
السؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا لأول وهلة (هل يحتاج إلى فهم واعي كيف يستخدم هويته الفنية والثقافية) نعم يحتاجها، فالهوية جزء أساسي في تشكيل وجدان الفنان ووعيه وفكره وفنه، وهذا ليس سهلا بل بالعكس يحتاج من الفنان المثقف وعنده وعي حقيقي ما معنى الهوية الفكرية والثقافية والفنية وغيرها.
اذا نحن نحتاج لذلك الوعي بالهوية لكي نجعل منها دورا متكاملا في المجتمع، بالإضافة لوجود عناصر أخرى معها الأصالة والمعاصرة وغيره، مما يجعلنا نستطيع فهم أهميتها للمبدع الحقيقي الصادق حتى لوكان هذا المبدع هاويا أو مغمورا، ذلك يجعلنا نتأمل، والتأمل استقرار للإحساس بالهوية، كلها عناصر رئيسية لبناء هوية حقيقية بمفهوم واضح للجميع وللمجتمع، وتجعل الفنان ذو قيمة حقيقية في فنه، وذلك يجعلنا أمام حقيقة ثابتة أن الفن بلا هوية، يكون غريبا عليناـ أم نحن كان اختيارنا التأثر مما حولنا. ربما لأسباب ذكرتها سابقا أصبحنا كل يوم هناك جديد، تطور سريع كل ثانية تكنولوجيا أسرع وتطور تكنولوجي مستمر وعولمة وذكاء اصطناعي مما يجعلنا في سباق مع الزمن.
إذا نحن لمراجعة ما نستقبله من ثقافات وتطور ثقافي وفكري وتكنولوجي خصوصا في الوقت الراهن الذي كله تحديات لا تنتهي. وأ طرح سؤالا مهما يدور في ذهني (هل يكفينا الوقت الحالي لمراجعة ما نقدمه من فنون مختلفة في المسرح والسينما والفن التشكيلي والغناء والانشاد الديني والدراما التلفزيونية؟). أجيب إجابة واحدة لا أعتقد ذلك، تغير الزمن وتغيرت المعايير والمفاهيم وكل شيء تغير، حتى مستوى حوارنا اليومي أصبح سريعا، نحتاج فعلا لمراجعة أنفسنا، دخل علينا فنون مختلفة من الخارج، وأصبحنا نريد الفن ونستقبله بسرعة ،ترى مثلا ممكن أ ن يقدم الفنون المختلفة على منصات مختلفة على الانترنت ،أيا كانت مسلسلات أفلا م وغيره، ظهر العالم الافتراضي فغير ملامح حياتنا ،مثلا حلقة على الفيس بوك يقدم احدهم فنا في خمس دقائق، فصار عندنا ما يعرف المكثف المركز المفيد في حلقات مدتها من خمس لعشر دقائق، منهم من يقدم فنونه دون تقديم هوية، من أجل الشهرة او المال. صارت هناك ازمة حقيقية، لا نفهم ما يقدم لنا، وللأجيال القادمة.
إذا التغيير مطلوب، ولكن بوعي وفهم حقيقي، ويبدأ من الفنان بدوره، هو من يقوم بوعي المجتمع من خلال الفن، فالفن رسالة، والمتلقي لكل أنواع الفنون يحب أن يرى ما يفهمه ويناقش قضاياه، ولكن بالمختصر المفيد، لأننا أصبحنا في عصر السرعة، لابد من التغيير مع مواكبة الجديد من هذا العصر، وهذا يجعلنا نتقبل كل جديد بصدر رحب ولذا سنطرح حلولا مختلفة من صقل الموهبة وبناء الأفكار في ظل عصر العولمة وتطوير التنمية البشرية .ليصبح عندنا فنانين وجمهورا عندهم وعي حقيقي بهوية مع الوعي بها حقا كما ذكرت في مقالاتي السابقة عندما تحدثت عن مبادرتي فدوى عطية للفن والحياة المجانية التطوعية لوجه الله ولنا حديث آخر معكم .
بقلم: فدوى عطية (مــصــر)