الحدث

رئيس الجمهورية يجري محادثات ثنائية مع نظيره اللبناني

علاقات تاريخية متجذرة أساسها التعاون والتضامن

أجرى رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون”، أمس الثلاثاء، بالقاعة الشرفية لمطار هواري بومدين الدولي، محادثات ثنائية مع رئيس جمهورية لبنان الشقيقة، السيد “جوزيف عون”، الذي شرع في زيارة رسمية إلى الجزائر.

 

وقبلها، خص رئيس الجمهورية أخاه الرئيس اللبناني، باستقبال رسمي لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي، يليق بمقام العلاقات الأخوية بين البلدين، وذلك بحضور كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء من الحكومة، حيث استمع الرئيسان إلى النشيدين الوطنيين للبلدين، ليستعرضا بعدها تشكيلات من مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي التي أدت لهما التحية الشرفية، في الوقت الذي كانت فيه المدفعية تطلق 21 طلقة ترحيبا بضيف الجزائر.

حسب المتتبعين لملف العلاقات الجزائرية – اللبنانية، فإنّ هذه الزيارة الأولى من نوعها لرئيس الجمهورية إلى الجزائر منذ 25 عامًا، تعتبر زيارة استثنائية للجانبين وتكتسي أهمية بالغة للبنان الشقيق، حيث سيناقش الرئيس اللبناني مع نظيره الجزائري سبل ووسائل تعزيز التعاون الثنائي والتطرق الى القضايا الاقليمية والدولية الراهنة  إلى جانب مشاريع إعادة إعمار البنى التحتية المدمرة في جنوب البلاد،  وستعرف المحادثات بين الرئيسين.

كما أن العلاقات بين البلدين، تعتبر تاريخية مبينية على أسس التعاون والتضامن في ظل الإرادة المشتركة التي تحدو قائدي البلدين في الارتقاء بها إلى آفاق أوسع وإضفاء المزيد من الزخم والحركية على التعاون الثنائي في شتى المجالات. بحيث ظلت الجزائر خلال السنوات الماضية، حاضرة بقوة من خلال دعمها الثابت والمتواصل كافة المراحل الصعبة التي مر بها هذا البلد الشقيق، وأعربت في أكثر من مناسبة عن وقوفها إلى جانبه من أجل بلوغ مرحلة جديدة على درب تعزيز الاستقرار والسلم وتحقيق النمو الاقتصادي. كما أن رئيس الجمهورية، دعا في كلمة وجهها إلى القمة العربية ببغداد شهر ماي الماضي، الدول العربية إلى “قدر أكبر من التضامن مع الأشقاء في لبنان”، معتبرا أن “وحدة وسيادة وسلامة هذا البلد تظل جزءا لا يتجزأ من مسألة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها”.

وعليه أعربت الجزائر استعدادها الدائم والمطلق لمرافقة الجهود الرامية إلى إضفاء المزيد من الزخم على التعاون الثنائي مع لبنان،  وهو ما أبرزه رئيس الجمهورية في رسالة تهنئة بعث بها إلى نظيره اللبناني، بمناسبة انتخابه رئيسا للبلاد مطلع العام الجاري، حيث أكد له “استعداده الكامل للعمل سويا على الارتقاء بالعلاقات التاريخية بين البلدين”. كما أنّ الزيارة الرسمية التي قام بها إلى لبنان شهر جانفي الماضي، وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيد “أحمد عطاف”، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، قال عقب استقباله من قبل الرئيس اللبناني:” أن الجزائر “ستظل واقفة بثبات إلى جانب لبنان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه لتقوية مؤسساته وإنعاش اقتصاده واستتباب الأمن فيه”.

وقد وجدت مواقف الجزائر المتضامنة مع الشعب اللبناني الشقيق، ترحيبا واسعا من قبل الأوساط السياسية والإعلامية والشعبية في هذا البلد، خاصة عقب قرار رئيس الجمهورية تزويد لبنان “بشكل فوري” بكميات من الفيول لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية. كما أرسلت الجزائر سنة 2020 أزيد من 200 طن من المساعدات إلى لبنان، مرفقة بطاقم طبي ومختصين في تسيير الكوارث، وذلك إثر الانفجار الذي وقع بميناء بيروت، مخلفا قتلى وجرحى، علاوة على مساعدتها له خلال الأزمة الصحية (كوفيد- 19).وتجسدت الإرادة السياسية أكثر في فتح آفاق جديدة وواعدة للارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي، قرر رئيس الجمهورية سنة 2023 استئناف الرحلات الجوية بين الجزائر وبيروت.

وضمن هذا المسعى، تعتزم الجزائر المساهمة في إنعاش لبنان اقتصاديًا، الذي عانى خلال العدوان الصهيوني عام 2024، وكما هو متوقع، سيُعلن عقب المحادثات عن مساهمة الجزائر بمبلغ 200 مليون دولار كمرحلة أولى في عملية إعادة الإعمار بعد الحرب، بحيث أنّ الحكومة اللبنانية تعطي إهتماما بالغا للدعم الجزائري، لعدة معطيات، ولعل أبرزها، الوضع الإقليمي الصعب والأزمة التي يمر بها، ناهيك على أنّ الجزائر تسعى للقيام بدورها التاريخي الفاعل في الساحة العربية، والمساهمة في إعادة إعمار لبنان في ظل حيادها السياسي وانفتاحها الاقتصادي.

كما سيكون لمجمع “سوناطراك” دورا بارزا في هذه العملية من خلال تخصيص شحنة كبيرة من وقود الديزل كهدية للجانب اللبناني لضمان تشغيل محطات توليد الطاقة وتحسين إمدادات الكهرباء، حيث سبق وأن قد أرسلت منذ شهور، 30 ألف طن من وقود الديزل إلى ميناء طرابلس شمال لبنان.في سياق متصل، فإنّ برنامج زيارة الرئيس اللبناني، السيد “جوزيف عون”، سيتضمن زيارة الجامع الأعظم والكاتدرائية في قلب العاصمة الجزائرية، الأمر الذي يرمز إلى التنوع الثقافي والديني المشترك، ويؤكد أن العلاقات اللبنانية الجزائرية مبنية على تاريخ عريق وتتجه نحو المستقبل.

هشام رمزي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى