
غادر رئيس وزراء ووزير خارجية دولة فلسطين، “محمد مصطفى”، يوم الأحد، الأراضي الجزائرية عقب تأديته لزيارة إلى الجزائر، تم خلالها عقد لقاءات مع القادة الجزائريينن على رأسهم رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون”.
وكان الوزير الفلسطيني قد ثمن دعم الجزائر المستمر للقضية الفلسطينية وجهودها الكبيرة في الدفاع عن ملف العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة ومساعيها لإغاثة سكان قطاع غزة في ظل العدوان الصهيوني الغاشم. وفي تصريح للصحافة عقب استقباله من قبل رئيس الجمهورية، “عبد المجيد تبون”، بمقر رئاسة الجمهورية، قال “محمد مصطفى” أنه نقل إلى رئيس الجمهورية، شكر رئيس دولة فلسطين، “محمود عباس”، وكذا الشعب الفلسطيني للدعم المستمر الذي تقدمه الجزائر للقضية الفلسطينية. وأضاف أنه تقدم بالشكر الى رئيس الجمهورية نظير الجهد الخاص الذي تبذله الجزائر من خلال دبلوماسيتها وعضويتها في مجلس الأمن من أجل دعم حقوق الشعب الفلسطيني بشكل عام ودعم انضمام فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة”، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية أكد له استمرار هذا الدعم حتى تنال فلسطين عضويتها الكاملة واستقلالها التام. منوها بدعم الجزائر لـ “جهود الإغاثة في قطاع غزة الذي يعاني من حرب شعواء يشنها العدو الصهيوني”، مضيفا بالقول: “لقد شكرنا الرئيس على دعم الجزائر لمحاولات وقف إطلاق النار وجهود الإغاثة وأكد لنا أنه ستتم مضاعفة هذه الجهود إذا سمحت الظروف بذلك”. معربا عن أمله في “تسهيل عمليات الإغاثة حتى يتم إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل أكبر وأسرع، وذلك من أجل تخفيف وطأة الوضع غير الإنساني الذي يعاني منه أبناء الشعب الفلسطيني وبقائهم في وطنهم”. كما استغل رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، “محمد مصطفى” وجوده بالجزائر، ليبرز عمق العلاقات بين الجزائر وفلسطين وتميزها، مثمّناً دعم الجزائر المتواصل للقضية الفلسطينية.وأردف “محمد مصطفى” أن الفلسطينيين يعولون كثيراً على الجزائر ودورها خاصة بتواجدها في مجلس الأمن، كما نراهن على جهودها من أجل التوصل إلى إقامة الدولة الفلسطينية حرة مستقلة”، معرباً عن أمله في أنّ ما “ستقوم به الجزائر في المستقبل لصالح القضية الفلسطينية سيحقّق الانجاز الأكبر بتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة”، في ظل بذلها للجهود الرامية إلى تمكين دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والتي ستكون أيضا، محطة أخرى لصالح القضية الفلسطينية وليست الأخيرة. الوزير الفلسطيني” أكد أن بلاده لن تدخر جهدا للعمل على وقف إطلاق نار عاجل بقطاع غزة وتقديم المساعدات قبل بداية عملية إعادة إعمار القطاع الذي شهد دماراً كبيراً ونأمل أن تكلل الجهود التي ستقومون بها في المرحلة القادمة، بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء في العالم بالإنجاز النهائي في إقامة دولة فلسطينية مستقلة. كما تحدّث المسؤول الفلسطيني أيضاً عن وبخصوص الوضع بالأراضي الفلسطينية المحتلة، قال مصطفى إنّ الشعب الفلسطيني يمر بوضع عصيب تحت الاحتلال كما هو الحال في غزة، لكنه سيظل صامداً ولن يرحل وهو مصمّم على تحقيق الاستقلال والحرية.
وزير الخارجية، “أحمد عطاف”:
الجزائر ستظل مدافعة على القضية الفلسطينية
أكد “أحمد عطاف”، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أن الجزائر ستظل وفية لمبادئها الثابتة والراسخة بشأن القضية الفلسطينية، ويتبقى مدافعة عنها حتى تقيم دولتها المستقلة وعاصمتها القدس.
وخلال المحادثات التي جمعته برئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، “محمد مصطفى”، أضاف الوزير “عطاف” أنّ الأمر يتعلق بـ”الأولويات الظرفية التي تتمثل في وقف العدوان والتكفل بمخلفاته الكارثية إلى جانب الأولويات غير الظرفية التي تكمن في الحفاظ على مرتكزات ومقومات الدولة الفلسطينية وحشد المزيد من الدعم الدولي لصالحها”. مذكرا بما أكده رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة، من أنّ الجزائر تبقى رهن إشارة الفلسطينيين، وبأنها لن تألو جهداً في إسماع صوتهم وإعلاء مصالحهم داخل مجلس الأمن، وبأنها ستبقى تدافع عن القضية الفلسطينية بكل أمانة وإخلاص ووفاء. “عطاف” أعلن أن الرئيس “عبد المجيد تبون”، أسدى تعليمات صارمة بتكريس عضوية الجزائر بمجلس الأمن لنصرة القضية الفلسطينية، حتى نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا وحتى نساهم بما أمكن وأكثر في التخفيف من معاناة أهلنا في كافة ربوع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالخصوص في قطاع غزة. مشيرا إلى أن هذه الأولويات شكلت محور المحادثات الهامة التي جمعت مؤخراً بين الرئيس “عبد المجيد تبون” وأخيه الرئيس “محمود عباس” واللذين، كما قال، “عهدا إلينا بتعزيز التنسيق البيني والرفع من مستواه في أفق التحضير للمحطات والاستحقاقات المقبلة والوشيكة التي تخص القضية الفلسطينية على مستوى المنظمة الأممية بصفة عامة، وعلى مستوى مجلس الأمن على وجه الخصوص والتحديد”. مضيفا أن اجتماعه برئيس وزراء وزير خارجية فلسطين، يأتي تكريساً لهذه التعليمات الدقيقة ولهذه التوجيهات السامية والذي يتم بمشاركة المندوبين الدائمين لكل من الجزائر وفلسطين بمنظمة الأمم المتحدة، يكتسي أهمية بالغة بالنظر لما ينتظرنا من جهود ومساع دبلوماسية مشتركة في قادم الأيام والأسابيع والأشهر، خاصة وأنّ مجلس الأمن يتأهب لإعادة فتح ملف العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة”.
وشدّد على أنه “لا تزال جهودنا في هذه الهيئة الأممية المركزية تحظى بالتنسيق التام مع الأشقاء الفلسطينيين وبقية الأشقاء العرب، بل وكافة مجموعات انتماءاتنا الجيوسياسية، الافريقية منها والاسلامية، إلى جانب حركة عدم الانحياز”. وأكد “عطاف” أنّ زيارة المسؤول الفلسطيني تأتي في ظل تواصل العدوان الصهيوني الجائر والغاشم الذي يستهدف الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما في قطاع غزة”. وأكد عطاف أنّ هذا العدوان لم تعد تخفى على أحد في المجموعة الدولية طبيعته الإجرامية ومآربه الظاهرة والمبطنة، والتي تلتقي كلها في هدف واحد، ألا وهو تصفية القضية الفلسطينية وتقويض المشروع الوطني الأصيل والمتأصل اللصيق بها.
مشيرا إلى أنّ التصعيدات والاستفزازات التي يذكيها حالياً الاحتلال الصهيوني الاستيطاني في كل الاتجاهات وعلى العديد من الأصعدة، تنصب كلها في خانة صرف الأنظار عن القضية الفلسطينية و طمس الحقائق المتعلقة بها وإقصائها كليا من على سلم أولويات المجموعة الدولية.
مرحلة فارقة ومفصلية
سجّل “عطاف” أنّه “رغم خطورة الظرف الحالي وصعوبته البالغة، إلاّ أنّ ثقتنا تبقى كبيرة من أنه لن ينال بأي حال من الأحوال من عزيمة أهلنا الفلسطينيين الذين يصنعون الملاحم تلو الملاحم بصمودهم الأسطوري، وهم يحملون بين أيديهم راية الحق، ويجابهون بثباتهم ما يستهدفهم من تقتيل وتخريب وتدمير، ويسقطون برباطهم ما يحاك ضدهم من مؤامرات ودسائس”، مضيفا “إنّنا لا شك أمام مرحلة فارقة ومفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية، مرحلة سيكون ما بعدها مختلفا تمام الاختلاف عما قبلها، فالعالم اليوم أضحى يدرك تمام الإدراك ضرورة، بل حتمية معالجة لبّ الصراع برمته عبر التعجيل بإقامة الدولة الفلسطينية السيّدة والمستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف”.
سليمة. ق