
بادرت إدارة الحظيرة الوطنية بلزمة بباتنة إلى تنظيم رحلة موجهة لفائدة عشاق الطبيعة تزامنت مع فتح مسلك جديد يمتد على مسافة 14،1 كلم انطلاقا من منطقة “ثنية القنطس” مرورا بالبيت الخشبي بتيشاو وصولا إلى قرية تادخت ونافلة بإقليم بلدية حيدوسة وذلك بمشاركة أجانب مقيمين بالجزائر من فرنسا وتشاد ومالي أغلبهم طلبة جامعيين.
وكشف المسلك الذي يقطع جزءا من الحظيرة بهذه البلدية الجبلية والسياحية بامتياز عن مناظر طبيعية تحبس الأنفاس تمتد فيها أشجار الأرز الأطلسي المعمرة والشامخة على مد البصر في تناغم كبير مع المرتفعات والمنحدرات الجبلية لتجعل من المشهد لوحة فنية تعجز ريشة الفنان عن محاكاتها. وأكد مدير هذه المحمية الطبيعية، محمد لمين دهيمي لأن هذه المنطقة التي تقع بقلب الحظيرة الوطنية بلزمة أو ما يسمى بالمنطقة المركزية لم تكن قبل اليوم مفتوحة أمام الزوار وذلك بغرض حماية الأصناف النباتية والحيوانية الهامة التي توجد بها والمحافظة عليها. وأضاف المتحدث أن المسلك الجديد جاء ليضاف إلى المسالك الـ 14 التي تتوفر عليها الحظيرة بقطاعاتها الثلاثة وهو مخصص فقط للزيارات الموجهة من طرف الوكالات السياحية لتنظم مسارات عبره وذلك بعد التنسيق مع كل من مديرية السياحة والصناعة التقليدية والحظيرة الوطنية بلزمة وبمرافقة إطارات المحمية. وتدخل هذه العملية التي جاءت وفق المصدر إحياء لليوم العالمي للسياحة المصادف لـ 27 سبتمبر من كل سنة في إطار تشجيع وترقية السياحة الجبلية المنظمة والترويج للمقومات التي تزخر بها الحظيرة الوطنية بلزمة التي تتربع على 26.250 هكتارا عبر بلديات باتنة وفسديس وجرمة وسريانة ووادي الماء ومروانة وحيدوسة.
متعة المشي في أحضان أشجار الأرز الأطلسي
كانت المتعة كبيرة بالنسبة للمشاركين في الجولة السياحية ومنهم عدد من الصحفيين وناشطين ضمن جمعيات ذات طابع سياحي وثقافي وهواة للمشي في الطبيعة وهم يتجولون بين أحضان أشجار الأرز الأطلسي رغم مشقة التعب والمشي على الأقدام لمسافة تزيد عن 14 كلم عبر مسار لا يخلو من المرتفعات والمنحدرات. وقد عبر الطالبان بكلية علوم الطبيعة والحياة بجامعة باتنة 2 أحمد محمود من تشاد وأمادو دوا مالي عن انبهارهما بجمال الطبيعة الخلابة وأشجار الأرز الأطلسي التي امتدت على طول المسلك مشكلة غابة كثيفة لتظهر بتفاصيلها عند الوقوف أمام طاولة التوجيه بثنية القنطس على علو 1.780 مترا عن مستوى سطح البحر. أما باقي المشاركين في الجولة السياحية الذين تفرقوا عبر مجموعات في المسلك، فكانوا يلتقطون الصور تارة وأخرى يستمعون لإطارات الحظيرة وهم يقدمون شروحات عن كل محطة من الجولة التي تم تنظيمها من طرف مديرية السياحة والصناعة التقليدية بالتنسيق مع كل من الحظيرة الوطنية بلزمة وبلدية حيدوسة وبعض الوكالات السياحة الناشطة بالولاية. وسيسمح المسار الجديد حسب الشروحات التي قدمت بعين المكان للزوار من عشاق الطبيعة الذين تجلبهم الوكالات السياحية لهذا المكان عبر زيارات موجهة من اكتشاف مناطق جبلية تزخر بعدة أصناف نباتية كأشجار الأرز الأطلسي والبلوط الأخضر وأيضا قيقب مونبلييه وأخرى حيوانية على غرار الضبع المخطط والذئب والذئب الإفريقي والثعلب وبعض أنواع الجوارح. ويضم المسار 3 محطات رئيسية الأولى طاولة التوجيه بمنطقة “ثنية القنطس” التي أنشئت لمعرفة أسماء وعلو وكذا بعض ما تتوفر عليه الجبال المحيطة بهذه الجهة بتسميات دقيقة باللغتين العربية والفرنسية ثم البيت الخشبي بتيشاو على علو 1900 متر عن مستوى سطح البحر، الذي يعود تاريخ إنجازه إلى بداية التسعينيات لفائدة الباحثين والطلبة لإجراء أبحاث ميدانية ثم قرية تادخت إلى غاية فنافلة بحيدوسة.
ق.ج