
قام رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الأربعاء الماضي، بزيارة ميدانية تفقدية أشرف خلالها على إطلاق وتدشين عدد من المشاريع التنموية والحيوية على مستوى ولايات الجزائر وبومرداس وتيبازة، وهذا في خضم الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 61 لعيد الاستقلال والشباب.
وقد استهل الرئيس تبون زيارته التفقدية التي كان مرفوقا فيها برئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، وعدد من أعضاء الحكومة، من ولاية بومرداس، حيث وضع حجر أساس مشروع إنجاز محطة تحلية مياه البحر بـ “كاب جنات” التي تعد من أهم المحطات التي شرع في إنجازها عبر الوطن، تصل قدرتها الإنتاجية إلى 300 ألف متر مكعب يوميا من المياه المحلاة، لتساهم بذلك في تحسين قدرات تزويد سكان ولايتي بومرداس والجزائر بالماء الشروب. وبولاية تيبازة، وضع رئيس الجمهورية حجر الأساس لإنجاز محطة تحلية مياه البحر “فوكة 2” التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 300 ألف متر مكعب يوميا، ما سيسمح بتزويد مواطني الجهة الغربية من العاصمة وولاية تيبازة وجزء من ولاية البليدة بالماء الشروب. ويندرج إنجاز المحطتين ضمن تنفيذ البرنامج التكميلي للمخطط الاستعجالي للسلطات العمومية الذي أقره رئيس الجمهورية والمتعلق بإنجاز خمس محطات جديدة لتحلية مياه البحر ما بين 2022 و2024. وفي ثالث محطة من هذه الزيارة، دشن الرئيس تبون مستشفى الحروق الكبرى الكائن بزرالدة (غرب العاصمة) والذي يحمل اسم المجاهد المرحوم الدكتور سعيد شيبان، حيث طاف بمختلف مرافق هذه المؤسسة الاستشفائية واستمع إلى شروحات القائمين على هذا الصرح الطبي النموذجي الذي يتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ 27 ألف متر مربع وبقدرة استيعاب تصل إلى 144 سريرا. وقد جهزت هذه المؤسسة الاستشفائية بأحدث المعدات الطبية عالية الجودة، كما دعمت بمصالح متخصصة، على غرار التخدير والإنعاش والجراحة التجميلية والترميمية للكبار والأطفال، ما يجعل منه أكبر مستشفى متخصص في الحروق عبر الوطن لما يوفره من تخصصات في مجال علاج الحروق الكبرى والتكفل الأمثل بالمرضى. وفي هذا الإطار، أبرز الرئيس تبون “حرص الدولة على ضمان ظروف علاج جيدة للمواطن واستعدادها لتوفير الدعم المالي والمعدات الضرورية لتحقيق هذا الهدف”، متابعا بالقول:” إذا قدر القائمون على هذا المستشفى مستقبلا أنه بحاجة إلى توسعة لاستقبال أكبر عدد من المرضى بالنظر إلى تزايد عدد السكان، فسنقوم بالدراسة اللازمة ونوفر الإمكانيات الكفيلة بذلك”.
وفي قطاع السكن، قام رئيس الجمهورية بوضع حجر الأساس لمشروع إنجاز 14.442 وحدة سكنية بصيغة البيع بالإيجار (عدل) على مستوى ولاية الجزائر. وبأولاد فايت، قام الرئيس تبون بوضع حجر الأساس لإنجاز المدينة الإعلامية الجديدة “دزاير ميديا سيتي” التي من شأنها تقديم نوعية أفضل لخدمات تلفزيونية وإذاعية كفيلة بالمساهمة في الترويج للصورة الحقيقية للجزائر. ولدى استماعه الى عرض حول هذا المشروع، أبدى الرئيس تبون حرصه على التعجيل بإتمام إنجاز هذا المشروع وفقا للآجال المسطرة والمحددة بنحو 27 شهرا وتزويده بالمرافق التي تضمن مختلف الخدمات، مع استعمال الطاقات المتجددة على مستوى هذه المنشآت. وفي ختام زيارته التفقدية، استمع رئيس الجمهورية إلى النشيد الوطني قبل أن يستعرض تشكيلات من مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي والحرس الجمهوري التي أدت له التحية الشرفية.
… “قطاع السكن أصبح مواكبا للتطور الديمغرافي للجزائر“
أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أن قطاع السكن أصبح مواكبا للنمو الديمغرافي في الجزائر، وذلك من خلال تسليم سكنات جديدة لفئة الشباب. وقال رئيس الجمهورية، خلال اشرافه على وضع حجر الأساس لإنجاز مشروع 14.442 وحدة سكنية بصيغة البيع بالإيجار (عدل) على مستوى ولاية الجزائر: “أجزم أنه لا يوجد في العالم من قام بإنجاز برامج سكنية وتوزيعها مثل الذي فعلته الجزائر”. وأوضح في ذات السياق أنه تم القضاء على الأحياء القصديرية، لاسيما على مستوى الجزائر العاصمة، وأن السكنات أصبحت تسلم لفئة الشباب الذين تبلغ أعمارهم 25 و26 سنة “بينما كان معدل السن في عام 2013 مع انطلاق برامج عدل2 يصل الى 55 سنة”، وهو ما يؤكد أن قطاع السكن –مثلما قال– أصبح اليوم “مواكبا للتطور الديمغرافي في الجزائر”. كما نوه الرئيس تبون بإنجاز مدن جديدة، على غرار بوينان وسيدي عبد الله، وتدعيمها بالمرافق الضرورية وكذا بوتيرة انجاز مختلف البرامج السكنية. وأضاف أنه مع انطلاق البرامج السكنية سنة 2013، كانت العملية تتم عن طريق “استيراد مواد البناء بسبب الازمة”، غير أنه اليوم “أقول بكل فخر واعتزاز أن إنجاز السكنات أصبح جزائريا 100 بالمائة بمواد بناء ويد عاملة جزائرية”. وأشار رئيس الجمهورية الى أن وزارة السكن هي “أول دائرة وزارية استعملت الرقمنة في تسجيل طلبات المواطنين ودراستها ومتابعتها”، داعيا القائمين على هذا القطاع الى “مواصلة الجهود لتجسيد ما تبقي من المشاريع.
… “الجزائر حققت انجازات كبيرة بفضل إطاراتها “
أكد رئيس الجمهورية، بولاية بومرداس، أن الجزائر حققت انجازات كبيرة في مجال تأمين التزويد بمياه الشرب انطلاقا من تحلية مياه البحر بفضل اطاراتها في مختلف القطاعات. وخلال اشرافه على وضع حجر الأساس لمشروع محطة تحلية مياه البحر بـ “كاب جنات” بولاية بومرداس، أوضح رئيس الجمهورية أنه كان من “السهل على الجزائر شراء محطات كما تفعله بعض الدول، لكننا، وحفاظا على مداخيل البلاد وثرواتها، قررنا انجاز المحطات محليا وقد حققنا هذا بفضل نزاهة الاطارات”. وأضاف:” نفتخر بما أنجزته مؤسساتنا والحمد لله على المرحلة التي وصلنا اليها”. وثمن في هذا السياق جهود الاطارات الجزائرية في مختلف القطاعات، المبذولة منذ سنتين في إطار برنامج استعجالي لتحلية مياه البحر، وعلى رأسهم اطارات الطاقة، معتبرا أن “ما تقوم به سوناطراك يعد مصدر فخر” للجزائر، الى جانب جهود سونلغاز التي عملت اطاراتها على توفير الطاقة الكهربائية الكافية لتشغيل محطات التحلية، وكذا جهود اطارات مجمع كوسيدار. كما شكر اطارات وزارات الري والتعليم العالي والتكوين المهني “الذين انسجموا في البرنامج وأصبحت محطات تحلية مياه البحر جزائرية 100 بالمائة، بفضل عمالها ومهندسيها والتقنيات التي اصبحت الاطارات الجزائرية تتحكم فيها”. وتوجه رئيس الجمهورية بالشكر كذلك لوزارة التعليم العالي التي كونت مهندسين مختصين في تصفية مياه البحر وكذا وزارة التكوين المهني التي وفرت، ابتداء من السنة الماضية، تكوين تقنيين وتقنيين سامين في تحلية مياه البحر وبخصوص قدرات انتاج محطات التحلية، أشار رئيس الجمهورية الى أن “الارقام قد تظهر عادية ولكن حتى محطة صغيرة مثل تلك الموجودة بالباخرة المحطمة، توفر وحدها 10 آلاف متر مكعب/يوم أي 10 ملايين لتر يوميا للمواطن. أما محطة كاب جنات فتوفر 300 مليون لتر/يوميا” وهو ما اعتبره مستوى معتبر يتماشى مع ما توصي به منظمة الصحة العالمية بخصوص استهلاك الفرد من المياه (160 الى 200 لتر/للفرد/يوم).
… التفكير في إنجاز محطة تحلية مياه البحر بتيزي وزو
كما ثمن رئيس الجمهورية الجهود المبذولة لتجسيد البرنامج الاستعجالي لإنجاز محطات التحلية بكل من الباخرة المحطمة والمرسى وقورصو، بطاقة تقدر ب 150 ألف م3 يوميا. وأكد في هذا السياق أن “كل مناطق الجزائر يجب ان تأخذ حقها في هذه البرنامج”، كاشفا عن التفكير في انجاز محطة تحلية مياه البحر بولاية تيزي وزو “في أزفون او تيقزيرت، على حسب حجم الولاية وإذا لزم الأمر ستكون محطة بـ 300 ألف متر مكعب لكل ولاية”. وذكر بان الهدف المسطر في هذا المجال هو مواصلة برنامج محطات تحلية مياه البحر من خلال إطلاق مشاريع جديدة مستقبلا لبلوغ نسبة “80 بالمائة من حصة مياه التحلية في تموين المواطنين، للمحافظة على المياه الجوفية”. ولاحظ رئيس الجمهورية أن “الجفاف الذي أصبحنا نعيشه بصفة ملموسة ومحسوسة يكشف أن مشاريع تحلية مياه البحر جاءت في وقتها”. من جهة اخرى، حث رئيس الجمهورية على إطلاق مشاريع تحويلات كبرى للمياه بربط السدود بعضها ببعض لضمان تموين أحسن للمواطنين بمياه الشرب، لا سيما في ظل شح الامطار المسجل في السنوات الأخيرة. وقال بهذا الخصوص “الجزائر تملك الامكانيات، كصناعة الانابيب ووجود شركات وطنية وخاصة لتجسيد الربط بين السدود، فعوض تفريغ بعض السدود الممتلئة للحفاظ على سلامة المنشأة سيتم تحويل المياه الفائضة نحو سدود اخرى في إطار تحويلات كبرى”، منوها بنجاح الجزائر في تجسيد أكبر مشروع تحويل للمياه من عين صالح الى تمنراست والذي يعد “فخرا لبلادنا”. وأكد رئيس الجمهورية في ذات الشأن ان “مشروع عين صالح-تمنراست، على مسافة 750 كلم، هو الوحيد في العالم خارج الولايات المتحدة”. ولدى تطرقه الى القدرات الاقتصادية التي تتميز بها ولاية بومرداس، لفت رئيس الجمهورية الى ان هذه الاخيرة تعد رائدة في المجال الفلاحي لا سيما في شعبة الكروم، مبرزا أهمية التقنيات الحديثة المستخدمة في هذه الشعبة. وشدد رئيس الجمهورية في الشأن ذاته على اهمية تعزيز استخدام المياه المستعملة المعالجة في الري الفلاحي.
ق.ح