يتواصل البحث العلمي وتتسابق الشركات التكنولوجية في ابتكار أفضل الروبوتات لمساعدة البشر على تجاوز مشاكلهم وتأدية واجباتهم وتنفيذ أعمالهم بأسهل الطرق وفي أقصر مدة ممكنة.
وفي هذا الإطار، تشهد البيئة البحرية اهتماما كبيرا من طرف علماء وخبراء الذكاء الاصطناعي، الذين أنشأوا عدة ربوتات مهمتها نقل المعطيات داخل المحيطات وقاع البحر، على غرار “سمكة الطاقة”، وهي عبارة عن محطة صغيرة لتوليد الطاقة النظيفة من الأنهار، يحرك تدفق النهر دوارا يولد الكهرباء، حيث سمكة طاقة واحدة يمكنها توليد 15 ميغاواط/ساعة سنويا، ما يكفي لتزويد 5 منازل سنويا.
وكذلك روبوت “وايست شارك” يبتلع النفايات البلاستيكية العائمة في نهر التيمز في لندن، وقادر على إزالة 23 ألف زجاجة بلاستيكية يوميا، إلى جانب روبوت “بيل” الذي تم تطويره في معهد التكنولوجيا بزيوريخ، وهو روبوت مصمم للاندماج في النظام البيئي البحري ويتنقل عبر المحيطات بصح المياه إلى الداخل والخارج بشكل دوري، تصميمه يضمن التأقلم مع البيئة البحرية أثناء جمعه لعينات من الحمص النووي البيئي ومقاطع فيديو عالية الدقة، وهي بيانات ضرورية لدراسة صحة الشعاب المرجانية المتضررة من الصيد المفرط والتلوث تتغير المناخ.
بيد أنه في المقابل، بحذر بعض الخبراء من الاستغلال غير القانوني لهذه الروبوتات من طرف مستعمليها، لينفذوا بها مهام غير تلك المطلوبة منهم ظاهرا، بل يستخدمونها في عمليات تجسس على دول وغواصات وأجهزة نستعملها دول لهدمتها بقات المحيطات والبحار، لاسيما وأن المرحلة الحالية نشهد تطورا في الحروب، فهي لم تعد بالسلاح التقليدي بل تعدته إلى السلاح الرقمي، الذي يعتمد على التكنولوجيا الرقمية، وما حدث بلبنان يوم الثلاثاء الماضي خلال تفجير “بيجر”، مثال صادق عن حرب التكنولوجيا.