الحدث

رئيس الجمهورية، “عبد المجيد تبون” يؤكد خلال الدورة العادية الـ 34 للقمة العربية ببغداد:

حتمية إصلاح الجامعة العربية

أكد رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون”، اليوم ، كلمة إلى المشاركين في أشغال الدورة العادية الـ 34 للقمة العربية بالعاصمة العراقية بغداد، على حتمية إصلاح الجامعة العربية، وجدّد المطالبة بتعزيز الالتفاف حول القضية الفلسطينية المركزية.


حيث أكد رئيس الجمهورية رسالة بعث بها إلى أشغال القمة العربية تلاها نيابة عنه الرسالة، وزير الدولة، وزير الخارجية والجالية بالخارج والشؤون الإفريقية، بصفته مُمّثلاً لرئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون”، مركزا على أن الوضع الراهن “لا بدّ وأن يعيد إلى واجهة أولوياتِنا المشتركة حتميةَ إصلاح جامعتِنا العربية”. واستطرد قائلا”هي التي تأسست في زمنٍ غيرِ زماننا هذا، وفي سياقٍ غيرِ سياقنا هذا، وفي محيطٍ غيرِ محيطنا هذا”.

وفي ذات السياق، رأى رئيس الجمهورية أنه بات من الـ “ضرورةَ تكييفِها مع ما يفرضه عصرُنا من تحدياتٍ جديدة وتطورات متسارعة ورهاناتٍ غير مسبوقة”. مُشيرا إلى أنّ تزامن إكمال الجامعة العربية عقدها الثامن، مع معاناة العالم العربي لرهانات متعاظمة غير مسبوقة في تاريخه المعاصر.

وعليه، واصل في معرض حديثه” على ضوء هذه الحتمية، نحن مطالبون اليوم بتعزيزِ التفافِنا حول قضيتنا المركزية”. وقال أيضا: “دفاعَنا عن هذه القضية ليس جُوداً أو تَكَرُّماً مِنَّا، بقدرِ ما هو وفاءٌ تُجاهَ أمانةٍ تاريخية تحملُها الأمةُ العربية في أعناقها”، مُشيرا إلى أنّ هذا الوفاء يبرز تجَاهَ مسؤوليةٍ قانونية وأخلاقية وحضارية تتحملها الإنسانيةُ جمعاء.

كما أن رئيس الجمهورية، لاحظ بأنّ “قضيتنا المركزية تشهد مخططاتِ التصفية تنهال عليها”، وأعطى أمثلة على ذلك، على غرار أنّ الاحتلال مصرّ على فرض رؤيتِه العبثية لسلامٍ لا يمكنُ أن يتصوره إلا على مقاسه، وتماهياً مع أهوائه، وإشباعاً لأطماعه، حيث قال بصريح العبارة:” سلامٌ يقوم على أنقاض القضية الفلسطينية، وسلامٌ تُحْرَمُ فيه دولُ الجوار من أبسط مقومات أمنِها وطمأنينتِها واستقرارِها، وسلامٌ يضمنُ له هيمنةً مطلقة دون حسيب أو رقيب أو منازع”.

وفي سياق متصل، رافع رئيس الجمهورية عن مسألة التضامن مع الأشقاء في لبنان وسوريا بقدرٍ أكبر، مُلحا بكل عزم وإصرار، على أنّ “وحدةَ وسيادةَ وسلامةَ هذين البلدين تظل جزء لا يتجزأ من مسألة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها”، وداعيا بالمناسبة إلى “استدراك ما فات من جهودٍ ومساعٍ ومبادرات لحل الأزمات المستعرة في السودان وليبيا واليمن والصومال”، بل وأكد إلى أنّ “غياب الدور العربي هو من فتح المجال واسعاً أمام التدخلات الخارجية”.

ولم يفوّت رئيس الجمهورية في معرض رسالته، كي يسجّل أنّ التدخلات الخارجية هي التي “رهنت، دون وجهِ حق، حاضر ومستقبل هذه الأقطار العربية الجريحة”، مُشددا بكل قوة، على مواصلة الجزائر الوفاء بهذه الركائز في اضطلاعها بعهدتها العربية في عامها الثاني والأخير في مجلس الأمن الأممي.

وأورد مستطردا: ” نواصل الوفاء بهذه العهدة، ونتمنى أن نكونَ قد وُفِّقنا في طرح هموم وشواغل أُمتِنا. وفي الدفاع عن تطلعاتِها وطموحاتِها بكل تفانٍ وأمانةٍ وإخلاص”.

كما نبّه إلى أنّ “الأوضاعُ في العديد من أقطارنا العربية تتدهور هي الأخرى بشكل متسارع، أمنياً وسياسياً واقتصادياً”، رابطا ذلك بـ “تكالب التدخلات الخارجية عليها لبثّ الشقاق والفُرقة والتناحر بين أبناء الوطن الواحد والأمة الموحّدة”.

وفي ظل التحولات الإقليمية والتغيرات الدولية الراهنة، وما تحمله من مخاطر وتداعيات سلبية على العالم العربي، حذّر رئيس الجمهورية منه واصفا إياه بـ”مناخ دولي جديد يتهدد الجميع دون استثناء”، كما أردف قائلا:” في خضم التوجه نحو طمس معالم أركان منظومة العلاقات الدولية المعاصرة، وتكريس منطق الغلبة للقوة، ومنطق الحق مع القوة”.

وبخصوص منطق الاحتكام والتسليم والإذعانِ للقوة، قال رئيس الجمهورية في هذا الصدد:” إننا بالفعل أمام مرحلة مفصلية ومصيرية”، وأردف قائلا:” مرحلةٌ لن يكون لنا فيها أَيُّ قَوْلٍ فَصْلْ مَا لَمْ نُعِد الاعتبارَ لما يجمعُنا تحت قبة منظمتِنا هذه”، مُنتهيا إلى القواعد والمبادئ والطموحات التي يتقاسمها أعضاء المنظمة بها وفيها الحاضر والمستقبل.

للإشارة، تتصدر مستجدات القضية الفلسطينية جدول أعمال هذه الدورة، في ظل استمرار الاحتلال الصهيوني في عدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني.

ويتمّ مناقشة الأوضاع السياسية الراهنة في العالم العربي وبحث السبل الكفيلة بتعزيز العمل العربي المشترك. وهذا بغرض إضفاء المزيد من الفعالية على منظومة العمل العربي المتعددة الأطراف. وتعنى القمة أيضاً ببحث التحديات المشتركة التي تواجه الدول العربية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.

وتتطلع لرسم آفاق اتخاذ تدابير جماعية من شأنها تعزيز الأمن الغذائي والمائي والطاقوي لفائدة الدول والشعوب العربية. وتخطّط القمة الـ 34 لتطوير التجارة البينية في إطار المنطقة الحرة العربية الكبرى.

محمد الأمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى