
أنهى رئيس جمهورية زيمبابوي، السيد “إيمرسون منانغاغوا”، أمس الأحد زيارة رسمية إلى الجزائر دامت يومين، وكان في توديع رئيس جمهورية زيمبابوي بمطار “هواري بومدين” الدولي، رئيس مجلس الأمة، السيد “عزوز ناصري”.
حيث قام رئيس جمهورية زيمبابوي، أمس بزيارة إلى مقر مجمع “صيدال” بالحراش (الجزائر العاصمة)، وذلك في ثاني يوم من زيارته الرسمية إلى الجزائر، حيث كان مرفوقا في هذه الزيارة بوزير الصناعة الصيدلانية، السيد “وسيم قويدري” ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، السيد “كمال بداري”. وبالمناسبة، وقف الرئيس الزيمبابوي على خطوط الإنتاج بالوحدة المتخصصة في تصنيع الأدوية الجنيسة لمجمع “صيدال”، والتي تنتج 30 منتوجا وأدوية خاصة مضادة للأورام السرطانية.
كما تلقى ضيف الجزائر شروحات حول الكبسولات الموجهة لمرضى السكري والفشل الكلوي والحساسية، والتي تلبي احتياجات السوق الوطنية. وبالمناسبة، أبدى الرئيس الزيمبابوي إعجابه بالصناعة الصيدلانية بالجزائر.
وفي سياق متصل، أشرف رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون”، أول أمس بمقر رئاسة الجمهورية، رفقة نظيره الزيمبابوي، على مراسم التوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم تشمل العديد من مجالات التعاون الثنائي. وتشمل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها عقب المحادثات الثنائية التي جمعت الرئيسين، اتفاقا بين غرفتي التجارة والصناعة للبلدين ومذكرة تفاهم بين الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار ووكالة الاستثمار والتنمية الزيمبابوية. كما تم أيضا التوقيع على اتفاق في مجال التكوين المهني والتعليم التقني واتفاق آخر في مجال التعليم العالي والبحث العلمي. وبالمناسبة ذاتها، تم التوقيع كذلك على اتفاق ثنائي يخص قطاع السياحة، ومذكرة تفاهم في مجال الأرشيف، مع التوقيع على المحضر النهائي للدورة الرابعة للجنة المشتركة للتعاون الجزائرية – الزيمبابوية.
الرئيس “ايمرسون منانغاغوا”: “الجزائر بلد صديق تجمعنا به علاقات قوية ومتجذرة”
أكد رئيس جمهورية زيمبابوي، السيد “ايمرسون منانغاغوا”، في تصريح صحفي مع رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون”، عقب المحادثات الثنائية التي جمعتهما بمقر رئاسة الجمهورية، أول أمس، أن الجزائر بلد صديق تجمعه مع بلاده علاقات قوية ومتجذرة في التضامن والكفاح ضد الاستعمار، وثمّن مساهمة الجزائر في نيل بلاده للاستقلال، مضيفا بالقول: “نشكر الشعب الجزائري العظيم على هذا الدعم وهذه الزيارة مناسبة لتعزيز علاقاتنا”، كما جدد تأكيده على “الطابع الثوري” للعلاقات الثنائية بين البلدين “القوية والمتجذرة والنابعة من روح التضامن والكفاح المستمر ضد الاستعمار والامبريالية”.
وفي سياق متصل، سجل الرئيس الزيمبابوي تضامن بلاده “الثابت الذي لا يلين” مع الشعب الصحراوي، في نضاله العادل من أجل تقرير المصير، معبرا أيضا عن “دعمه للحوار الهادف إلى إنهاء الصراع في فلسطين وتحمل المسؤولية تجاه الوضع المؤلم الذي يعيشه سكان غزة”.
كما وجه شكره للجزائر على “كرمها الذي عبرت عنه من خلال بنائها لمدرسة ببلاده، علاوة على إرسالها 15 ألف طن من الأسمدة لمساعدتها على التخفيف من آثار الجفاف الذي تسببت فيه ظاهرة (النينيو) خلال سنة 2024″، وهو ما “قوبل بترحاب كبير من قبل الشعب الزيمبابوي”.
واستطرد الرئيس الزمبابوي قائلا:” إنه في ظل الديناميكية الجيوسياسية وتطور التجارة والتقدم التكنولوجي، فإن زيمبابوي بحاجة إلى التعاون والشراكة مع دول تتقاسم معها نفس الروح والطموح”. وعليه، فإن هذه الزيارة ستتيح للبلدين تجسيد إرادتهما المشتركة في العمل على إصلاح النظام الدولي، والمساهمة في وضع حد لانتشار الأسلحة والنزاعات، فضلا عن محاربة الإرهاب.
الرئيس “عبد المجيد تبون”: “توافق تام في المواقف بين الجزائر وزيمبابوي”
من جهته، رحب رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون”، عقب المحادثات التي جمعتهما بمقر رئاسة الجمهورية، بالرئيس الزمبابوي والوفد المرافق له، قائلا:” نجدد الترحيب بكم وبالوفد المرافق لكم، نحن نتقاسم الاعتزاز والإرث في النضال الإفريقي التحرري، حيث عملنا على أن يكون دافعا نحو تعزيز علاقاتنا التاريخية”، معتبرا هذه الزيارة “تعبيرا عن الإرادة السياسية المشتركة لتطوير هذه العلاقات التي تتجسد في مخرجات الدورة الرابعة للجنة المشتركة الجزائرية -الزيمبابوية بالتوقيع على اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم في مجالات حيوية”.
كما أكد رئيس الجمهورية، عن وجود توافق تام بين الجزائر وزيمبابوي في المواقف تجاه القضايا التقليمية والدولية، لا سيما فيما يتعلق بضرورة تدعيم الحلول السلمية للنزاعات في إفريقيا واحترام سيادة الدول ورفض التدخلات الأجنبية. مشيرا في السياق ذاته، بأنّ هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الجديدة الموقعة بين البلدين، تعتبر “خطوة ثمينة تعزز التعاون الثنائي والأطر القانونية التي ستسمح ببناء الشراكة التي نطمح إليها معا”.
وعليه، استطرد قائلا: “اتفقنا على إنشاء مجلس أعمال مشترك وتشجيع المتعاملين الاقتصاديين على استكشاف فرص الاستثمار في البلدين، وأود أن أدعوكم للمشاركة في الطبعة القادمة لمعرض التجارة الإفريقية البينية في سبتمبر القادم بالجزائر”. مؤكدا في السياق ذاته، بأن المحادثات التي جمعته مع نظيره الزيمبابوي مكنت الجانبين من “تبادل وجهات النظر حول ملفات وقضايا إقليمية ودولية، حيث سجلنا خلالها توافقا تاما في المواقف، خاصة ما تعلق بدعم الحلول السلمية للنزاعات في إفريقيا وضرورة احترام سيادة الدول ورفض التدخلات الأجنبية وتفضيل الحلول الإفريقية لمشاكل إفريقيا”.
وقال رئيس الجمهورية في معرض حديثه، بعد تبادل الرؤى والأفكار حول الأوضاع الراهنة في مناطق عديدة، وبالخصوص العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة،” جددنا إدانتنا واستنكارنا للجرائم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق… أكدنا دعمنا لحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة”، إلى جانب التأكيد على مساندة قضية الشعب الصحراوي العادلة باعتبارها قضية تصفية الاستعمار كآخر مستعمرة في إفريقيا، حيث قال: “جددنا دعم مساعي الأمم المتحدة من أجل تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره”، يقول رئيس الجمهورية.
كما اغتنم رئيس الجمهورية، بصفته منسقا للاتحاد الإفريقي في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، هذه المناسبة للتأكيد على “التزام الجزائر على مواصلة دورها المعزز لجهود الاتحاد الافريقي لاستتباب السلم والأمن في مساعيه لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية”. كما أعرب أيضا عن ارتياحه للزيارة التي يقوم بها الرئيس الزيمبابوي إلى الجزائر، متقدما بشكره على الدعوة التي وجهها له لزيارة زيمبابوي، مؤكدا في هذا السياق حرصه على القيام بها والالتقاء مجددا معه في عاصمة زيمبابوي.
التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم للتعاون
أشرف رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون”، السبت الماضي، بمقر رئاسة الجمهورية، رفقة نظيره الزيمبابوي، السيد “ايمرسون منانغاغوا”، على مراسم التوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم تشمل العديد من مجالات التعاون الثنائي.
وتشمل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها عقب المحادثات الثنائية التي جمعت الرئيسين، اتفاقا بين غرفتي التجارة والصناعة للبلدين ومذكرة تفاهم بين الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار ووكالة الاستثمار والتنمية الزيمبابوية. كما تم أيضا التوقيع على اتفاق في مجال التكوين المهني والتعليم التقني واتفاق آخر في مجال التعليم العالي والبحث العلمي. وبالمناسبة ذاتها، تم التوقيع كذلك على اتفاق ثنائي يخص قطاع السياحة، ومذكرة تفاهم في مجال الأرشيف، مع التوقيع على المحضر النهائي للدورة الرابعة للجنة المشتركة للتعاون الجزائرية – الزيمبابوية.
العمل على إقامة شراكة اقتصادية متينة بين البلدين
أكد رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، السيد” كمال مولى”، عقب اللقاء الذي جمع ممثلين عن الجانبين، السبت الماضي بالجزائر العاصمة، أن العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وزيمبابوي “ينبغي أن ترقى إلى مستوى العلاقات السياسية المتينة التي تجمع البلدين”، وأن رجال الأعمال الجزائريين ونظرائهم من زيمبابوي اتفقوا على العمل على إقامة شراكة اقتصادية قوية بين البلدين، مشيرا في الوقت نفسه، إلى أنه تم التباحث حول “عدة مجالات تعاون، خصوصا في قطاعات الصناعة التحويلية الغذائية وصناعة الأدوية”.
وفي سياق متصل، كشف السيد” كمال مولى”، أن المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين تلقوا دعوة لزيارة زيمبابوي بهدف بحث فرص إقامة “شراكات حقيقية ومثمرة”. بدوره، أكد المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، السيد “عمر ركاش”، أن الوكالة سترافق المستثمرين الراغبين في استكشاف فرص بالخارج عبر توفير المعلومات والتسهيلات اللازمة، خاصة بعد توقيع اتفاقية تعاون مع وكالة ترقية الاستثمار في زيمبابوي لفتح آفاق الشراكة بين المتعاملين الاقتصاديين في البلدين.
في حين، صرح وزير المالية والتنمية الاقتصادية الزيمبابوي، السيد “ماتولي نكوبي”، بأن بلاده تسعى إلى “تعزيز الاستثمارات المتبادلة لتكون في مستوى العلاقات السياسية التي تربط البلدين”، مبرزا “حاجة بلاده إلى الاستفادة من الخبرات الجزائرية في مجال النفط والغاز”، خاصة – كما قال- وأن زيمبابوي “تتوفر على احتياطات من الغاز الطبيعي وغاز الميثان”.
من جهته، أكد السكرتير الدائم للشؤون الخارجية والتجارة الدولية الزيمبابوي، السيد “ألبرت تشيمبندي”، أمس السبت، جاهزية بلاده لتكون مركزا صناعيا ولوجستيا وتجاريا للشركات الجزائرية في إفريقيا، حيث رافع لتعميق وتوسيع مجالات التعاون وتنسيق الأولويات والمواقف، معتبرا اللجنة المشتركة للتعاون الجزائري الزيمبابوي “حجر الأساس في علاقات البلدين، إذ توفّر إطارا منظما للحوار والتعاون”. مؤكدا أيضا على ”امتنانه العميق للجزائر لدعمها المتواصل لبلاده”، داعيا بالمناسبة إلى الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية.
وكانت الجزائر العاصمة، شهدت بعد زوال أول أمس، بدء لقاء رجال الأعمال الجزائريين والزيمبابويين، حيث يترأس اللقاء رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، السيد “كمال مولى”، ووزير المالية وترويج الاستثمار الزيمبابوي، السيد “ماتولي نكوبي”.
يذكر أن اللقاء نظم بحضور وفد من رجال الأعمال الجزائريين برئاسة السيد “كمال مولى” ووفد زيمبابوي بقيادة وزير المالية وترويج الاستثمار، السيد “ماتولي نكوبي”، أما الجانب الجزائري الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، السيد “رشيد حشيشي”، بينما ضم الوفد الزيمبابوي وزيرة السياحة ووزير التعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا.
هشام رمزي