تكنولوجيا

رسائل إلكترونية خطيرة… لا تنخدع بالواجهة البريئة

في زحام رسائل البريد الإلكتروني التي تردنا يوميًا، قد يمر أمامنا ما يبدو لأول وهلة مجرد إشعار أو طلب بسيط، لكنه في حقيقته فخ رقمي محكم.

بات الاحتيال الإلكتروني اليوم أكثر خطورة من أي وقت مضى، ليس لأنه جديد، بل لأنه تطوّر وتخفى وراء أقنعة مألوفة، يطرق باب صندوقك الوارد ببراءة زائفة، وينتظر منك فقط لحظة تسرّع واحدة لينقض على بياناتك أو مالك أو جهازك.

 

احذر.. ليس كل من يراسلك صديقا

من أكثر الحيل شيوعًا، تلك التي تأتيك من عنوان بريدي يبدو مألوفًا: صديق، قريب، زميل عمل. يُخبرك أنه في ورطة ويحتاج إلى مساعدة عاجلة، أو يطلب مبلغًا صغيرًا يسدده لاحقًا. بعض هذه الرسائل تكون مصاغة بلغة شخصية، ما يوهمك بأن صاحبها حقيقي. لكن الحقيقة أنك تتحدث إلى محتال محترف استغل ثغرة صغيرة في حساب صديقك أو خلق هوية مشابهة لخداعك. لا تستجب، ولا تحوّل أي مبلغ قبل أن تتواصل مع الشخص الحقيقي بوسيلة أخرى لتتحقق.

 

الهيئات الرسمية لا تراسلك بهذه الطريقة

يستغل المحتالون هيبة المؤسسات الحكومية لترويج رسائل احتيالية تحمل عناوين رسمية وشعارات مأخوذة من مواقع حقيقية. يدّعون وجود تحديث ضريبي أو تغيير قانوني، ويطلبون منك النقر على رابط للاطلاع على التفاصيل. تلك الروابط تقودك إلى مواقع مزيفة تسجّل بياناتك في الخلفية أو تُحمّل برمجيات خبيثة على جهازك. تذكّر: الهيئات الرسمية لا تطلب منك إجراءً فوريًا عبر البريد، ولا تُرسل روابط مجهولة بهذا الشكل.

 

لا يوجد شيء مجاني تماما

هل وصلتك رسالة تخبرك بأنك ربحت رحلة مجانية أو قسيمة تسوّق قيّمة؟ هل شعرت بالحماس والرغبة في الضغط على الرابط لاسترداد جائزتك؟ توقّف فورًا. هذا النوع من الرسائل يعتمد على طمع طبيعي لدى الإنسان، ويُصاغ بأسلوب جذّاب يستدرجك بخطوة أولى صغيرة: “أدخل بريدك” أو “أكد عنوانك”. بمجرد قيامك بذلك، تكون قد منحت المحتال مفتاح الدخول إلى بياناتك أو جهازك. لا تثق بأي عرض لا تعرف مصدره، وتذكر أن المكافآت الحقيقية لا تهبط من السماء دون سبب.

 

ذعر مزيف

رسائل كثيرة تبدأ بجملة مخيفة: “تم اكتشاف محاولة اختراق لحسابك”، أو “هناك فيروس في جهازك”، وتُطالبك باتخاذ إجراء سريع مثل تغيير كلمة المرور أو تحميل أداة حماية. الخوف قد يدفعك إلى التصرف باندفاع، لكن هذه هي النقطة التي ينتظرها المحتال. عبر هذا السيناريو، تحصل الجهة المهاجمة على كلمات السر أو تقوم بتثبيت برامج تجسس على جهازك. في هذه الحالات، لا تتبع الرابط المرسل، بل ادخل إلى الحساب مباشرة من متصفحك وتحقق بنفسك من وجود أي نشاط مشبوه.

 

رسائل توهمك بمشكلة في حسابك

ينتحل بعض المحتالين هوية شركات شهيرة مثل مزودي خدمات البريد أو الحسابات السحابية، ويرسلون إشعارات مزيفة حول انتهاء كلمة السر أو وجود خلل في الفواتير. ومع تصميم مقلّد ببراعة لواجهة الموقع الأصلي، يُطلب منك إدخال بيانات الدخول، وهنا تبدأ الكارثة. لا تُدخل بياناتك أبدًا عبر رابط مشبوه، حتى لو بدا مألوفًا. اذهب مباشرة إلى الموقع الرسمي.

 

الحزمة التي لم تطلبها

تأتيك رسالة تخبرك أن طردًا ما ينتظرك أو أن هناك مشكلة في عنوان التسليم، وتطلب منك النقر لتأكيد البيانات. مثل هذه الرسائل تستغل الانتشار الواسع للتسوق عبر الإنترنت، وتُصمّم بأسماء شركات توصيل معروفة. الرابط قد يحتوي برمجيات خبيثة، وقد يؤدي إلى سرقة معلوماتك الشخصية. لا تنقر على شيء، ولا تدخل بياناتك إلا من خلال تطبيق أو موقع الشركة الرسمي.

 

هل رئيسك فعلا من أرسل الرسالة؟

أكثر الحيل دقة وخطورة تلك التي تُعرف باسم “احتيال المدير”، حيث تتلقى بريدًا من رئيسك في العمل ـ أو من ينتحل شخصيته ـ يطلب إجراء عاجلًا: تحويل مبلغ، إرسال معلومات حساسة، أو فتح ملف مشبوه. في لحظة توتر أو انشغال، قد تظن أن الطلب حقيقي. لكن المؤسسات الحذرة تعتمد دائمًا على بروتوكولات رسمية لأي طلب مالي أو إداري. لا تتجاوب، وتأكد من هوية المرسل بطرق أخرى قبل التصرف.

 

الخوف من الفضيحة

تصل رسالة تحمل عنوانًا صادمًا: “هل هذا أنت؟” مرفقة برابط لصورة أو فيديو. تلعب هذه الرسائل على وتر الفضول والذعر، وتوهمك بأن هناك شيئًا محرجًا نُشر عنك. الهدف أن تنقر فورًا على الرابط لتتحقق، وبهذا تمنح المخترق فرصة لزرع برمجيات خبيثة في جهازك. لا تنجرف وراء الخوف، واحذف الرسالة فورًا.

 

حماية نفسك.. مسؤولية لا تهاون فيها

في مواجهة هذا المد من الحيل الرقمية، عليك أن تتذكر أن الوقاية تبدأ منك. لا تثق بأي بريد إلكتروني مشكوك فيه، ولا تتفاعل مع روابط مجهولة، ولا تُفصح عن بياناتك لأي جهة قبل التأكد الكامل من هويتها. التهديد الإلكتروني لا يميز بين ضحية متمرّسة ومستخدم مبتدئ، بل يراهن دائمًا على لحظة غفلة واحدة. فكن حذرًا، لأن نقرة واحدة كفيلة بإدخالك في دوامة يصعب الخروج منها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى