
أنهى وزير التربية الوطنية الدكتور “سعداوي محمد الصغير”، مهام مدير التربية لولاية تيارت، “صالح بن دادة” وإحالته على التقاعد، وذلك حسب المرسوم التنفيذي المؤرخ في 14 جويلية والصادر في العدد 44 والأخير من الجريدة الرسمية.
أحيل مدير التربية لولاية تيارت، “بن دادة صالح”، على التقاعد يوم 2 جويلية 2025، بعد 21 شهرا من توليه المنصب، في فترة طبعها الكثير من الاضطرابات الإدارية والتربوية. ورغم تداول خبر إنهاء مهامه في الجريدة الرسمية بتاريخ 17 جويلية، إلا أن مغادرته لم تثر الكثير من الاهتمام في الأوساط التربوية، نظرًا لما طبع فترته من تراجع في المؤشرات وتفاقم للاختلالات.
عرفت فترة تسيير المدير المنتهية مهامه، شغورا مطولا في مناصب حساسة على مستوى المديرية، أبرزها منصب الأمين العام التي تداول عليها 03 و04 رؤساء مصلحة المستخدمين (التي تطرقت جريدة البديل إلى الموضوع في 2024)، حيث بقيت هذه المناصب دون شغل فعلي لأكثر من سنتين، ما أدى إلى تعطيل عدد كبير من الملفات الإدارية الخاصة بالموظفين، وتسبب في حالة من التذمر والارتباك داخل الوسط التربوي.
وقد كان هذا الغياب الوظيفي، أحد أبرز العوامل التي ساهمت في تكريس البيروقراطية، وتعطيل معالجة قضايا حساسة تتعلق بالتسيير البشري والإداري. كما أن هجرة إطارات المديرية التي لها الأحقية في مناصب عليا بالمديرية تمركز في إدارات خارج المديرية.
وعلى مستوى النتائج التربوية، تراجعت نسبة النجاح في شهادة التعليم المتوسط من 56.26 بالمائة في دورة 2024 إلى 47.13 بالمائة في دورة 2025، ما يعكس تراجعًا واضحًا في الأداء البيداغوجي، أما شهادة البكالوريا فقد سجلت الولاية نسبة 59.04 بالمائة سنة 2024، وهي نسبة لم تشفع لتجربة تسييرية افتقرت إلى الرؤية الإصلاحية والتخطيط الاستراتيجي.
في نظر عدد من الفاعلين في القطاع، فإن مغادرة المدير المنتهية مهامه رغم رمزيتها، لا تمثل بالضرورة تحولا في مسار تسيير مديرية التربية، ما لم ترافقها تغييرات جذرية في بنيتها الإدارية وطريقة اتخاذ القرار. فالمشكل كما يرى البعض، ليس في الشخص، بل في منظومة تسيير تحتاج إلى مراجعة شاملة، وهيكل إداري فعّال، وقاعدة تواصل واضحة مع مختلف الفاعلين في القطاع.
بالتالي، فإن المرحلة المقبلة تستدعي تعيين مسؤول يملك إرادة التغيير، قادر على استعادة الثقة، وفتح ملفات الإصلاح بروح مسؤولية، لا مجرد الاكتفاء بالتسيير الإداري الروتيني.
ج.غزالي