
انطلق بالجزائر يوم أمس، اجتماع وزاري لوزراء خارجية دول جوار ليبيا، حيث عرف حضور وزراء خارجية كل من مصر، ليبيا، تونس، السودان، التشاد والنيجر، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية وممثلين عن الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، ويهدف الاجتماع لمساعدة ليبيا على إيجاد حل سياسي سلمي لأزمتها وسيقتصر على الدول الحدودية المعنية مباشرة باستقرار ليبيا، كما يأتي في إطار الجهود المبذولة لإيجاد حل للأزمة الليبية ويعد الثاني عقب الاجتماع الذي عقد في 22 من جانفي الماضي.
وكانت الجزائر قد أعلنت رسميا، الأسبوع الماضي، احتضانها لاجتماع وزاري لمجموعة دول جوار ليبيا بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة التي يعيشها هذا البلد الشقيق.
وينعقد الاجتماع لمجموعة دول جوار ليبيا لمدة يومين، حيث أعلنت كل من مصر وتونس وليبيا والسودان والتشاد والنيجر موافقتها على الحضور، ومن المتوقع أن يحضر الاجتماع أيضا ممثل عن الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، ويقتصر الاجتماع على الدول الحدودية المعنية مباشرة باستقرار ليبيا، ويهدف إلى مساعدتها على إيجاد حل سياسي سلمي لأزمتها.
وأعلنت وزارة الخارجية التونسية، مشاركة عثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، في الاجتماع الوزاري التشاوري لدول الجوار الليبي، حيث أكدت الخارجية التونسية أن الوزير سيلتقي بنظرائه المشاركين في هذا الاجتماع والمسؤولين الأمميين ولاسيما وزير الخارجية رمطان لعمامرة وأمين عام جامعة الدول العربية ويان كوبيش، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، بالإضافة إلى وزيرة الخارجية والتعاون الدولي الليبية التي سيتم التباحث معها في خصوص الحدود البرية بين البلدين ومسائل أخرى تخص العلاقات الثنائية.
في سياق منفصل، قال مصدر دبلوماسي إن الأمين العام لجامعة الدول العربية أبو الغيط ربما يقود محاولة لرأب الصدع بين المغرب والجزائر بعد إعلان الأخيرة قطع علاقاتها مع المغرب الأسبوع الماضي، وذلك قبيل انعقاد الدورة الجديدة لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية في سبتمبر المقبل، والمؤمل أن تستضيفها الجزائر أيضا.
وكان الرئيس عبد المجيد تبون قد أعلن أواخر الشهر الماضي، أن الجزائر رهن إشارة ليبيا وجاهزة لمساعدتها في حلحلة مشاكلها، وذلك خلال استقباله رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، الذي أجرى زيارة رسمية إلى الجزائر استمرت يومين، وذكر تبون بأن الجزائر تعتبر أن الحل النهائي للأزمة في ليبيا الشقيقة هو الانتخابات التي تعطي شرعية أكثر للمجلس الوطني وللرئيس.
وناقش الاجتماع الوزاري تذليل مختلف العقبات، لتنظيم الاستحقاقات العامة في موعدها المقرر نهاية العام الجاري من خلال توفير الشروط العامة لإنجاح هذا المسار الانتخابي، من خلال توافق الليبيين والتفافهم حول هذه الانتخابات وتجاوز كل أسباب الفرقة والخلاف.
ويأتي الاجتماع تأكيدًا لأهمية دور دول جوار ليبيا، والاتحاد الإفريقي في إرساء دعائم السلام بليبيا وتكثيف التنسيق مع الدول الفاعلة للوصول إلى تفاهمات تُبعد ليبيا عن مأزق عدم إجراء الانتخابات في موعدها.
ويعد هذا الاجتماع الثاني من نوعه بعد اللقاء الذي احتضنته الجزائر خلال شهر جانفي 2020 وشارك فيه سبعة وزراء خارجية من دول الجوار الليبي، وكان وزراء خارجية آلية جوار ليبيا، وجهوا الأطراف الليبية، من أجل الانخراط في مسار الحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة وبمشاركة الاتحاد الإفريقي ودول الجوار الليبي، للتوصل إلى حل شامل لهذه الأزمة، بعيدا عن أية تدخلات خارجية.
وأكد المشاركون، على ضرورة التزام الأطراف الليبية بوقف إطلاق النار، معربين عن تطلعهم لأن يهتدي الأشقاء الليبيون إلى تسوية سلمية لأزمة بلادهم، بعيدًا عن أية حلول عسكرية أو تدخلات أجنبية بما فيها المرتزقة والميليشيات، تمكّن من تنظيم انتخابات شفافة تحقق تطلعات الشعب الليبي وتحفظ استقلال ليبيا ووحدتها وسيادتها على كامل أراضيها.
وشدّد وزراء الخارجية على رفضهم القاطع للإرهاب وللعنف أيا كان شكله ومصدره، ودعوا الأشقاء الليبيين للعودة إلى المسار السياسي برعاية الأمم المتحدة ، في إطار الاتفاق السياسي الليبي و قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وأكدوا دعمهم للجهود والمبادرات الرامية لإيجاد حل للأزمة الليبية، ولمخرجات مؤتمر برلين، كما شدّدوا على الأهمية التي توليها دول الجوار لتأمين حدودها مع ليبيا، وعلى ضرورة التنسيق والتعاون من أجل التصدي لكافة المخاطر التي تهدد أمن واستقرار ليبيا وكافة دول المنطقة، بما فيها الساحل.
وأشاد المشاركون في بيانهم، بالجهود التي بذلتها الجزائر خلال الفترة التي سبقت انعقاد مؤتمر برلين، والتي تجسدت في زيارات العديد من الوفود رفيعة المستوى إلى الجزائر من بينها وفود ممثلة للأطراف في الأزمة الليبية، كما نوّهوا بإعلان الجزائر خلال مؤتمر برلين، واستعدادها لاحتضان لقاءات بين الأشقاء الليبيين لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين ودعوتهم للعودة إلى طاولة الحوار والتفاوض لإنهاء الأزمة الليبية بما يحفظ وحدة الشعب الليبي وسيادته.
أبو الغيظ: خروج المرتزقة من ليبيا ضرورة لتحقيق الاستقرار
حذر أحمد أبو الغيظ الامين العام لجامعة الدول العربية، من تداعيات التلكؤ في تنفيذ خريطة الطريق الليبية، مؤكدا أن خروج المرتزقة من ليبيا ضرورة للانتقال من الفوضى إلى الاستقرار.
وأشار ان اجتماع دول جوار ليبيا المنعقد اليوم في الجزائر يشكل فرصة مناسبة لتدارس السبل الممكنة لتجاوز العقبات التي تقف امام تنفيذ استحقاقات خارطة الطريق والتأكيد على عدم الحيد عنها.
وأكد أحمد أبو الغيظ على موقف جامعة الدول العربية حيال الأزمة الليبية، مؤكدا أن خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية ضرورة لازمة لإنجاح مسار الانتقال من الفوضى إلى الاستقرار، وأكد أن خروج القوات الأجنبية مبدأ أساسي توافقت عليه القوى الدولية والإقليمية في مسار برلين في كافة مراحله.
وصرح أحمد أبو الغيط، إن الجامعة العربية ترى أهمية بالغة فى توافق الأطراف الليبية، مؤكدا تشجيع كافة الأطراف الليبية على الانتقال من التنافس إلى التوافق. كما أكد تشجيعهم على تذليل العقبات القانونية والدستورية واللوجستية.
ق.ح