
استضاف المركب الرياضي الجواري بن علي قويدر بقرية عين نكروف ببلدية عين نحالة شرق ولاية تلمسان، ندوة فكرية حول الأبعاد التاريخية والاجتماعية للثورة التحريرية الجزائرية، تزامنا وإحياء الشعب الجزائري للذكرى 70 السبعين لاندلاعها، حيث عرفت هذه الندوة حضورا هام ومعتبر للأسرة الثورية وممثلي المجتمع المدني.
وفي هذا الصدد، كشف الإعلامي “عبد القادر شقرون”، في تصريح صحفي خص به “البديل” أنه شارك في هذه الدورة، أين قدم محاضرة في هذا الإطار تطرق من خلالها إلى الأهداف الأساسية لاندلاع الثورة، خاصة ما تعلق بالظروف الداخلية، نتيجة ممارسات استعمارية من أشكال التعذيب والترهيب والتجويع والقتل ضد الجزائريين، علاوة على قراءة في مضمون البيان الهام الذي صدر عشية اندلاعها، والذي كان موجها لعامة الشعب بكل أطيافه ودون إقصاء أو تفريق.
مضيفا أن الثورة الجزائرية التي تعتبر واحدة من أكبر الثورات في القرن العشرين، تختلف اختلافا تاما عن باقي ثورات الدول، بدليل أن ثورة الجزائر كانت ضد استعمار وقوة إمبريالية، كانت في مقدمة القوى من حيث الترسانة والعدة والعتاد في العالم، مؤكدا أن ثورة نوفمبر لدى الجزائريين هي مبدأ مقدس وثمين ومكسب تاريخي يجب إيصاله بالشكل اللازم من جيل إلى جيل. لم يكتف “عبد القادر شقرون” بذلك، بل تطرق أيضا إلى مختلف أساليب الكفاح ضد الاستعمار منها الكفاح المسلح في الجبال والذي مثل وشكل من خلاله الريف الجزائري والقرى والمداشر، مصدر قوة لنجاح الثورة، إضافة إلى تواجد فئات من نخبة المجتمع سارت بالجزائر للاستقلال من خلال مفاوضات ماراطونية وعصيبة، رغم بعض الضغوطات عليها، ونجحت في التمسك بالوحدة الوطنية دون التفريط في شبر واحد من تراب الجزائر إلى غاية الاستقلال، مما جعل الانسجام بين فئات المجتمع بمختلف مكوناته الاجتماعية، واضحا في توحيد صفوف الشعب والكلمة الواحدة.
تميزت هذه الندوة أيضا بمشاركة الإعلامية الجزائرية “ناريمان مجدوب” التي تطرقت إلى أهمية الثورة و ظروفها في نيل الاستقلال من خلال مداخلة بثت عبر تقنية التحاضر عن بعد من دبي بالإمارات العربية المتحدة، تابعها الآلاف من مشاهدين عبر صفحة المركب الرياضي عين نكروف في مواقع التواصل الاجتماعي، كما تدخلت أيضا الدكتورة “امال برحمة” من جامعة تمنراست، في ذات السياق وعبر نفس التقنية تناولت من خلالها إلى مكانة الجهة الشرقية من ولاية تلمسان في الثورة، والتي سجلت عدة معارك بطولية وفي سجلها عدد معتبر من الشهداء والمجاهدين.
اختتم اللقاء الذي حضره رئيس بلدية عين نكروف وتابعه عبر تقنية التحاضر عن بعد رئيس بلدية ورئيس دائرة عين تالوت ومئات العائلات بولاية تلمسان، بتكريم عدد من المشاركين والفاعلين والدعوة للحفاظ على الذاكرة الوطنية وتعزيز اللحمة الوطنية في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها العالم والترصدات التي تحيط بالجزائر من عدة أطراف، نظرا لمواقف الجزائر المشرفة في خدمة قضايا التحرر في العالم ولا سيما فلسطين والصحراء الغربية.
عمر بكاي