رياضة

ذهبيتي “نمور” و”خليف” وبرونزية “سجاتي”

الشجرة التي غطت الغابة 

بعد أن أسدل الستار على أولمبياد باريس، باتت المشاركة الجزائرية في الميزان وتحت عيون المحللين والنقاد والمختصين، وعن نتائج البعثة الجزائرية لأولمبياد باريس 2024 من الضروري التحلي بالموضوعية في الطرح والنقاش والتحليل خدمة لمصلحة الرياضة الجزائرية.

النتائج المحققة في أولمبياد باريس 2024 صحيح أنها أسعدتنا مقارنة مع دورة طوكيو التي خرجنا منها بدون ميدالية، والأهم أن النشيد الوطني دوى سماء باريس مرتين لكنها ليست تاريخية كما وصفها رئيس الوفد، فهي فقط نفس الحصيلة كما ونوعا، التي سبق وأن حققتها الجزائر قبل 28 سنة في أولمبياد أطلنطا 1996، أي أننا لم نتقدم خطوة إضافية ولو بميدالية زائدة حتى نصفها بالتاريخية، مثلما يقول الإعلامي الجزائري “مجيد بوطمين” في تعليقه على المشاركة الجزائرية في باريس.

وأكد المتحدث أن نتائج أولمبياد أطلنطا كانت أفضل بدليل حصول مصارعة الجيدو “سليمة سواكري” على المركز الخامس و”عبد المنعم يحياوي” في رفع الأثقال الذي حل خامسا مع ملاحظة مهمة أن الظروف التي كانت تمر بها الجزائر آنذاك صعبة جدا مقارنه مع اليوم .

ولما نقول أحيانا إن المشاركة في الأولمبياد بحد ذاتها تعتبر إنجاز لأننا نعرف أن أغلب رياضيينا هواة يتدربون بإمكانياتهم الخاصة أو في قاعة “الحومة”، وقدرته على التأهل وتحقيق الرقم للمشاركة في الأولمبياد هو بداية الحلم بالنسبة لهم، وهو ما ينطبق على عدة رياضيين كانوا خلال مشاركتهم في الألعاب الاولمبية التي احتضنتها باريس بمثابة فائزين رغم إقصاءاتهم في الادوار الاولى.

والحديث عن دعم اللجنة الأولمبية للنخبة الرياضية والاتحاديات يكون فقط في الأشهر الأخيرة قبل الأولمبياد وما يقال عن 260 مليار ذلك يحدث إلا في الأربعة الأشهر الأخيرة ويدخل فيها ميزانية السفريات والتنظيم والوفد الخ.

إيجابيات ..

ورغم أن الجزائر ختمت مشاركتها بتحقيق حصيلة إيجابية بميداليتين ذهبيتين لكل من الجمبازية “كيليا نمور” والملاكمة “إيمان خليف”، وبرونزية للعداء “جمال سجاتي”، إلا أنه تم تسجيل بعض الإيجابيات الاخرى من المشاركة الجزائرية في أولمبياد باريس 2024، وبعيدا عن النتائج ، فقد كانت أول مشاركة في رياضة البادمينتون Badminton مع ثنائي المختلط ثانينا و كسيلة معمري، كما كانت اول مشاركة نسوية في سباق الدراجات مع الدراجة “نسرين حويلي”.

وكانت أكبر مشاركة في المبارزة نساء بثلاث مشاركات في الفردي وأول مشاركة عبر الفرق، وتم تسجيل أكبر مشاركة في المصارعة بثمانية مصارعين الاكبر أفريقيا بعد مصر.

كما كانت أكبر مشاركة في الملاكمة النسوية بأربع ملاكمات، ونفس الحال في الرياضات المائية، من التجديف والكانوي كاياك بثلاثة مشاركين وأول مشاركة في هذا الاختصاص الأخير مع كارول بوزيدي.

وعرفت زيادة في عدد المشاركة في هذه الأولمبياد بثلاثة مشاركين كارول بوزيدي في الكانوي كاياك سيد علي بودينة في التجديف اختصاص سكيف ونهاد بن شادلي أيضا مختصة في رياضة التجديف اختصاص سكيف. ومن حيث النتائج “كارول بوزيدي” وصلت لنصف نهائي الباقي مجرد مشاركات شكلية في رياضة لا زالت غير معروفة في الجزائر.

القفاز الجزائري يهوى إلى الحضيض

بينما ظهرت بصورة أوضح للمراقبين والنقاد، صور سلبية من الضروري إعادة النظر فيها، وعلى رأسها الملاكمة الرجالية الجزائرية التي خرجت بحصيلة مخيبة وضئيلة جدا في أولمبياد باريس 2024.

البداية في مشاركة ملاكمين اثنين فقط وهما “مراد قاضي” و”يوغرطة آيت بقة”، مقارنة مع النسخة الماضية أولمبياد طوكيو 2020 كانت المشاركة بخمسة ملاكمين رجال.

الملاكمة الرجالية التي جلبت لنا 6 ميداليات (ذهبية وخمس برونزيات)، أصبحنا نخرج من الدور الأول، وحتى في السنوات العجاف، كنا نخرج على الأقل من الثمن والربع النهائي، وكان هناك ملاكمين ينافسون على الأدوار الأولى مثل “محمد فليسي” و”عبد الحفيظ بن شبلة”. الملاكمة رياضة لها شعبية في الجزائر، لكن للأسف غياب التكوين ومشاكل أخرى أطاحت بالقفاز الجزائري المعروف بسمعته دوليا.

المصارعة الجزائرية والسقوط الحر

كما تم تسجيل إقصاء كل رياضيينا في منافسات المصارعة بأولمبياد باريس 2024، وبالرغم من كون المشاركة في الأولمبياد كانت بأكبر عدد في تاريخ الجزائر بـ 8 مصارعين أحسن رقم إفريقيا بعد مصر، إلا أن النتائج لم تكن في المستوى مقارنة مع أولمبياد طوكيو 2021 ، وكان الرياضي المصارع “البشير سيد عزارة” الوحيد الذي سجل نقطة.

هل هذه النتائج تعكس الفارق في المستوى بين مصارعينا والمصارعين العالميين مع العلم أن أغلب مصارعينا هم أبطال أفريقيا؟؟ أم تعود لسبب نقص التحضير قبل الأولمبياد؟، يجب التذكير أيضا أن المصارعة في الجزائر لا يولي لها اهتمام كبير ونتذكرها فقط في المناسبات الكبرى.

خيبة أمل في أم الالعاب…

وفي هذا السياق، قال الإعلامي الجزائري “مجيد بوطمين” أنه يجب التطرق لخيبة الأمل في الرياضات التي فشلنا فيها فشلا واضحا على غرار المبارزة الملاكمة باستثناء “خليف”، وخاصة المصارعين الذين سجلوا مجتمعين نقطة واحدة في 11 نزال ؟؟ كما أن ألعاب القوى لم تحقق ما كان منتظرا منها ـ باستثناء “سجاتي” ـ وربما “تريكي” وصل لنهائي الوثب الثلاثي، “محمد علي قراند” و “بوعناني” 110 م موانع ، ونضيف لهم بوزيدي وبلقاضي في الكاياك والجيدو الذين تجاوزوا الدور الأول بينما أقصي باقي الرياضيين في الدول الأول أو بالانسحاب .

وأضاف “مجيد بوطمين” بالقول تذكروا أن التطبيل لا يخدم الرياضة الجزائرية بل التحليل العقلاني والمنطقي بعيدا عن التجريح هو ما يجعلنا نصحح الأخطاء على أمل الاستدراك في الدورات المقبلة ( لوس أنجلوس 2028).

تذكروا أيضا أن الرياضين الثلاثة الذين صعدوا فوق منصة التتويج كانوا مرشحين لذلك حتى قبل انطلاق الأولمبياد، وكان الجميع متأكد من أنهم هم فقط من بإمكانهم الصعود فوق المنصة، وهذا الذي تحقق فعلا وأنتم تعرفون إمكانيات الرياضيين الثلاثة .

ومن جهته، قال الإعلامي الجزائري بقنوات بيين سبورت “حفيظ دراجي” صحيح أن تتويجات الجزائريين في أولمبياد باريس ليست معيارا لتقييم مستوى الرياضة الجزائرية التي تتخبط في مشاكل عديدة ، لكنها تحمل مؤشرات عن مقومات ومواهب كبيرة تتوفر عليها، تقتضي التفكير في منظومة جديدة تسمح للرياضيين بتفجير طاقاتهم وقدراتهم، وتفرض على السلطات المختصة حماية الرياضيين من كل المخاطر التي تحدق بهم.

م/شريف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى