب الحالي لأنّ سنة 2024 ستكون إقتصادية بامتياز كما أكّدته رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في عدّة مناسبات، ولا بدّ من إلى الاهتمام أكثر بشبكات الكهرباء حتى لا تُعاني من ضعف القدرة على مواجهة التحديات، وهذا ما حدث عكسيّا في عدة دول مما أدى إلى انهيارات إقتصادياتها. كما أنّ التركيز على الطاقات المُتجدّدة مثل التركيز على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتغيرة تعدّث أيضا رهانا آخر يجب خوضه، ناهيك عن خطط تخزين الكهرباء، كمناهج أكثر تطورًا في عمليات التوليد، خاصة في أثناء الذروة لإحداث عملية التوازن بين العرض والطلب، وهذا ما حدث في الجزائر خلال الصائفة الماضية، ولولا الإحتياطات التي اتخذتها الحكومة في هذا المجال، لعاشت الجزائر فترة عصيبة، ومع ذلك كانت مخاوف تتزايد في السنوات الماضية لحظة انقطاع التيار الكهربائي أكثر من غيرها بسبب تقادم الشبكات وضعف تحديثها، وهذا فعلا ما أثّر سلبيّا في البنية التحتية المهمة لإمدادات المياه والغذاء والوصول إلى المساعدات الطبية والاتصالات السلكية واللاسلكية والتنقل، مع تداعيات خطيرة على صحة الإنسان ورفاهيته. يؤكد الخبراء أيضا، أنّهً رغم أهمية رقمنة أنظمة الكهرباء، فإن الاستثمار الحالي في التقنيات الرقمية بالشبكات في الجزائر يسير بخطى ثابتة وأكيدة، وهذا ما ما تُحاولُ الحكومة مُضاعفة الاستثمار السنوي في رقمنة أنظمة الكهرباء والشبكات سنويا حتى حلول 2030 عماّ هو عليه حاليا.

رامـي الـحـاج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى