
7 بالمائة من تلاميذ الابتدائي مدخنين
دعت مصالح مديرية الصحة وكذا مديرية التربية الأولياء إلى أخذ الحيطة والحذر في التعامل مع أبنائهم، من أجل إحاطتهم باحتواء أسري يدعمهم ويجعلهم يتجنبون التدخين لمضاره الكثيرة، وتأثيراته السلبية على تركيزهم على دروسهم وصحتهم الجسدية والعقلية.
حيث أصبح التلاميذ أكثر الأشخاص إقبالا على التدخين سواء السجائر العادية أو الإلكترونية، وكذلك الشيشة، وهو ما عجل بدق ناقوس الخطر، في ظل التطور المعيشي المتسارع، وما يشهده المجتمع من تغيرات في ظل بروز عدة مشاكل اجتماعية وسط تصاعد مظاهر سلبية، يتقدمها الإدمان بكل أنواعه.
وهي الظاهرة التي جعلت الأطفال الذكور يقتادون بالبالغين ويحاولون إثبات بلوغهم وقدرتهم على إدارتهم حياتهم الشخصية عن طريق رفع السيجارة وتدخينها على الملأ، في حين تلجأ الفتيات إلى المراحيض بالمؤسسات التربوية والزوايا الخفية ببعض مقاهي الشيشة.
27 بالمائة من التلاميذ يدخنون السجائر الإلكترونية
وحسب الأطباء، فإن دراسات حديثة مست المؤسسات التربوية بوهران، كشفت عن إدمان 27 بالمائة من التلاميذ في مختلف الأطوار للسجائر الإلكترونية، هذه الأخيرة التي تعتبر منافسة لـ “الشيشة” في المخاطر الصحية التي تسببها للمستهلك، بسبب الإدمان غير الطبيعي عليها، نظرا للتشهير لها بفكرة “مغلوطة”، مفادها أنها تعوض السيجارة العادية وتساهم في الإقلاع عن التدخين، غير أن الحقيقة معاكسة تماما، لأن مستهلكها لا يستطيع الإقلاع عنها، ويصبح عدوانيا عند فقدانها، وهو ما يخلق تساؤلات عن مكوناتها الحقيقية.
ونفس الفكرة عن الشيشة، التي تهلك مستهلكها لخطورة المواد الكيميائية التي تكوّن “المعسل”، هذا المكون الذي تحذر منه وزارة التجارة وتمنع استيراده لجهل مصدر تصنيعه وكذا عدم معرفة مكوناته، في وقت يعرف إقبالا كبيرا خاصة من طرف الإناث لتوفره على نكهات فاكهة، لا تثير الانتباه وتبعد الشك عن معرفة البنات المدخنات، في حين يقبل عليها الذكور بدافع الشياكة والأناقة في إظهار الرجولة.
و7 بالمائة من تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي مدخنين
وفي سياق الحديث عن الإحصائيات، فقد انتهت دراسة ميدانية قامت بها المصالح الطبية بعدد من المؤسسات التربوية شملت 3 أحياء سكنية، إلى إحصاء ما نسبته 7 بالمائة من تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي يدخنون بمعدل سيجارة إلى سيجارتين يوميا، بينما بلغت نسبة المدخنين تلاميذ المتوسط 13 بالمائة، فيما فاقت نسبة تلاميذ الثانوي 30 بالمائة من المدخنين.
وتعتبر الشيشة، أكثر إقبالا من طرف الإناث، لأنها تحتوي على نكهات الفواكه التي لا تسمح بمعرفة رائحة السيجارة العادية، وهي الفرصة التي تسمح للكثير من البنات بتجريبها ومع الوقت تصبحن مدمنات.
وحدة جديدة للإقلاع عن التدخين بمستشفى بن زرجب
من جهتها، وفي إطار عملها على الوقاية وحماية الاشخاص من مخاطر التدخين، خاصة الأمراض السرطانية الناتجة عنه، قامت مصالح الصحة بوهران بإنشاء وحدة خاصة للإقلاع عن التدخين بمصلحة الامراض الصدرية، بغية التكفل بالأشخاص المدخنين، خاصة الأطفال عن طريق مرافقتهم وعائلاتهم مع الالتزام بالسرية خلال مرحلة العلاج، خاصة فيما يتعلق بالبنات حماية لهم من نظرة المجتمع وردود الأفعال المتنمرة والتي تصل إلى التشهير.
وقد ذكرت مصالح وزارة الصحة أن 50 بالمائة من المدخنين الجزائريين الذين تقل أعمارهم عن 27 سنة، في وقت يوجد فيه 7 آلاف مصاب بالسرطان، لاسيما ما تعلق بالتنفس، الى جانب 23 نوعا مرضيا له علاقة وطيدة بالتدخين في مقدمتها سرطان الرئة، الذي لا يمكن القضاء عليه إذا تعدى المرحلة الثانية للمصاب، في حين يمثل سرطان الفم 74 بالمائة.
دعوات لتنفيذ القرارات ومنعه بالفضاءات العمومية
يذكر أن الجميع يطالب بضرورة التطبيق الصارم للمرسوم الرئاسي الخاص بالمرسوم التنفيذي الصادر في سبتمبر2001، الذي يمنع التدخين في الأماكن العامة، والمنشورين الصادرين عن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات سنتي 2001 و2007، وكذا التعليمة المؤرخة في 2014 التي تمنع التدخين في المؤسسات الصحية، إلى جانب منع انتشار واستهلاك الشيشة في المقاهي وقاعات الشاي بين الشباب والمراهقون أقل من 19 سنة.
ميمي قلان