
يعـلّـق سكان دوار التلالـسـة على بــعـد 03 كلم باتجاه قرية البطيم الحدودية ببلدية مغنية آمالا كثيرة على برنامج رئيس الجمهورية لتنمية مناطق الظل وإلحاقها بركب التنمية، حيث يعيش قاطنوه العديد من المشاكل التي أثقلت كاهلهم، لم ترى النور منذ فجر الإستقلال.
تأتي في مقدّمتها ظاهرة التسرب المدرسي تجد المناخ الملائم في الوسط التلاميذ بهذا الدوار، وذلك لتوفر الظروف الملائمة لها كالمشاكل الاجتماعية والفقر والبطالة وأزمة السكن والعزلة التامة لبعض السكنات بهذا الدوار، زيادة إلى نقص التوعية والتكفل الاجتماعي ببعض الحالات كالفقر والعزلة ما يفرض على بعض التلاميذ مغادرة مقاعـد الدراسة إلى الشغل لتحصيل قوت عيالهم ومساعدة أوليائهم في سن مبـكّرة من مراحل التعلّـم، حيث يلجأ البعض إلى السفر خارج الدوار من أجـل العمل، ومنهم من يعمل ضمن ورشات البناء لدى أحد الخواص، وهذا الأمر ينذر بكارثة اجتماعية توجب على السلطات التكفل بها من خلال تقريب المدرسة من المواطن وتوفير العلاج والإطعام والنقل المدرسي من أجل الحدّ أكبر قدر ممكن من التسرب المدرسي وما ينجز عنه من آفات اجتماعية لا يقدر على تحمل عواقبها الأولياء ولا المجتمع ولا السلطات، وما أرق السكان أكثر هو عدم ربط الدوار بخطوط لنقل المسافرين، الأمر الذي أتعب قاطنيه في تنقلاتهم، خاصة المتمدرسين والعاملين للوصول إلى المحطة القريبة منهم بالقرية على بعـد 03 كلم، فهم يعيشون في عزلة شبه تامة وفي مشاكل يومية مع مسؤوليهم بسبب تأخر وصولهم إلى مقرات عملهم، خاصة بعد الرفع التدريجي للحجر الصحي وعودة العمال إلى مناصب عملهم.
المطالبة بتشييد قسمين لأبنائهم المتمدرسين في الطور الابتدائي
وفي هذا الصدد، ناشد أولياء الأبناء المتمدرسين السلطات المحلية بانجاز على الأقل قسمين لأبنائهم المتمدرسين في الطور الابتدائي والذين يزيد عددهم عن 70 تلميذا خاصة الطور الأول الذي يضم السنة الأولى والثانية والثالثة، لوضع حـدّ لمعاناتهم، أمام انعدام النقل المدرسي الذي لم تستطع السلطات المحلية لبلدية مغنية توفيره لحدّ الآن ـ حسبهم ـ بسبب تدهور الطريق، مما أضحى هذا المشكل يشكّـل خطرا كبيرا على أبنائهم أمام الأخطار التي تحدق بهم على مستوى الطريق خاصة في فـصل الشتاء، وأضاف محدثــينا أن التنقل مشيا أصبح يشكّـل خطرا لا سيما على فئة الإناث إلى المدرسة بسبب تواجد الكلاب الضالة وخطورة الطريق، يحدث هذا على حدّ قولهم بالرغم من تسجيل اقتراح انجاز قسمين سـنة 2009، إلا أن ذلك لم يجسّد لحد الآن.
نحو إنجاز مرافق عمومية مستقبلا
من جهته رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية مغنية وفي ردّه على هذا الانشغال أكد، أن دوار التلالسة التابع لقرية البطيم الحدودية ببلدية مغنية الذي يصنف ضمن المناطق الريفية التي تعرف بمناطق الظل، قد تم انجاز به بعض المشاريع التنموية، مضيفا أن السلطات المحلية لبلدية مغنية أحصت عديد من المناطق والدواوير بحاجة إلى مشاريع مستعجلة، حيث لا يزال سكان هذه المنطقة الحدودية التي يفوق تعداد سكانها 150 ألف نسمة ينتظرون تسجيل مشاريع تنموية على مستوى القرى والدواوير بنسبة 60 بالمائة، منها إنجاز مرافق عمومية في قطاع التربية ومرافق رياضية وترفيهية لفائدة شباب القرى.
ضرورة استلام المشاريع التربوية قيد الانجاز مع الدخول المدرسي المقبل
يأتي هذا المشكل تزامنا مع التعليمات التي وجّـهها والي ولاية تلمسان على هامش الاجتماعات التي يعقدها تحسبا للتحضيرات للدخول المدرسي المقبل التي يحضرها المدراء التنفيذيين للولاية، ورؤساء الدوائر، في إطار متابعة وتقييم الوضعية العامة السائدة في المدارس الإبتدائية، وكذا الخرجات الميدانية لمعاينة عـدد من المشاريع التربوية التي هي قيد الانجاز لاستلامها مع الدخول المدرسي المقبل، خاصة فيما تعلق الأمر بالإطعام المدرسي إلى جانب ملف التدفئة الذي يعتبر أحد الأعمدة التي تتركز عليها المنظومة التربوية في التكفل بموضوع التمدرس، مع ضرورة تكثيف الزيارات الميدانية اليومية للوقوف على سيرورة وضعية المؤسسات التربوية، والتنسيق التام بين كافة القطاعات المعنية والتطبيق الصارم لجميع التعليمات، وكذا مضاعفة الجهود لاستدراك كل النقائص المسجلة، من خلال تجنيد كل الطاقات من أجل التدخل الفوري والتكفل بتوفير وجبات ساخنة ومتوازنة لجميع التلاميذ مع استغلال المطاعم المركزية لفائدة المدراس التي لا تتوفر على المطاعم المدرسية، وكذا اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لنقل كل التلاميذ المتمدرسين، والتي تدخل ـ حسـبه ـ في إطار توجيهات وتعليمات السلطات العليا للبلاد التي يجب أن تطبق بحذافيرها لاسيما ما تعلق بتحسين الإطار المعيشي للمواطن وتوفير الخدمات الضرورية وخاصة بمناطق الظل، داعيا إياهم بالتحلي بروح المسؤولية والجدية التامة في القيام بالمهام المنوطة بهم.
أمـيـر.ع